كانت حور مازالت تجلس علي وضعها منذ أن تركها رحيم منذ قليل تفكر في كلامة لها وغضبة المحق فية ولكنها لا تستطيع فعل شئ للخوف والقلق الذى يموج بداخلها من كل الأحداث التى حدثت لها من تهديدات جمال إلى كلمات سارة السابقة لها عن أسباب زواج رحيم منها التى قد حاولت أن تنساها لترجع تضربها من جديد كل هذا جعل من فرحتها بهذا الحمل ناقصة تشعر الخوف علية أكثر من شعورها بالفرح بة فماذا تفعل؟؟ هل تخبر رحيم بكل مخاوفها تلك أم تصمت وتدع الأيام تعالج هى كل هذة المخاوف؟؟
زفرت بحيرة تضع يدها فوق جبهتهها تضغط عليها بقوة تشعر بالألم يكاد يفتك برأسها من كثرة التفكير حتى سمعت صوت طرقات فوق الباب لتنهض سريعا وقد ادركت مرور الوقت وهى لم تستعد ومن المؤكد أن رحيم قد بعث بمن يستعجلها للنزول سريعا لكنها تسمرت فى مكانها وهي ترى رحيم يدلف إلى الداخل يدا بيد مع سارة لتشعر بالبرودة تسرى فى أنحاء جسدها من مشهدهم هذا.
تقدم رحيم يجذب سارة خلفة ليقف أمامها قائلا بهدوء...
= حور سارة كانت عاوزة تتكلم معاكى شوية.
تقدمت سارة من خلف رحيم بخجل غريب عليها قائلة بصوت خافض...
= حور أنا كنت عاوزة أعتذرلك على أى شيئ حصل منى فى حقك.
ثم أسرعت فجأة بإحتضنها تقبلها سريعا فوق وجنتيها قائلة...
= مبروك.
وتسرع فى الإبتعاد مرة أخرى لتنظر إليها حور بذهول ثم إلى رحيم الواقف مراقبا لما يحدث يبتسم برقة قائلا...
= سارة حبت تنهى أى خلاف بينكم وتبارك ليكى بس خافت من ردة فعلك وإنك ترفضى طلبها فطلبت منى أجى ليكى معاها.
أمال رأسة إلى الجانب قائلا بمرح...
= ها إية رأيك ياحور؟؟
أخذت تنظر إلية بوجة خالى من التعبير تشعر بالجمود يسيطر على جسدها لا تستطيع النطق بكلمة لتأتى الطرقات فوق الباب كنجدة لها ليدير رحيم رأسة عنها بإتجاة الباب يأمر الطارق بالدخول لتدخل الخادمة قائلة بهدوء...
= رحيم بية حمزة بية طالب حضرتك تنزلة حالا فى المكتب.
هز رأسة يأمرها بالإنصراف لتسرع سارة فى القول...
= أنزل أنت يارحيم شوف شغلك وأنا وحور هنقعد شوية مع بعض.
تردد رحيم ينظر إلى حور الواقفة بصمت يسألها بعينية عن رأيها ليجدها تنظر إلية بجمود لتلاحظ سارة نظراتهم تلك لتقول بأسف وضعف...
= الظاهر إن حور لسة مش عاوزة تسامحنى فالأفضل إنى أمشى حالا.
ألتفت إليها رحيم قائلا بهدوء...
= أستنى ياسارة حور أكيد متقصدش كدة بس هى لسة متفاحئة من إللى حصل عموما أنا هنزل دلوقت وأنتم خليكم مع بعض صفوا الأمور بينكم.
ثم إلتفت إلى حور يرتب فوق وجنتيها برقة...
= مش كدة ياحور؟؟
رفعت حور عينيها إلية لا تدرى ماذا تقول لتهز لة رأسها علامة الإيجاب ليبتسم لها ولسارة ثم يغادر سريعا تاركا إياهم وحدهم وسط غرفة يعمها الصمت القاتل الذى أستمر لفترة طويلة حتى تكلمت سارة وهى تجلس فوق أحد المقاعد وتشير إلى الأخر لحور قائلة بهدوء...
= تعالى ياحور أقعدى هنا نتكلم مع بعض.
ألتفت حور إليها تتقدم منها ببطء تجلس أمامها لتقول سارة...
= عارفة إنك مستغربة ومصدومة من إللى عملتة بس لازم تعرفى إنى أكتر حد ممكن يكون مبسوط من خبر حملك.
رفعت حور رأسها إليها بعدم تصديق لتهز سارة رأسها قائلة بإقتضاب...
= بحملك دة كل الأمور هترجع زى الأول بينى وبين رحيم وأعتقد إنى قولتلك قبل كدة عن سبب جوازة منك، يمكن وقتها قولتها بطريقة صعبة وقاسية بس هى دى الحقيقة.
حاولت حور مقاطعتها لتوقفها سارة بحزم...
= عارفة إللى هتقولية وعارفة إن رحيم بدء يتعلق بيكى بس دة زى حد فرحان بحاجة جديدة علية هتاخد وقتها معاة وترجع الأمور تانى لأصلها إللى أنا وأنتى عارفينها كويس.
شعرت حور بالدنيا تغيم من حولها من كلمات سارة والتى تدرى فى نفسها بأنها الحقيقة التى حاولت الهروب من كثيرا ولكنها أتت لتضربها فى وجهها بقسوة تعاقبها على نسيانها فى وقت من الأوقات.
رأت سارة تعاقب المشاعر فوق وجهها لتدرك نجاحها فيما أرادتة وبقوة لتسرع قائلة برقة...
= علشان كدة صممت النهاردة إنى أجى أعتذرلك وأبدأ صفحة جديدة معاكى علشان نقدر الأيام الجاية نعيش سوا فى راحة ونحاول سوا نسعد رحيم معانا ولتانى مرة بعتذرلك وأقولك إنى فرحانة بخبر حملك إللى كان السبب فى رجوع رحيم من تانى ليا.
رفعت حور رأسها سريعا بعنف تسألها بتوتر...
= تقصدى إية؟؟
هزت سارة كتفيها بلامبالاة...
= أعتقد دة رحيم إللى يقدر يتكلم معاكى فية ويعرفك الأيام الجاية هيكون وضعنا كلنا فيها إزاى.
نهضت سارة من فوق مقعدها تلتفت للمغادرة تاركة حور فى حالة من الصدمة والذهول من المعنى الذى وصلها من كلماتها المسمومة لها تبتسم بإنتصار وعينيها تشتعل بالحقد الذى لم تستطيع أن تدارية كثيرا فهى تعلم بنجاحها فى ما أرادت وبشدة.
●●●●●●
●●●●●●
قاد رحيم السيارة عائدا بحور الجالسة بجوارة فى صمت كئيب لا تتحدث إلية أبدا ولا تنظر حتى بإتجاهة رغم محاولتة الدائمة بجعلها تتحدث إلية عما يضايقها فهى منذ زيارتهم للطبيبة وهى على هذه الحالة لا من قبل هذا بكثير وليكن أكثر تحديدا منذ لحظة علمها بأنها تحمل منة طفلا وهى على حالة الغريبة تلك تجعلة يفقد صبرة معها راغبا فى هزها بشدة حتى تنطق وتخبرة مابها ليسكت من ظنونة التى تنهش عقلة ليسود سوادها أفكارة تجعلة لا يرى أمام عينية غير هذا السواد ويتألم بقوة هو يراها أمامة على تلك الحالة.
زفر بحنق يلتفت إليها يراها تنظر من النافذة بشرود غافلة عما يمر بة ليناديها بهدوء حاول إظهارة فى نبراتة...
= حور إية رأيك نروح أى حتة نتغدى ونقضى اليوم سوا؟؟
هزت حور رأسها برفض وهى مازالت تنظر من نافذتها تقول بصوت فارغ النبرات...
= لا أنا عاوزة أرجع البيت حاسة إنى تعبانة ومحتاجة أرتاح.
سألها بقلق...
= تعبانة حاسة بإية؟؟ خلاص نرجع للدكتورة تانى بسرعة تكشف ونطمن عليكى.
إلتفتت حور إلية بوجة خالى من التعبير...
= متخافش أوى كدة تعبى ملوش علاقة بالحمل.
تجهم وجهة عند سماعة لطريقة تحدثها قائلا بجمود...
= له علاقة أو ملوش دة ميمنعش إنى أطمن عليكى.
نظرت حور عدة ثوانى لا تكشف عن أفكارها ثم تلتفت تنظر من النافذة مرة أخرى دون أن تضيف كلمة ليسود الصمت السيارة فترة طويلة حتى تحدث رحيم فجأة قاطعا الصمت...
= كنت عاوز أعرفك إنى هبات الليلة دى فى جناح سارة وهنرجع تانى لنظامنا القديم إللى كنا إتكلمنا فية فى أول جوازنا.
إلتفتت حور بقوة تشعر بكلماتة تخترقها كسكين حادة تمزق قلبها والضجيج فى أذنيها من شدة ضغط دمها المشتعل فى عروقها لكنها لم تظهر أى شئ فى صوتها عندما تحدثت ردا علية قائلة بلامبلاة مصطنعة...
= أعمل إللى يريحك يارحيم مبقتش تفرق معايا.
صرخ رحيم بعنف محاولا إبقاء عينية على الطريق أمامة...
= يعنى إية كلامك دة؟؟ نفسى أعرف إية إللى بيدور فى دماغك دى يخليكى بالشكل دة، لية شايف البرود دة دايما فى عينيكى؟؟
أعتدلت فى جلستها لتصبح فى مواجهتة تنظر إلية بتحدى...
= شكل إية يارحيم؟؟ كنت متوقع أعمل إية وأنت بتقولى كلامك دة؟؟ أعيط وأدبدب فى الأرض إنك إتصالحت مع سارة ولا كنت تتمنى أنزل على ركبتى وأترجاك تفضل معايا وليا لوحدى؟؟ لا يارحيم بية أنت لما أتجوزتنى كنت عارفة أنت أتجوزتنى لية وعلشان إية فمش من حقى دلوقت إنى أعترض على أى حاجة تحصل.
لم يرد رحيم على كلماتها يركز فى قيادتة للسيارة ولا تصدر عنة أى ردة فعل حتى فوجئت بة يوقف السيارة بجانب الطريق ينظر أمامة عدة دقائق لم تسمع فيها سوى صوت أنفاسة المتسارعة الدالة على غضبة الشديد ومحاولتة السيطرة علية لتنكمش فى مقعدها تخشى من ردة فعلة تعلم أنة لن يمرر حديثها إلية بتلك الطريقة على خير ليصدق حدسها حين إلتفت إليها بعينين تشتعل بالنيران هامسا بوحشية...
= وطلما عارفة كل حاجة زي الشاطرة كدة تعتقدى إنى هيفرق معايا إعتراضك أو حتى إنك تترجينى زى ما قولتى؟؟ كويس أووى إنك عارفة قيمتك عندى فملوش لازمة الكلام.
ثم إلتفت يدير محرك السيارة لتوقف قبل أن يتحرك بها يلتفت إليها مرة أخرى قائلا بجمود...
= ااه وياريت لو ممكن تعرفينى أنا كمان سبب جوازنا إللى دماغك العبقرية أتوصلت لية.
أخفضت رأسها قائلة بمرارة...
= السبب إللى خليتة واضح وضوح الشمس من وقت ماعرفت إن واجبي أجيب ليك الأولاد وبس.
ظل رحيم ينظر إليها لعدة دقائق بصمت حتى سمعت صوتة يخرج بنبرة غريبة تسمعها منة لأول مرة فيها مزيج من خيبة الأمل والصدمة قائلا...
= برافوا ياحور بجد برافوا إنك قدرتى تعرفى كل دة لوحدك.
ثم إلتفت مديرا للمحرك يتحرك بالسيارة بعنف وغضب تضغط أناملة فوق مقودها حتى إبيضت مفاصلة من شدة ضغطة عليها متجاهلا حور المتنكمشة فى مقعدها صامتة الباقى من طريق العودة إلى المنزل حتى توقفت بهم السيارة أمام القصر لينزل رحيم منها دون كلمة تتبعة حور هى الأخرى تسير خلفة ببطء، وصمت حتى وصلوا إلى باب القصر لتنادية حور بصوت هامس ليلتفت إليها بجانب وجهة لتقول بنفس الهمس...
= أنا عاوزة أروح عند أهلى أقعد معاهم، محتاجة أبعد عن هنا لفترة.
أقترب رحيم منها بخطوات سريعة غاضبة يقبض بقسوة على أعلى ذراعيها جعلتها تشهق بألم وهو يقوم بجذبها إلى داخل القصر يمر بالجالسين فى بهو القصر دون أن يلتفت إلى أحد منهم رغم محاولة والدته لإيقافة بندائها المستمر علية مستمرا فى تحركة بإتجاة الدرج جاذبا حور خلفة بشدة حتى وصل إلى جناحهم يدفعها إلى الداخل بغضب يصرخ بها...
= أنتي إية حكايتك بالظبط؟؟ لية مصممة تجيبى أخرى فى الصبر عليكى؟؟
وعندما أستمرت فى صمتها تعالا صراخة أكثر قائلا...
= أنطقى إية أخرة إللى بتعملية دة؟؟ عاوزة توصلى لإية ياحور؟؟
رفعت حور عينيها إلية تنظر إلية بجمود مستمرة على صمتها أمامة ليشعر رحيم بالإستسلام من أن تتكلم ليمرر أصابعة فى شعرة يقبض علية بأصابعة بعنف ويتحرك فى أرجاء الغرفة محاولا تهدئة أعصابة حتى يستطيع ترتيب أفكارة ليتوقف فجأة يزفر أنفاسة ينظر إليها قائلا بعنف لم يستطيع السيطرة علية...
= تمام ياحور خليكى ساكتة زى ما أنتى عاوزة بس عاوزك تعرفى إن خروج من البيت مش هيحصل أهلك وحشوكى يتفضلوا يجوا هنا ليكى يزوروكى غير كدة معنديش وبصراحة أنا جبت أخرى معاكى ومبقتش عارف أنتى عاوزة أو بتفكرى فى إية فمتلوميش غير نفسك على إللى هيحصل بعد كدة.
ثم أنطلق مغادرا الغرفة يصفق الباب خلفه بشدة إرتجت لها أرجاء القصر تاركا حور ترتحف بشدة تشعر بالبرودة تسرى فى جميع جسدها تعلم أنها تقف على حافة الهاوية معة ولا تراجع بعد الأن فيما حدث بينهم فإما أن تعيش معة وتظل فى الظل دائما بالنسبة لة أو تنبتعد تماما تاركة كل شئ فهى لم يعد لديها القدرة على المحاربة فى كل تلك الجبهات من حولها لا ترى أبدا أملآ لتحارب من أجلة سوى طفلها القادم تحارب من أجلة.
أستلقت فوق الفراش تشعر بحزنها ويأسها يسيطران على روحها حتى سقطت فى النوم مكانها تهرب بة عن كل ما يحيط بها.
●●●●●●
●●●●●●
= دة أنتى طلعتى أستاذة كبيرة وأنا معرفش.
تحدث جمال بتلك الكلمات إلى سارة الجالسة بجوارة تنفرد بة فى إحدى غرف القصر بعيد عن أعين ساكنية بعد رؤيتهم لدخول رحيم العاصف منذ قليل لتبتسم سارة بذهو وغرور قائلة...
= مش قولتلك متخافش عليا وهقدر ألعبها صح وأظن رجعت من جديد سارة الطيبة فى عيون رحيم ومن شكلهم وهما راجعين أقدر أقولك إننا نجحنا فى إللى عاوزينة وإن الهانم منطقتش بكلمة لرحيم.
ضحك جمال بشدة قائلا...
= لا من الناحية دى أنا مطمن بس قوليلى عملتى إية فى إللى إتفقنا علية؟؟
= متقلقش كلة تمام وهنبدأ فى تنفيذة من بكرة بس عاوزة أقولك الست خايفة المرة دى ومصممة تعرف إحنا ناوين على إية.
هز جمال رأسة بلامبالاة...
= سيبك منها زوديلها بس الفلوس شويتين وهى هتنسى حتى إسمها، بس أوعى تعرفيها أى حاجة يا سارة مهما حصل هى عليها تنفذ المطلوب منها وبس.
هزت سارة رأسها تطمئنة قائلة...
= متقلقش من الناحية دى، بس من هنا ورايح نحاول نقلل من مقابلتنا لحد ما إللى عاوزينة يحصل أنت فاهم إن القصر هنا فية ألف عين وعين تشوفنا.
= إتفقنا وأهو أسلى نفسى أنا هنا بحور حبيبتى وأنا بلعب معاها وأشوف نظرة الرعب فى عينيها منى ورحيم بية مش دارى بحاجة من إللى بتحصل.
ضحكت سارة بشدة تقول بخبث...
= دة أنت شيطان ملهوش حل.
جمال قائلا بنفس الخبث...
= من بعض ما عندك يابنت عمى.
أنت تقرأ
عشق رحيم
Romanceكبير عائلتة يملك السلطة يهابة ويخافة الجميع إلا هى، فهى تعلم ضعفة وحبة لها لتستغل ذلك دائما لصالحها، لكنها لم تضع فى حسابتها تلك الصغيرة ما يمكن أن تفعلة عندما يتدخل سلطان القلوب فيغير كل شيئ فى اللعبة.