وقفت سارة تراقب رحيم يعطي لمن حولة الوصايا العشر ليهتموا بفتاتة المدللة تشعر بالنيران تتأجج بداخلها فمنذ رؤيتها لة نازلا الدرج حاملا تلك الفتاة بين ذراعية كأنها كنزة الثمين وهي تتمني غرز أسنانها في عنقها تسحب منها الروح ضاربة بعرض الحائط كلمات والدتها إليها قبل مغادرتها صباحا عائدة إلي منزلهم لظرف طارئ بمحاولة ضبط النفس وعدم الإنسياق وراء مخططات جمال لكنها لم تعد تحتمل رؤيتهم معا بتلك الطريقة لم تعد تحتمل دلالة لها أمام الجميع وهو من كان دائما متحكمآ في عواطفة معها رافضآ إظهارها علي الملئ هاهو يظهر كمراهق صغير واقعا في الحب لأول مرة، لم تعد تحتمل فكرة أن من الممكن أن تكون تلك الفتاة أم لطفل رحيم لتنتزع مكانتها إلي الأبد في هذا القصر وهذة العائلة وقلب رحيم نهائيا.
إنتفض بداخلها رافضا لتلك الفكرة فلا وألف لا لن أحتمل بعد الأن يجب أن تنتصر حتي ولو تحالفت مع الشيطان لذا يجب أن تتحدث إلي جمال لينهي هذا اللعبة سريعا فهي قد بدأت تشعر أنة قد بدأ يلعب لصالحة هو وحدة مبعدآ إياها عما ينتوية فهي لن تنتظر دقيقة أخري لتتخلص من هذا الحمل وليحدث مايحدث وقتها.
أفاقت من أفكارها علي تحرك رحيم مغادرا لتسرع باللحاق بة تنادية أمام الموجودين ليتوقف ناظرآ إليها لتذهب إلية تتدلل في خطواتها بإتجاهة تقف أمامة تلتصق بة غير مراعية لعيون من حولهم المراقبة لهم قائلة بدلال تعبث أناملها بياقة قميصة...
= مش أنت مسافر القاهرة؟؟
هز رحيم رأسة بالإيجاب شاعرآ بالضيق من تصرفها ذلك ليراها تستأنف حديثها بصوت مائع...
= طيب ممكن أجي معاك؟؟ أنت عارف إن ماما سافرت علشان بابا تعب فجأة فممكن تاخدني معاك أطمن علية ونرجع سوا.
هز رحيم رأسة رافضا فهو يعلم جيدا أن عمة بخير ولا يوجد شكئ مما قالتة قد حدث...
= معلش ياسارة مش هقدر أنا متاخر فعلا خليها يوم تاني ولو مستعجلة تقدري تاخدي السواق يوصلك.
أهتزت ملامح وجهها بحدة من رفضة لكنها لم تظهر لة هذا لتقف علي روؤس أصابعها تطبع قبلة مفاجئة فوق خدة ليبتعد رحيم عنها سريعا قاطعا تلك القبلة بعنف لتنحنح سارة تتصنع السرور...
= لا ياقلبي مش مشكلة هبقي أطمن علية بالتليفون ولما تفضي نبقي نروح سوا.
نظر رحيم إلي ساعتة بعبوس قائلا...
= أعملي إللي يريحك ياسارة، أنا همشي دلوقت لأني أتاخرت جدا.
ثم ذهب في إتجاة حور الجالسة فوق أريكة غرفة المعيشة تراقب ماحدث بعينين تشتعل غيرة لم تستطع السيطرة عليها ليراها رحيم علي هذة الحالة ليجلس علي عقيبية أمامها هامسا بحنان...
= عاوزك تاخدي بالك من نفسك كويس وأستنيني لما أرجع أوعي تنامي مهما إتأخرت إتفقنا.
هزت حور رأسها بالإيجاب قائلة بنفس الهمس...
= إتفقنا بس علشان خطري خلي بالك من نفسك.
أبتسم رحيم بسرور قائلا ويتلمس وجنتيها برقة عند ملاحظتة لقلقها الفعلي علية قائلا محاولا طمئنتها...
= متقلقيش عليا خلي بالك من نفسك بس.
ثم نهض واقفا مودعا الجميع...
= يلا سلام زمان حمزة وصل وأنا لسة هنا متحركتش من مكاني.
ليتحرك مغادرا تصحبة والدتة بالدعوات ليغادرا معا الحجرة ليسود الصمت طويلا بعد مغادرتة لتجلس حور وندي متجاورين بينما سارة تجلس فوق مقعدها تهز رجايها بعصبية حتي قطعت الصمت تحدث حور بحدة...
= مكانش لية لزوم التنطيط من مكان لمكان وكنتى خليكي في أوضتك أحسن.
نظرت حور إليها يرتسم الهدؤء فوق ملامحها لتستأنف سارة حديثها تحاول هز هدوئها هذا قائلة...
= عشان ميحصلش حاجة تاني وتخلي كل إللي في البيت يلف حولين نفسة علشان خطرك.
شهقت ندي بصدمة من طريقة حديثها الخالية من الذوق وهمت بالرد عليها لكنها وجدت حور تعتدل في جلستها تنظر إليها قائلة بثقة...
= متقلقيش نفسك ياسارة رحيم موافق علي نزولي لهنا وأنتي شوفتي دة بنفسك وياستي لو حصلي حاجة تاني متبقيش تتعبي نفسك بالقلق عليا.
صدرت عن ندي ضحكة مكتومة حاولت إخفائها لتدير سارة أنظارها بينهم بغيظ لتدارك نفسها سريعا قائلة بخبث...
= أنا ميهمنيش إللي يحصلك، أنا كل الحكاية إني لاحظت إن رحيم بدأ يضايق من دلعك وأنتي كل شوية ترعبية من الخوف والقلق علي إللي في بطنك.
أستمرت حور علي هدوئها تدرك محاولتها لمضايقتها قائلة بلطف...
= أعتقد رحيم قادر يتكلم بنفسة ويقول لو دة فعلا بيضايقة ومش محتاج حد يتكلم بلسانة لا إية ياسارة؟؟
هذة المرة لم تستطع ندي كتمان ضحكتها لتخرج منها بصوت صاخب جعل إحمرار الغيظ يتصاعد فوق وجة سارة التي أخذت تفتح فمها وتغلق عدة مرات محاولة الكلام والرد علي حور لتفشل لتدق الأرض بقدميها غيظا وتوجة نظرتها السامة إليهم قبل أن تغادر الغرفة كالعاصفة لتنفجر ندي بالضحك تحاول الحديث بصعوبة...
= يخرب عقلك ياحور أول مرة أشوفك بتتكلمي كدة.
نظرت إليها حور بوجة جاد قائلة...
= يمكن لأني زهقت من كتر سكوتي إللي دايما بتفهمة علي أنة ضعف وخوف.
رتبت ندي علي يدها قائلة بجدية هي الأخري...
= عارفة ياحور إنك إستحملتي كتير بس أحيانا السكوت قدام العقول إللي زي سارة يكون هو الحل الصح.
هزت حور رأسها موافقة علي كلامها تتنهد قائلة...
= عارفة ياندي بس خلاص مبقتش قادرة أستحمل كل الضغوط دي عليا كل حاجة متلغبطة ومبقتش فاهمة إية الصح وإية الغلط.
نظرت إليها ندي بتساؤل قائلة...
= كلامك مش مطمني ياحور في حاجة حصلت؟؟ رحيم زعلك في حاجة؟؟
ضحكت حور ساخرة قائلة بمرارة...
= رحيم!! ياريت كل الناس تبقي زي رحيم في معاملتة معايا، أنا عمري ماحد أهتم بيا ولا كان حنين عليا زي رحيم معايا.
همت ندي بسؤالها من جديد ليقاطعها دخول جمال بخطواتة الصامتة لتنظر إلية بدهشة تسألة...
= جمال!! أنت مش مع رحيم وحمزة؟؟!
هز جمال رأسة ببطء يوجة أنظارة بإهتمام فوق حور الجالسة تنظر أمامها بجمود قائلا...
= لا المشوار بتاعهم دة أنا مليش فية مشاغلي هنا أهم.
هزت ندي كتفيها بعدم إهتمام ليتجة يجلس فوق كرسي مقابل لهم سألا حور الجالسة بتصلب بلؤم...
= عاملة إية النهاردة يامدام حور ياتري صحتك أحسن دلوقت؟؟
أجابتة حور بجمود...
= الحمد لله.
جمال واضعا قدما فوق الأخرى قائلا بنفس لهجتة...
= أبقي خدي بالك من نفسك كويس محدش عارف إية ممكن يحصل لا قدر الله وخصوصا إنك لسة في أول الحمل.
رفعت حور رأسها إلية بحدة لتراة يبتسم إبتسامتة الصفراء ليرتجف قلبها من مغزي كلماتة لها لتنهض واقفة سريعا قائلة بعصبية...
= ندي أنا طالعة أوضتي حاسة إني تعبانة شوية.
نهضت ندي هي الاخري قائلة بقلق...
= يبقي ياحور متطلعيش السلم دلوقت أستريحي هنا وبعدين أبقي أطلعي براحتك.
أمسكتها من كتفيها تجلسها مرة أخري لتحاول حور الإعتراض لكنها لم تستمع إليها تلتفت إلي جمال قائلة...
= معلش ياجمال خليك معها لحد ما أروح أقول للشغالة تجهز لها حاجة تاكلها وهرجع علي طول.
وخرجت سريعا دون أن تستمع لإعتراضات حور الأقرب إلي الهستريا حتي يأست تماما تخفض رأسها بوجة شاحب ليسرع جمال قائلا بلهجة مقتضبة فور خروج ندي...
= أنا هدخل في الموضوع علي طول من غير لف ودوران فكرتي في كلامنا إللي قبل كدة؟؟
أستمرت حور تخفض رأسها ترفض النظر إلية في محاولة منها لتجاهل كلامة لتحتد لهجتة عليها قائلا...
= متفكريش لما تعملي نفسك مش سمعاني إني هستسلم كدة ياحور.
رفعت رأسها إلية قائلة بحدة وإحتقار...
= ومين قالك إني هتجاهلك أو هتجاهل أي حاجة هتعملها معايا بعد كدة؟؟ أنا هحكي لرحيم علي كل حاجة أول لما يوصل علي طول.
دوت ضحكة جمال الصاخبة قائلا والشماتة تملئ عينية...
= دة لو وصل أصلا.
شحبت حور قائلة بذعر...
= قصدك إية بكلامك دة؟؟
هز كتفية بلامبالاة...
= أصلك متأكدة أوي من رجوعة، إية ياحور مسمعتيش عن تدبير القدر؟؟ أنا شخصيا بؤمن بيها جدا.
هزت حور رأسها بعدم تصديق وذهول قائلة...
= أنت عملت إية في رحيم؟؟
وضع جمال يدة فوق صدره قائلا بإستغراب زائف...
= أنا؟؟ وأنا هعمل إية؟؟ أنا قاعد معاكي هنا أهو مروحتش في حتة من الصبح.
لتتغير ملامحة فجأه متوقفا عن تمثيل البرائة تشتعل عينية بوحشية...
= أسمعيني كويس لأن خلاص وقت لعبنا سوا أنتهي أنا لسة ليا هنا يومين كمان وهمشي لازم في خلال اليومين دول تكوني طالبة الطلاق منة لية وإزاي هسيبك أنتي تقوليلة إللي يريحك وزي ماقدرت أوصل لرحيم النهاردة أقدر أوصلة تاني، المرة دي كانت قرصة ودن المرة الجاية هتكون قصف رقبة فاهمة ياحور هانم.
جلست حور مكانها تشعر بإنسحاب الهواء من حولها يسيطر الجمود والصدمة علي جميع أنحاء جسدها لتراة يقترب منها يستمر في حديثة قائلا ببرود...
= لما تطلعي أوضتك شوفي دولابك سيبلك فية هدية صغيرة تعرفك إني ليا ألف طريقة وطريقة أقدر أوصلك بيها ودة بمساعدة أقرب الناس ليكي إللي أشتريتهم زي ما أقدر أشتري أي حد غيرهم لو دة هيوصلني ليكي، أسيبك بقي تفكري كويس وتتخيلي أنا قادر أعمل إية في ولي العهد.
ليصمت قائلا بحدة...
= وكمان أبوة، وأحمدي ربنا إني سبتهم لحد النهاردة عايشين.
ثم أستدار مغادرا الغرفة دون إضافة كلمة أخري تاركإ إياها يسيطر الجمود عليها يستولي علي تفكيرها فكرة واحدة رحيم في خطر ويجب أن تذهب إلية حالا.
هبت سريعا تجري في إتجاة الباب لتصطدم بندي التي وقفت منذهلة من حالتها تلك تراها تصرخ بهستريا فأخذت ندي تحاول تهدئتها في محاولة أن تفهم منها ما تقولها لا تفهم منها شئ سوي كلمة رحيم ويجب أن أذهب إلية لتأتي الحاجة وداد وسارة علي أصواتهم ليسود الهرج بينهم محاولين جميعا تهدئتها لتهتف سارة بعصبية...
= بطلي يابت أنتي دلع وفهمينا إية إللي حصل ورحيم إية إللي عاوزة تروحيلة هي رحلة؟؟
إلتفت إليها وداد تنهرها صارخة بها...
= سارة أسكتي خالص دلوقت خلينا نفهم منها في إية.
ثم وجهت حديثها إلي ندي تسألها بعصبية...
= في إية يا ندي إية إللي حصل؟؟
إرتبكت ندي قائة بحيرة...
= مش عارفة ياماما والله أنا سبتها مع جمال ورحت أجهزلها الأكل رجعت لقيتها في الحالة دي.
شحبت سارة لينسحب الون من وجهها قائلة بخوف...
= بتقولي سبتيها مع جمال؟؟
هزت ندي رأسها بالإيجاب لتسرع سارة تمسك حور تهزها بعنف...
= أنطقي هو قالك إية عن رحيم خلاكي كدة؟؟ أنطقي يابت أنتي.
شدت وداد حور المصدومة من بين ذراعيها تصرخ في سارة...
= أنتي أتجننتي ياسارة!! بتعملي فيها كدة لية؟؟ أيعدي عنها سبيها في حالها دلوقت.
ضمتها إليها بحنان ترتب علي شعرها تحاول تهدئتها ليسود جو من التوتر الغرفة حتي تصاعد رنين أحد الهواتف لتسرع ندي تنظر إلي هاتفها بلهفة قائلة...
= دة حمزة.
ولتفتح الإتصال تتحدث إلية وبعد عدة كلمان صرخت...
= أنت بتقول إية ياحمزة؟؟ ودة حصل أمتي؟؟
ليلتف الجميع حولها في محاولة الإستفهام منها لتستمر في الحديث لثواني أخري وتغلق بعدها الهاتف بوجه شاحب بشدة ليهتف بها الجميع في صوت واحد...
= حصل إية ياندي أتكلمي طمنينا؟؟
أبتلعت ندي لعابها بصعوبة تقاوم الرغبة في البكاء قائلة بصوت باهت...
= رحيم...عمل حادثة وأتنقل المستشفي.
أنت تقرأ
عشق رحيم
Romanceكبير عائلتة يملك السلطة يهابة ويخافة الجميع إلا هى، فهى تعلم ضعفة وحبة لها لتستغل ذلك دائما لصالحها، لكنها لم تضع فى حسابتها تلك الصغيرة ما يمكن أن تفعلة عندما يتدخل سلطان القلوب فيغير كل شيئ فى اللعبة.