"انتي الحين مجنونة ولا ايش؟ مين يرفض عرض ذهبي زي كذا؟!" صرخت علي نورة.
"انتي شايفة الموضوع 'الله باريس! محمول مكفول!' ؟! الموضوع وراه مسؤولية كبيرة!" حاولت افهمها للمرة المليون.
"طيب الحين انتي مو تخصصك ترجمة و تدورين تدريب للجامعة؟ هذا اقوى تدريب. تكفين لا ترفضين. والله بتتحسفين للابد" حنّت علي نورة و بديت اتنرفز.
"قومي بس قومي. مستحيل تشوفين الموضوع من وجهة نظري" قلت لها بقرف و قامت على طول و مشت لباب غرفتي.
"لا تجين تقولين لو و لو بعدين! هذا الفرصة جاتك. انتي و ياسر. مع بعض. شهرين كاملين. في باريس!" قالت نورة قبل ما تطلع. مسكت انا اقرب مخدة و رميتها عليها. سكرت هي الباب بسرعة و طلعت قبل ما تضربها المخدة.
لما طلعت نورة و جلست انا و افكاري بس، بديت اقلب الموضوع براسي و حاولت اشوفه من اكثر من جهة. من جهة الخبرة. من جهة الفلوس. من جهة الفرصة الوظيفية المحتملة.
"لا. مستحيل" ذكرت نفسي مرة اخيرة.
ثاني يوم ما قدرت افكر بشي غير عرض ياسر. تخيلتني في فندق خمس نجوم. تخيلتني اشوف برج إيڤل اول مرة. تخيلتني في كافيه في شارع الشانزلزيه. ابتسمت لافكاري للحظة قبل ما تنهدم من فكرة اني رايحة للشغل. كل تدريب. كل مباراة. كل فوز. و كل خسارة. هذا الي بشوفه بس. او اغلب الوقت على الاقل.
تنهدت و انا داخلة البيت بعد يوم طويل في الجامعة. رقيت غرفتي ابدل لكن ما بدلت على طول. جلست على سريري للحظة. طالعت حولي و استوعبت.
حياتي روتينية جدًا. اقوم. اروح الجامعة. اجلس و اسمع محاضرات بالساعات. اجلس مع نفس البنات في نفس الاماكن. ارجع البيت و اكمل شغل الجامعة. اذا بكسر الروتين انزل اتقهوى مع امي و خالتي منيرة المغرب كل يوم اثنين.
انسدحت على سريري و طالعت السقف. خايفة. خايفة من اشياء كثير. كل ما ارتحت للفكرة تجيني فكرة ثانية تخليني اتراجع. خايفة يكون المنصب اكبر مني. خايفة ما اكون قد المسؤولية. خايفة طبيعة الشغل ما تناسبني و ما اقدر ارجع وقتها. خايفة اكتشف جهة من ياسر انا كنت غاضة النظر عنها.
ما ادري. مو قادرة اقرر. لسا افكر فالموضوع مع اني عطيت ياسر جواب نهائي و العرض غالبًا راح علي خلاص.
ياسر
"بالتوفيق يا شباب!" شجع مترجمنا و صفق مع المدرب بعد تدريب طويل. مشينا كلنا لغرف التبديل.
"ياسر" ناداني استاذ فايز، المسؤول الرئيسي لبعثة المنتخب السعودي لكاس العالم.
أنت تقرأ
الأخضر
Fanficيقولون حب الطفولة عمره ما ينتهي. لكن هل المقولة تنطبق على من عاشوا طفولتهم في ظروف و تقابلوا بعد انقطاع في ظروف جدًا مختلفة؟ ظروف بعيدة عن ما كبروا عليه و تحت ضغط الفوز او الخسارة امام اقوى افرقة العالم في مدينة الحب، باريس.