الفرصة الذهبية

1.9K 64 98
                                    

ندى

اليوم آخر يوم تدريبات قبل ثاني مباريات منتخبنا في دور المجموعات. ان فزنا بكرا، نتأهل مباشرة لدور ال١٦. حلم ما عشناه من سنة ١٩٩٤.

طلعت من الشاور و لبست اللبس الموحد. حطيت ميكب خفيف و رفعت شعري كالعادة بعد ما جففته. ابتسمت لنفسي في المراية على امل اني احفز نفسي.

طلعت من غرفتي و حسيت اني تسمرت مكاني للحظة لما شفت عبدالاله طالع من غرفته جنبي. حاولت اتصرف بشكل طبيعي. سكرت باب غرفتي و مشيت للمصاعد. حسيته يمشي وراي بس ما لفيت اتأكد.

دخلت المصعد و دخل معي. ضغط زر آخر دور و سكرت الابواب. حسيت بنبضي في اذاني بس لسا تصرفت بشكل طبيعي. او مو طبيعي مرة. لو اننا جد طبيعين كان الحين واصلين الهوشة الرابعة.

ما قال عبدالاله شي ولا انا تكلمت. انفتحت الابواب و طلعنا من المصعد و افترقنا عند قاعة الفطور. رحت جهة المخبوزات و اخذت لي كرواسون قبل ما اروح جهة القهوة. بعد ما خذت لي قهوة سودة مشيت لطاولة الموظفين و جلست معهم.

بعد الفطور و كالعادة، توجهنا لقاعة الاجتماعات. كلنا تمنينا ان ارڤي يعلن تغيير فالتشكيلة. لكن ما جاب طاريها. تمنيت لو على الاقل يقفل خط الوسط. بس تكلم عن التدريبات الي بيطبقونها اللاعبين اليوم و اعطاهم كلام تحفيزي قبل ما يطلب من الكل ان يتجه للباص عشان نروح ملعب التدريبات.

في الملعب، مشت التدريبات كأي يوم. على قد ما حاولت، ما قدرت ما اطالع عبدالاله و هو يتدرب مع الباقي. كرهت نفسي لاني حاسة بالذنب. مع اني ما سويت شي غلط امس. كل الي سويته اني دافعت نفسي و وقفته عند حده. بس لما شفت كيف ما كلمني اليوم في المصعد ما قدرت ابلع شعور تأنيب الضمير. هزيت راسي عشان تروح الفكرة من بالي و ترجمت شي قاله ارڤي.

بعد يوم التدريبات الطويل، صفق الكل و هتف بجمل تشجيعية بما انها آخر حصة تدريبية قبل المباراة الثانية و الاصعب لمنتخبنا في دور المجموعات. توترت. حسيت كل ما قربت مباراة بكرا، كل ما استوعبت قد ايش احنا قراب من صنع التاريخ مرة ثانية. حسيت بمسؤولية كبيرة و انا مجرد مترجمة. فا كيف شعور اللاعبين؟ كيف شعور المدرب؟

لحقت الكل لغرف التبديل مع ان ما عندي شي اسويه هناك بس ما بغيت اجلس بروحي فالملعب. انتظرتهم فالممر على ما يبدلون و يشيلون اغراضهم عشان نمشي. تسندت على الجدار و تفرجت عليهم و هم يمشون للباص واحد واحد. شكلهم تعبانين من مشيهم لكن كانوا لسا يضحكون و يمازحون بعض. ابتسمت و تمنيت من كل قلبي ان ربي ما يضيع تعبهم. تمنيت ان الكل يشوف تعبهم و شغفهم. لما طلع صالح، آخر واحد، شافني واقفة و مبتسمة. كبرت ابتسامتي لما ابتسم لي هو.

الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن