شريك المقعد

2K 60 134
                                    

طول الاربع ايام الماضية حاولت استفيد من كل كلمة يقولها و كل تصرف تصرفه إرڤي. حاولت اتشرب طاقته و ارجع اوجهها للفريق.

و الحين جا وقت الحقيقة. اليوم تغادر بعثة المنتخب السعودي لباريس لكاس العالم.

مشيت حول الغرفة للمره المليون و طليت تحت الاثاث عشان أتأكد اني ما نسيت شي. وقفت و طالعت الغرفة مره اخيرة قبل ما اطلع.

جا احد موظفين الفندق و نزل شناطي للسيارة الي تنتظرني عند المدخل الرئيسي. مع كل لحظة تمر، حسيت بقلبي ينبض اسرع و اقوى. ركبت السيارة اخيرًا و بدا السواق يسوق للمطار.

طول الطريق للمطار و انا افكر بمليون فكرة و سيناريو. تخيلت مواقف و محادثات كثيرة. بعضها مستحيلة و بعضها محتملة.

وصلنا المطار و طبعًا دخل السواق مدخل الطيران الخاص و عيوني ركزت على الطيارة الي بتاخذنا لقارة ثانية. نزلت من السيارة و الهوا هب بقوة. صوت المحركات كان مره عالي و ركضوا لي موظفين من المطار عشان ياخذون شناطي و يدخلونها الشحن.

هالمره مافي ايمان. كان لازم اروح بروحي للطيارة. اخذت نفس و بديت امشي للدرج. و انا ماشية، طلعوا اللاعبين و باقي الموظفين من مبنى المطار على يساري. وقفت انا و طالعتهم و هم يمشون لدرج الطيارة.

ما اتوقع انهم لاحظوني بين كل الي كان يصير في ذيك اللحظة، لكن رغم كل شي صالح رفع راسه و لاحظني واقفة هناك. تقابلت عيونا نفس يوم تقابلنا اول مرة. ابتسم بسرعة و كمل مشي للدرج مع الباقي. ما مداني ارجع الابتسامة. بس لسا ابتسمت. حسيت انه مُرحب فيني على الاقل.

علاقتي باللاعبين قدامها طريق طويل. الاسبوع الي قضيته في الرياض ما كان كافي ابد اني ابني علاقة قوية معهم. لا الظروف حدتنا ولا كان في مبادرات مني او منهم. تمنيت ان الظروف الجاية تخلينا اقرب.

اخيرًا تزحزحت و كملت مشي وراهم. اول ما وصلنا فوق و دخلنا الطيارة رحب فينا طاقم الطيران. طلعت تذكرتي بسرعة و قريت رقم مقعدي. ابتسمت لا شعوريًا لما استوعبت انه جنب النافذة.

لما وصلت مقعدي، فتحت كبينة الشناط عشان احط شنطتي. قبل ما امسكها عشان اشيلها، جا علي شالها و حطها بسرعة و سكرها. طالعته بصدمة. هو بس ابتسم و مشى للصف الي وراي و تحديدًا للكرسي الي وراي مباشرة. رجعت و جلست بمكاني و تفرجت على باقي اللاعبين و الموظفين و هم يدورون اماكنهم و يحطون اغراضهم في الكباين.

شفت ياسر يمشي ورا سلمان الى ان وقفوا عند الصف الي قدامي. قلبي دق بسرعة. ما ادري ليش. ماراح اقدر اكلم ياسر طول الرحلة اصلًا. ولا حتى اطالعه. بس وجوده قدامي حسسني براحة.

الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن