نزلت حور لتجد الجميع متجمع حول مائدة الطعام إلا سارة فلم تجد لها أثر وهذا أراحها فهى لا تريد رؤيتها ولا تدرى رد فعلها إن رأتها فذهبت للجلوس بجوار والدة رحيم تبتسم لها بخجل فلاحظت فور جلوسها توتر الجو من حولها وإضطراب نظرات ندى إليها كما لو كانت تحول الإعتذار لها بعنيها وبجوارها زوجها العابس بشدة على غير عادتة كذلك الحاجة وداد أما رحيم فهو الوحيد الذى أبتسم ما إن راها حتى أنة قال لها...
= ها يا حور إستعديتى علشان نتحرك بعد الفطار على طول؟؟
هزت حور رأسها وهى تشعر بأن توتر الجو من حولها ينتقل إليها لتشرع فى تناول طعامها بصمت.
فور إنتهاء رحيم من الطعام نهض وهو يقول لأخية...
=حمزة تعال المكتب ثوانى.
لينهض حمزة فورا ليذهبا معا فى إتجاة المكتب لتظل حور وندى والحاجة وداد حول المائدة لتتنحنح الحاجة وداد وهى تنهض سريعا وتقول...
= أقوم أشوف عاملين إية فى الطبخ وجهزوا إية للغدا.
وتنطلق فور حديثها لتغادر سريعا ليعم الصمت بعد خروجها حتى قطعتة ندى بصوت خجل...
= حور أنا عاوزة أعتذرلك على إللى حصل، بس والله أنا ما قولتش أبدا الكلام إللى وصل لرحيم دة وأسفة جدا لو أتسببت ليكى فى مشكلة.
نظرت إليها حور بدهشة وعدم فهم لتسرع ندى فى القول...
= أصل أنتى متعرفيش رحيم نزل النهاردة وقلب الدنيا فوق دماغ سارة وإحنا طبعا مكناش فاهمين إية إللى حصل لحد ما رحيم سألنى عن موضوع العباية وعرفت إن سارة وصلت كلام لية محصلش.
لتتسع عينيها بذهول...
= ياااه ياحور لو كنتى شوفتية وهو بيزعق ليها أنا أعرف إن رحيم فى غضبة بيكون صعب بس دى أول مرة أشوفة كدة ومع سارة بالذات وطبعا هى مستحملتش غضبة وكلامة معاها بالشكل دة وطلعت أوضتها من وقتها.
توقفت قليلا عن الكلام ثوانى ثم تقول بأسف...
= بس هى بجد زودتها أووى المرة دى علشان كدة حبيت أعتذرلك عن أى أذى ممكن أكون إتسببت ليكى فية.
ظلت حور تستمع إلى كلامها وبداخلها مشاعر متناقضة مابين الفرح لدفاع رحيم عنها فهو لم يمرر ما حدث مرور الكرام وبين الخوف من أن يظنها الجميع سببا لتلك المشكلة بينة وبين سارة بشكواها لرحيم.
أفاقت من أفكارها على إعتذار ندى لها لتقول لها بإطمئنان...
= حصل خير، أنا مش زعلانة أبدا وبعدين أنتى ملكيش ذنب فى إللى حصل.
ندى بحزن...
= أنا حاولت أفهم حمزة إنى مليش دخل فى إللى حصل بس هو مصمم إنى لو مكونتش أتكلمت مع سارة من الأساس مكانتش سارة لقيت الفرصة تعمل المشكلة دى.
فهمت حور أن ندى أكثر ما يؤلمها هو غضب حمزة منها لتحاول التهوين عنها وتقول بمراعاة...
= معلش يا ندى هو بس غضبان دلوقت شوية لما يهدى أتكلمى معاة تانى.
أبتسمت لها ندى بمحبة وتهز راسها تؤكد على كلامها لتقول بعد ثوانى بنبرة يغلب فضول عليها...
= متعرفيش هتروحى مع رحيم فين؟؟
لتكمل حديثها بأسف واضح...
= أصل هو مرضاش يقول أبدا كل إللى قالة أنكم هتخرجوا سوا.
لتضحك حور من لهجتها وتقول...
= صدقينى أنا نفسى مش عارفة كل إللى قالة أجهزى عندنا مشوار سوا.
ضحكت ندى بمرح...
= أااه لو كنتى شوفتى سارة لما رحيم أتكلم عن خروجكم كانت كانها هتقتل قتيل وقتها.
لتقهقة ضاحة...
= وطبعا مش هقولك مين هو القتيل دة.
ليعدى مرحها حور لتضحك هى الأخرى وهى تدرى من المقصود بكلامها ليدخل رحيم الغرفة ليفاجاء بوجهها الضاحك وإشراقتة وهى تجاهد لإيقاف تلك الضحكات لتخطف أنفاسة وتتجمد نظراتة فوق قسماتها الضاحكة فتراة حور واقفا بتلك الحالة لتتوقف ضحكاتها تحس بضربات قلبها تعاود التصاعد بقوة فتخفض رأسها خجلا من تلك النظرات لتسمعة يقول بصوت أجش...
= جاهزه ياحور؟؟
رفعت رأسها تبتسم بخجل تقول...
= أيوة جاهزة
ليبادلها إبتسامتها بنعومة ويمد يدة إليها...
= طب يلا بينا.
فتح رحيم لها باب السيارة الأمامى لتجلس بإرتباك ثم إلتفت إلى بابة يجلس خلف المقود ليتحرك بالسيارة مخرجا إياها من القصر ليسود العربة جو من الهدوء فحور غارقة فى أفكارها تتسأل عن المكان الذى يقصدونة فهى تشعر بالفضول والإثارة تتصاعد بداخلها رغما عنها لذهابها معة لمكان ما بمفردهم لتندمج فى المناظر التلاحقة من نافذة السيارة بسعادة فرحيم كان يقود السيارة بهدؤء كما لو كانوا فى نزهة ووقت العالم كلة ملكا لهم لكنها لم تستطع مقاومة فضولها أكثر من هذا لتلتفت إلية تسألة بلهفة لم تستطيع مدارتها فى صوتها...
=رحيم هو إحنا رايحين فين؟؟
إلتفت إليها يبتسم ويقول...
= خليها مفاجئة وأنا متأكد إنها أكيد هتعجبك.
أخفضت رأسها تنظر إلى ملابسها بتوجس وتقول بقلق...
= بس أنا خايفة بس إن هدومى تكون مش مناسبة للمكان إللى هنروحة.
نظر رحيم إليها يبتسم يحاول طمئنتها قائلا...
= بالعكس فستانك جميل جدا ومش عاوزك تقلقى من حاجة عاوزاك بس تستمتعى باليوم ومش مطلوب منك أكتر من كدة.
ردت حور إبتسامتة ولكن لم تستطيع محو قلقها من داخلها لتستمر رحلتهم قرابة الساعة لتتوقف السيارة أمام إحدى المحال الكبرى المشهورة ببيع الملابس ذات المركات العالمية لينزل رحيم ويلتفت إلى باب حور ينزلها منة دون كلمة لتنظر إلى واجهة المحل بتوجس وخاشية وتسير بجوارة إلى داخل المكان الذى ما إن دخلوا حتى أسرع بإستقبالهم سيدة أربعنية العمر أنيقة الملبس بدرجة كبيرة ومعها فتاتين تبدوان مساعدتين لها لا يقلن عنها أناقة جعلت حور تتملل بقلق فى وقفتها هتفت السيدة بترحاب شديدة...
= أهلا يارحيم بية شرف لينا زيارة حضرتك للمحل.
أبتسم رحيم برسمية...
= اهلا كريمة هانم ياترى إللى طلبتة حصل؟؟
كريمة بلهفة...
= طبعا يارحيم بية المكان كلة ملك ليكم النهاردة وكل إللى حضرتك أمرت بية حصل.
ثم أشارت بيدها...
= أتفضل معايا.
سار رحيم خلفها يمسك بيد حور التى كانت ترتعش برهبة مما تراة حولها لتدخلتهم تلك السيدة لمكان يبدوا كغرفة إستقبال ليجلس رحيم وحور فوق الأريكة الجلدية الموجود فى الغرفة أمامهم أكواب من العصير لا تدرى متى أتى بها لتنتبة إلى تلك السيدة تحدثها...
= أتفضلى معايا يا هانم.
ألتفتت حور إلى رحيم بتساؤل ليشير لها بالذهاب لتذهب معها إلى غرفة ملحقة صغيرة نسبيا عن الغرفة الرئيسية تبدوا كغرفة للقياس لتعطيها فستان من اللون الأحمر الداكن رائع الجمال وتشير إليها بالدخول غدخلت حور وأسرعت فى إرتداء الفستان ووقفت أمام المرآة الكبيرة تنظر إلى نفسها بتعجب لا تصدق أن من تقف أمامها فى تلك المرآة هى نفسها فقد كان الفستان كما لو كان مصبوب فوق جسدها يرسم كل منحنى فية بشكل رائع ولونة الأحمر الداكن يبزر بهاء بشرتها ويضفى عليها نعومة، أحست بالسعادة تغمرها فهذه هى مرتها الأولى التى ترتدى فيها فستانا يبدوا بهذا الجمال عليها لتخرج من غرفة القياس تكاد السعدة تبرز من عينيها لتقف أمام السيدة كريمة التى ما إن رأتها حتى أخذت تصفق بسعادة وإنبهار...
= روووعة أنا مكونتش أتخيل أنة هيكون بالجمال دة عليكى.
وأمسكت بيدها...
= تعالى نروح لرحيم بية نعرف رأية فى الفستان.
وقفت حور فجأة تسحب يدها منها تقول بإرتباك مذعور...
= لا لا مش ممكن أخرج قدامة كدة.
نظرت لها السيدة كريمة بتعجب...
= بس يا هانم دى أوامر رحيم بية، لازم كل فستان يشوفة عليكى بنفسة.
بهتت ملامح حور بخوف تهز رأسها لتسير خلفها تقدم قدم وتأخر أخرى حتى وقفت أمامة ليرفع رأسة إليها وعينية تسير بأنبهار عليها وتتمتم شفتية بكلمات هامسة غير مفهومة ثم فجأة أخرج لعنة مخنوقة ويهب واقفا على قدمية ليقول بتوتر وتصلب...
= إية دة يا كريمة هانم؟؟ مش دة إللى قولت علية لأ لأ لأ إستحالة ناخد الفستان دة وياريت إللى قولت علية يتنفذ.
ثم نظر إلى حور ليلاحظ خيبة أملها تترسم فى عينيها ليظهر تعبير حيرة فوق وجهة لم يستمر طويلا وهو يعاود النظر للفستان مرة أخرى ليهز رأسة بحزم وصوت قاطع...
= مستحيل ناخد الفستان دة، يلا ياحور روحى غيرى الفستان دة.
ذهبت خلف السيدة مرة أخرى تشعر بخيبة الأمل فهى قد أعجبها الفستان بشدة ولكنها لم تستطع قول هذا لة لتستمر على هذا الحال من تغير الفساتين أمام أنظار رحيم لينتهى بها الأمر وقد أحضر لها العديد من الفساتين النهارية والسهرة والكثير من عبائات الإستقبال وملابس بيتية مريحة حتى الملابس الداخلية لم يغفل عنها ثم خرجوا من المحل بعد أن تم وضع كل المشتريات فى السيارة ليأخذها رحيم إلى محل للمجوهرات تمت معاملتة فية كما لو كان أحد الملوك لتفاجىء برحيم يطلب منها إختيار خاتم من عديد وضع أمامهم لتقول بدهشة...
= إية أنا؟؟!!
ضحك بمرح...
= هو فى حور غيرك فى المكان؟؟
لكنها أخذت تهز رأسها برفض وتقول...
= لااا لااا أنا مش عاوزة.
ضغط رحيم شفتية بقوة ويقول من تحت أسنانة...
= حور بلاش شغل عيال وأختارى يلا.
لكنها ظلت على تصميمها الرافض ليرجع بظهر فوق مقعدة ينظر إليها وتفكيرة يذهب بة إلى سارة التى لو كانت فى نفس موقفها لما ترددت ثانية واحدة بإختيار الأغلى والأكبر حجما دون لحظة تردد أو تفكير.
رجع بفكرة إلى الجالسة أمامة والتى ترفض حتى النظر إلى المعروضات أمامها ليحسم أمرة وينتقى هو لها خاتم ذو فصوص ناعمة ومعة خاتم مطابق لة ذو جحم أكبر وأمسك يديها بشدة وهو ينظر إليها نظرة تحذرية لها من محاولة إعتراضها ليلبسها الخاتم فى إصبعها برقة ونعومة أذابت قلبها الذى تقاذفت دقاتة بصوت عالى حتى خشيت أن يسمعها جميع من حولها ليبتسم لها بحنان ثم يلتفت إلى البائع يتمم حديثة معة.
أستمر يومها معة بسعادة بذهابهم إلى أحد المطاعم لتناول الغذاء ليمر الوقت دون أن تشعر بة وقد أحست كما لو كانت تولد من جديد تتقافز داخلها مشاعر تجعلها تحلق فى السماء لتحين رحلة العودة فتجلس بجوارة فى السيارة تنظر نحوة كل لحظة من تحت أهدابها تريد رسم ملامحة الرجولية خلف جفونها لتظل صورتة معها دائما.
أنت تقرأ
عشق رحيم
Romanceكبير عائلتة يملك السلطة يهابة ويخافة الجميع إلا هى، فهى تعلم ضعفة وحبة لها لتستغل ذلك دائما لصالحها، لكنها لم تضع فى حسابتها تلك الصغيرة ما يمكن أن تفعلة عندما يتدخل سلطان القلوب فيغير كل شيئ فى اللعبة.