تطور الأحداث 1

2.2K 92 2
                                    

عاد اليوم ادريان الى الشركة أخيرا لقد كان مسؤولا عن اكبر شركة تصدير و توريد في روسيا لقد كان سيد الصفقات الأول معروف في الوسط بطغيانه و هدوءه التام حتى في أصعب المواقف لقد تعرض منذ صغره الى العديد من محاولات القتل و الاختطاف طمعا في الفدية أو من أجل تصفية حسابات شخصية معه أو مع والده حتى و لكنه كان قوي البنية يتحمل كل المتاعب و لكن دخول جيني لحياته فجأة عكر صفوه لا ينكر حسن نيتها في انقاذها له ولكنها جعلته يتغيب لمدة طويلة عن الوسط مما جعل تساؤلات مبهمة حوله و لكن لا أحد يعرف ماهية الأمر الكل متفاجئ من ادريان انها المرة الاولى التي يدخل فيها الشركة سعيد كانت الابتسامة لا تفارق ثغره
و لما لا فقد عادت الأجواء إلى طبيعتها و لكن هذه المرة جيني موجودة في حياته و في قلبه تحديدا
بينما كانت جيني تتحدث مع اساتذتها حول ما فاتها المدة السابقة و تطلب منهم اعطاءها الدروس الفائتة بدأت تستعيد نشاطها شيئا فشيئا و لكنها لم تكن مرتاحة بعض الشيء لقد كان الحراس يتبعونها في كل خطوة مما أدى لانزعاجها و لكنها لم تظهر ذلك
و ها قد اكملت حصصها أخيرا خرجت جيني للسيارة لتطلب منهم العودة الى المنزل لتخرج من الجامعة لتجد جميع الفتيات واقفات يتفرجن و كأنهم تشاهدن فيلم أو مبارة كرة قدم ليتضح في نهاية المطاف ان ادريان في انتظارها لقد كان يقف بوسامته المعهودة و بشموخ عظيم و لما لا فهو الزعيم اكبر رجل اعمال في الظاهر و في الباطن من اقوى رجال المافيا التي تهابهم الدولة
جيني:مرحبا هل كل شيء بخير
ادريان قبلها من راسها قائلا: لا تفزعي كل شيء بخير واضعا يده حول كتفها ويشدها إليه قليلا :لما الجميع ينظر الينا
جيني:لا أعلم منذ الصباح و هم على هذا الحال
ادريان:ربما يحسبنك حبيبتي
جيني:لا يهم فليقولوا ما يريدون أنا و أنت نعرف الحقيقة جيداً
فتح ادريان لها باب السيارة و مسك يدها لتستطيع الصعود بسهولة تامة نظرا ان سيارته عالية
في السيارة
ادريان:كيف كانت الجامعة اليوم
جيني:سيئة لقد فاتني الكثير هذه أول مرة لي لا أستطيع اللحاق بالاساتذة في شيء
ادريان:لما لا تقومين بسنة بيضاء و تعودين السنة القادمة كيف ستلحقين كل ما فاتك
جيني:لدي منحة دراسية علي المحافظة عليها و لا أريد خسارتها
ادريان:اخاف ان اقول أنني ساساعدك فتغضبي مني
مسكت جيني يده برفق و قبلتها ثم وضعتها على خدها قائلة:شكرا لك
لقد جعلتني جزءا من عائلتك و اعتنيت بي الفترة السابقة لقد جهزت مشفى خاص في منزلك من اجلي و جلبت ممرضات للاعتناء بي كما جلبت كل اغراضي لمنزلك و لم تجعلهم يلقونها في الشارع كما حرصت على إرسال حالتي الصحية الى الجامعة خشية ان اقصى من الجامعة و الآن أنت تقوم بحمايتي لا اعرف من ماذا و تسعى دوما لرضايا لقد جعلتني أشعر حقا بانني في وسط عائلتي

انحصرت الدموع في عينيها و لكنها ادارت وجهها بسرعة الى الشباك خوفا من تساقطها على خدها و لم ترد ان يراها في تلك الحالة فهي لا تريد ان تجعله يشعر انه السبب في كل هذا

شعر ادريان بعاطفة جياشة تكتسح قلبه لم يتوقع انها ستقول كل هذا الكلام كما لاحظ دموعها التي لم تنهمر بعد و لكنه استطاع ان يتفادى الموقف فهو خبير بهذه الأشياء لم يجعلها تعرف انه لاحظ دموعها
  لقد ارتفعت حرارته و شعر انه يريد ان ينقض عليها و يلتهم شفتيها الحمراء و لكنه كان يصبر في نفسه ليس الآن كل شيء في وقته احلى
ساد الصمت المكان
لتكسره جيني بقولها:الى أين سنذهب الآن
ادريان: مفاجئة !
جيني:امم أنا متشوقة حقا
كانت جيني طوال الطريق تنظر من النافذة مثل طفلة صغيرة متشوقة للذهاب إلى الملاهي تحاول اكتشاف الطريق الذي سلكوه لعلها تعرف الوجهة و لكن ابدا لم تستطع معرفة أي شيء
بينما كان ادريان يتفحص الاوراق التي بيده بعناية مشددة و يختلس النظر الى جيني التي رأى فيها قراءة لم يراها قط و كانت افكاره مشوشة كيف يجعلها تحبه؟ كيف يجعلها سعيدة ؟كيف يجعلها تنسى ما مرت به من قبل؟ كيف يشعرها بالحنان الذي فقدته منذ سنتين ؟
كانت كل هذه التساؤلات تجول في خاطره و من الناحية الأخرى كيف يغير من تصرفاته تجاهها مالذي عليه فعله تحديدا فهو لا يريد ان يريها وجهه الآخر غضبه قسوته يحاول قدر المستطاع التحكم في نفسه أمامها  لا يريدها ان تعرف نوع عمله لأنه يعرف تماما انها لن تتحمل و ستهرب منه أو ربما ستكرهه الأول مرة يشعر انه حائر لا يعرف الخطوة التالية يريد فقط أن يبقيها قريبة منه
جيني بتساؤل:الم نصل بعد؟
ادريان:لا مازال الطريق طويلا قليلا
جيني:ارجوك ان تخبرني الى أين نحن ذاهبون أنا متشوقة لمعرفة الوجهة ارجوك
نظر إليها ادريان ليتأمل ملامحها البريئة :وجهك ملائكي
خجلت جيني كثيرا و احمر وجهها من شدة الخجل ونزل راسها قليلا و كانت تبتسم كالأطفال لم تعرف ما تقول أو ما تفعل في هذه اللحظة فهي لم تسمع اطراء كهذا من قبل كان الجميع يمدحون اجتهادها علها تساعدهم في الإختبارات أو تشرح لهم بعض الدروس شعرت أن الكون أصبح يدور حولها
حاول ادريان تخفيف الموقف قليلا ليقول الى سائقه الخاص:أسرع قليلا السيدة جيني ملت
جيني:لا بأس يمكنني التحمل قليلا بعد لا داعي للعجلة

Into your arms بين ذراعيكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن