ضحايا الحب

545 31 73
                                    

"لا يسمح مرافقة المريض لغير عائلته-"

"انا عائلته! انه قريبي!" قلت للمسعفين بذعر و خلوني اركب معهم.

جلست في الاسعاف جنبه. خشمه ينزف. لكن مو اول مره خشمه ينزف. اذكر لما كان ينزف احيانًا لما كنا نمشي للملعب الي في حارة بيت جدتي تحت شمس الخبر الي ما ترحم. و كان يسوي نفسه انها نهاية العالم لكني بس اطالعه من طرف عيني قبل ما اطلع مناديل و انظف وجهه.

لكن ولا مرة اغمى عليه. ولا مرة. سواء بسبب خشمه او غيره. ما قد شفته بهذي الحالة.

"انه بخير، صحيح؟" سألت المسعفين بس كلهم كانوا مشغولين. حسيت النفس مو واصل لرئتي. حسيت اني اختنق.

"صحيح؟!" رفعت صوتي و لف احد المسعفين و مسك اكتافي و جلسني.

"يجب ان تهدأي يا آنسة" قال لي بهدوء. طالعت عيونه و هزيت راسي.

جلست و راقبت كل شي بدون ما اقدر اتدخل. قاسوا علاماته الحيوية و كلم احد المسعفين المستشفى و قال لهم اننا جايين.

وصلنا المستشفى و انا بس ركضت وراهم زي المجنونة. دخلنا الطوارئ و جاو الدكاترة و تجمعوا حول سرير ياسر. حسيت بقلبي انه بيوقف في اي لحظة. ما قدرت اتحمل.

جلست على كراسي الانتظار على ما الدكاترة فحصوا اصابته. الى الآن ما فهمت ايش الي صار و مدى خطورته. و عشان كذا حسيت اني بنجن.

بعد ما اخذوا عينة دم و فحصوا علاماته الحيوية مرة ثانيه، بدوا الدكاترة ينتشرون و الممرضات راحوا يجيبون بعض الاجهزة. مشى لي واحد من الدكاترة و وقفت انا. طالعني هو و مسكت انا انفاسي.

"انه بخير. لكن يبدوا لي انه تلقى ضربة على مقدمة الرأس مما ادى للنزيف و فقدان الوعي" بدا الدكتور يشرح و دمعت انا للمره الالف. ما وقفت اصلًا عشان ابدا من جديد.

"سنعمل بعض الاشعة و طلبت تحليلًا للدم للاطمئنان على حالته. لكن لا يبدوا لي بأن هناك اي داعي للقلق. و ان عادت الفحوصات سليمة، سيمكنه مغادرة المشفى و لعب المباراة القادمة ايضًا" سمعت كلامه بتركيز و ارتحت الى ان انصفقت على وجهي.

المباراة. فتحت جوالي برعب و شفت الساعه. المفروض انها خلصت. لما وصل الاسعاف للملعب كان الشوط الاول قد بدا و مر منه وقت. كم؟ ما ادري. بس المفروض ان المباراة انتهت. خفت اعرف. خفت ادخل قوقل و ابحث عن النتيجة. لو خسرنا، كله بسببي. كل شي سببي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن