جلست حور وندى فى حديقة القصر تتابعان أدم يلعب بمرح من حولهم حتى سألت حور ندى بفضول حاولت كثيرا تجاهلة...
= ندى هو مين جمال دة؟؟ ولية الكل بيتكلم عنة كدة؟؟
تنهدت ندى قائلة بإقتضاب...
= جمال يبقى إبن عمنا بس زي ما بيقولوا كدة الفرع الشيطانى فى العيلة.
نظرت حور إليها وفضولها يزداد...
= طب إية إللى حصل بينة وبين رحيم؟؟؟
إلتفت ندى إليها قائلة...
= شوفى ياستى جدى قبل مايموت سلم كل أمور العيلة لرحيم رغم أن عمى سعد كان موجود بس جدي شاف إن رحيم الوحيد إللى يقدر يدير الشغل والاملاك زية بالظبط طبعا عمى سعد غضب وثار على جدى وجمال كمان عارض جدى بس مش علشان عمى سعد لا علشان نفسة وقال أنة الأحق بدة لأن والدة هو الأكبر بين أعمامة وفضلوا على الحال دة كل يوم مشاكل وخلافات لحد ماجدى مات فجأة قبل ما يحل الأمور بينهم وطبعا الأمور ولعت أكتر بعد موتة بين الإتنين جمال وعمى سعد من ناحية ورحيم وحمزة وباقى أعمامى وأولادهم من ناحية تانية وإستقرت الأمور لفترة بعد ما كل أعمامى وأولادهم وافقوا إن رحيم هو الأحق بينهم وإن محدش يقدر يدير الشغل زية لحد ما الشركة دخلت مناقصة كبيرة قدام شركة منافسة طبعا شركتنا كانت متأكدة من الفوز بالمناقصة دى وإترتبت كل الأمور على كدة لكن فجأة المناقصة راحت لشركة تانية بعطى أقل من شركتنا بكتير جدا وطبعا رحيم كان هيتجنن إزاى قدروا يقدموا عطى أقل رغم أنة متأكد إنهم خسرانين لو نفذوا بالأسعار دى؟؟ وفضل يدور ورا الموضوع وقدر يعرف من موظف فى الشركة دى إن عطى شركتنا وصل ليهم وبالورق وإن جمال عرض عليهم تعويض أى خسارة ليهم المهم يفوزوا بالمناقصة دى، رحيم عرف من هنا والدنيا ولعت وإللى زاد الأمور أكثر أنة أكتشف إختلاسات من حساب شركتنا بفلوس كانت بتتحول لحساب الشركة إياها وإللى عرفنا بعدين إن جمال داخل شريك خفى فيها وكلة طبعا كان من فلوس الشركة فيوم لما رحيم عرف كل دة كان هيموتة ومحدش كان قادر يخلص جمال من أيدة لولا حمزة وقتها قدر يسيطر عليه كان فعلا موتة وأجبرة أن يسيب الشركة ويخرج من حياتنا نهائى ودلوقتي راجع تانى فجأة ومحدش عارف دماغة فيها إية جمال إستحالة ينسى إللى حصل أبدا ودة إللى قلقنى أوى ياحور.
ظلت حور صامتة تستمع لحديث ندى تدرك أن لهم كل الحق في القلق من عودتة مرة أخرى حتى ولو كانت بدعاء العمل أفاقت من أفكارها على ندى وهى تنهض من جوارها تقول...
= أنا هقوم أشوف ماما وداد بتعمل إية وأنتى خليكى مع أدم تابعية.
هزت حور رأسها بشرود تراها تتجة إلى المنزل لتظل بمكانها لعدة دقائق قبل أن تنهض من مكانها لتلهوا مع أدم لا ترى فائدة من أفكارها تلك
●●●●●●
●●●●●●
رحيم سمع صوتها مناديا بإسمة بصوت هامس ليدير رأسة بلهفة ليجدها تطل برأسها فقط من باب مكتبة تبتسم بخجل ورقة ليضع مابيدة من أوراق مشيرآ إليها بالدخول لتدخل مكتبة بخطواتها الرقيقة فينهض من خلف مكتبة لملاقتها لتقف أمامة بإبتسامتها الرائعة فلم يستطيع مقاومة جذبها إلى صدرة محتضنا إياها بشدة ليظل محتفظا بها بين ذراعية لعدة دقائق ليرفع رأسة بعدها يبتسم هو الأخر إليها قائلا...
= مالك؟؟ فى حاجة حصلت؟؟ أوعى تقولى إنى وحشتك!!
أسرعت حور تنفى بسرعة...
= لالالالا خالص.
رفع حاجبه بدهشة من نفيها السريع لتصحح كلماتها بتلعثم...
= أقصد مفيش حاجة حصلت.
أشتدت ذراعيه حولها قائلا بعبث...
= أة يعنى أفهم من كدة إنى وحشتك فعلا.
تخضبت وجنتيها بالإحمرار تخفض عينيها عنة قائلة بإرتباك...
= أنا كنت عاوزة أطلب منك طلب.
مد أناملة رافعا وجهها إلية قائلا بهمس...
= وإية هو الطلب دة؟؟
حور بأمل...
= كنت عاوزة أروح أزور أهلى وأقعد معاهم يومين.
زفر رحيم بضيق لتقول برجاء...
= علشان خاطرى يارحيم أنا مش بخرج خالص وهم وحشونى أووى.
أبتعد رحيم عنها ناحية مكتبة يجلس مستندا علية قائلا بحزم...
= لا ياحور مفيش بيات برة البيت وبعدين يومين كتير.
ضربت حور الأرض بأقدامها بغيظ لتطل من عينية نظرة تسلية عند رؤيتها لحركتها هذة مستمتعآ وهى تقول بغضب...
= بس أنا مبخرجش خالص وبصراحة بقى أنا زهقانة.
اعتدل واقفا يشدها من يدها إلية قائلا بحنان...
= خلاص متزعليش ليكى عليا بعد زيارة ضيفنا نسافر أنا وأنتى أى مكان نقضى فية يومين لوحدنا.
قفزت من فرحتها تهتف بسعادة...
= بجد يارحيم؟!
أمسك بوجهها بين يدية يقول بهمس أجش...
= بجد ياعيون رحيم.
ليقترب منها مقبلا إياها برقة وحنان أذابها بين يدية لترفع يديها تتشبث بعنقة تبادلة قبلتة ليغيبا عما حولهم حتى طلبت رئتيهم للهواء ليفترقا يستند بجبهتة فوق جبهتها تتسارع أنفاسة يسألها بهمس خشن...
= إتفقنا خلاص.
هزت رأسها بالإيجاب وهى مازالت مغمضة العينين ترد بنفس الهمس...
= إتفقنا.
أخذ رحيم يتلمس ملامحها بحنان قائلآ برقة...
= لو تحبى أنا ممكن أجيب أهلك يجوا كلهم يقضوا معاكى يوم هنا.
توسعت عينيها بفرحة قائلة بلهفة...
= ياريت يا رحيم أنت متعرفش قد إية هم وحشونى.
لتنطفئ تلك الفرحة من عيونها سريعا وهى تتذكر سارة وإهانتها الدائمة لعائلتها خائفة من أن تهينهم أثناء زيارتهم لها ليلاحظ رحيم تغيرها المفاجئ ليسألها بقلق...
= فى إية ياحور أتغيرتى فجأة لية؟؟
أبتلعت ريقها بصعوبة خائفة من التحدث معة عن مخاوفها خاشية من ردة فعلة ليدرك رحيم أفكارها تلك ليمسك بوجهها بين يدية ينظر فى عينيها بثبات قائلآ بحزم...
= حور أسمعى وأفهمى كلامى دة كويس، أنتى مرات رحيم الشرقاوى يعنى البيت دة بيتك تستقبلى فية إللى تحبى ويتقابلوا أحسن مقابلة وإللى يفكر يعمل غير كدة يبقى حسابة معايا وساعتها ميلومش غير نفسه فهمانى ولا أتكلم تانى.
نظرت إلية بعيون إمتلئت بدموعها من روعة كلماتة إليها فلم تدرى إلا وهى تحتضنة بقوة دون محاولة منها للكلام ليتفاجئ من ردة فعلها لثوانى قبل ان يبادلها العناق يهمس بين خصلاتها...
= مجنونة وكل دقيقة بحال بس بموت فى جنانك دة.
ضحكت حور بخفوت تندس أكثر فى صدرة لتنعم أكثر بأحتضانة لها حتى سمعت دقات على الباب ليفتح بعدها ليطل حمزة من خلالة لتنحنح بحرج عند رؤيتة لهم مخفضا رأسة لأسفل قائلا بإعتذار...
= أسف يارحيم كنت فاكرك لوحدك.
أبتعدت حور سريعآ عن رحيم بإرتباك تتمنى لو إنشقت الأرض وأبتلعتها من شدة حرجها عكس رحيم الذى لم يتحرك من مكانة وهو مازال يحيط خصرها بيدة رغم كل محاولاتها لإبتعاد قائلا بثبات...
= تعالي يا حمزة أدخل.
ما إن خطى حمزة داخل الغرفة حتى ظهر من خلفة رجل غريب يماثل رحيم فى العمر ذو شعر بنى قاتم وقامة متوسطة تترتسم فى عينية نظرة ذات خبث وهو ينظر إلى يد رحيم المحاطة بخصر حور ثم يرفع عينية بإبتسامة أكثر خبثا مقابلا نظرات رحيم الذى ما إن راى هذا الغريب حتى شعرت بالتحفز والتوتر يسيطر على خطوط جسدة لتنتقل نظرات ذلك الغريب فوق حور متفحصآ إياها بنظرات لا تستطيع تسميتها بإعجاب بل نظرات أصابتها بقشعريرة باردة ونفور منة وهى تمر فوقها لتشعر بأصابع رحيم تضغط فوق خصرها بشدة لدى ملاحظتة لتلك النظرات قائلا بصوت بارد...
= أهلا يا جمال مكونتش أعرف إنك وصلت!!
رد جمال بصوت ساخر وهو مازل عينية على حور...
= لا ما واضح.
أنتفض رحيم فى وقفتة بغضب مقربا حور إلية بحماية تنطق عينية بغضب بارد لتستمر حرب النظرات بينه وبين جمال تنطق بالكثير حتى تنحنح حمزة محاولا تهدئة الأجواء قائلا بإرتباك...
= جمال صمم أنة يقابلك أول ماوصل دة لسة حتى ما سلمش على حد من البيت عموما نقدر نخلص شغلنا على ما يحضروا الغدا وجمال يقدر وقتها يقابل الكل.
ثم تبادل نظرات ذات مغزى بينة وبين أخية ليزفر رحيم محاولا الهدوء ثم ينحنى إلى حور هامسا فى أذنيها...
= روحى أنتى دلوقتي عرفى أمى بوصول جمال وغطى شعرك دة بأى حاجة.
إلتفت إلية حور بدهشة تفتح فمها للحديث لينبها بعينية أنة ليس الوقت المناسب لأى حديث لتومأ لة برأسها وتتحرك مغادرة ولكن ما إن خطت خطوتين مبتعدة حتى تسمرت مكانها حين سمعت جمال يقول بخبث...
= مش تعرفنا ببعض الأول يارحيم حتى علشان أقدر أبارك لعروستك.
ثم بدون أى مقدمات تحرك عدة خطوات حتى وقف أمامها يمد يدة بالسلام قائلا وهو مازال على نظراتة تلك لها لتشعرها بالخوف...
= أنا جمال إبن عم رحيم وأكيد أنتى حور، عرفتك على طول من الوصف إللى إتقالى عنك وبصراحة إللى وصفك ليا ظلمك وظلم جمالك.
هدر صوت رحيم قائلا بعنف جاذبا حور إلية...
= جمال حاسب على كلامك وأعرف أنت بتتكلم إزاى وبتكلم مين.
ثم يوجة حديثة إلى حور بجمود...
= حور أعملى زى ما قولتلك حالآ.
إنتفضت حور تسرع فى مغادرة الغرفة غير راغبة فى البقاء لو لدقيقة واحدة مع ذاك المدعو جمال بنظراتة النفرة لها لتتنفس بعمق فور مغادرة الغرفة تتمنى إنتهاء زيارتة بأسرع وقت.
أنت تقرأ
عشق رحيم
Romanceكبير عائلتة يملك السلطة يهابة ويخافة الجميع إلا هى، فهى تعلم ضعفة وحبة لها لتستغل ذلك دائما لصالحها، لكنها لم تضع فى حسابتها تلك الصغيرة ما يمكن أن تفعلة عندما يتدخل سلطان القلوب فيغير كل شيئ فى اللعبة.