ما قبل المعركة

1.9K 70 140
                                    

بعد ما صلحت الي خربته مشاعري الفايضة، طلعت من دورة المياه و تمنيت ياسر ما يكلمني او حتى يطالعني.

رجعت طاولتنا بهدوئ رغم صخب المكان من سوالف الناس و الموسيقى الخلفية. جلست بروحي على الطاولة و حسيت اني مجنونة. الكل يتكلم و يضحك و انا بس جالسة بروحي بعد ما صحت في الحمام عشر دقايق على ولد خالتي الي مو داري عني.

و انا جالسة حالي حال نفسي، جا عبدالاله و جلس على بعد كرسيين مني. بس. كملت.

"شفيك انتي؟ قومي جمعي معلومات ولا اي شي" قال لي و طالعته بطرف عيني.

"عبدالاله الله يخليك مو الحين" ترجيته و تأففت. رفع حاجبه و سكت بس ما قام من على الطاولة. وجوده بس نرفزني.

مرت ساعة زيادة قبل ما يجمعنا إرڤي عشان نرجع للفندق. ياسر ما ركب في سيارتنا هالمرة و حاولت ما اهتم.

اول ما دخلت غرفتي، فصخت كعبي عند الباب و رميت شنطتي على الارض. كل الي يهم الحين هو اني اكون بروحي. لو للحظة بس. جلست على طرف سريري و طالعت الجدار قدامي قبل ما الف لباب البالكونة على يميني.

شلت نفسي و مشيت له. فتحته و حسيت بالهوا البارد يلامس وجهي و ابتسمت لا شعوريًا رغم اني مو قادرة بعد المواقف الي صارت اليوم.

طلعت و تسندت بأكواعي على سور البالكونة الحديدي. حسيت ببرودته و تحملت الى ان طغت عليها حرارة جسمي. طالعت انوار المدينة من مكاني و فكرت. فكرت بإيش ممكن كل شخص منهم قاعد يسوي الحين؟ هل كلهم سعداء؟ مستحيل. هل كلهم حزينين؟ برضوا مستحيل.

سمعت صوت باب البالكونة الي جنبي ينفتح و تنهدت. كنت بلف و برجع داخل، بس ليش؟ ما راح اخرب اللحظة عشانه.

"بتنامين بكشختك ولا ايش؟" ضحك عبدالاله بدون ما يضيع ولا ثانية عشان يستفزني. ما عطيته وجه و كملت اطالع الافق. حسيته يطالعني بصمت بس كملت التجاهل. مرت كم ثانية قبل ما يكلمني مرة ثانية.

"فيك شي؟" سأل هو بحذر. نبرة صوته فاجئتني بس ما بينت له هالشي. ولا لفيت عليه. حسيت دموعي كلها رجعت. و النغزة الي بقلبي اشتدت.

"لا" قلت له ببرود مزيف و تمنيت انه يصدقني.

"كذابة" رد هو و لفيت عليه اخيرًا. طالعته و رفعت حاجبي و سفط هو ذراعينه و طالعني بنظرة و كأنه يتحداني. طالعته بشك و حاولت اقرا نواياه.

"طالعة من دورات المياه و خشمك هالكبر و احمر. و جالسة بروحك على الطاولة بعد" برر هو اتهامه و تغيرت نظرة الشك الي عطيته الى نظرة ذعر. لا. الا عبدالاله. آخر واحد ابيه يمسك شي علي هو عبدالاله.

الأخضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن