دخلت غرفتي و تسندت على الباب لكم ثانية اول ما سكر وراي قبل ما امشي للسرير. جلست على طرفه و وقفت احاول اوقف دموعي الي صارت تنزل بدون شعور.
طالعت قدامي بصمت في الظلام. حاولت امسح تعابير وجهه اول ما قلت الي قلته من راسي، لكن ابتسامته الي اختفت فجأة و حواجبه المعقودة عجزت تروح عن بالي.
قطيت نفسي على ورا و طالعت السقف. دموعي طاحت على جوانب وجهي و عطت خدودي راحة عشان تنشف. ما قدرت اتحمل اكثر من ثانية وحدة بدون ما يرد. ما كنت ابي اسمع منه رد اصلًا. رغم الاستحالة، لفيت وسط الزحمة و الادرنالين عطاني قوة كافية اني ادف نفسي بين كل الناس و اركض لاقرب مخرج، كلمت اوبر، جا و ركبت، انهديت صياح طول الطريق للفندق، و الحين منسدحة في الظلام و اطالع السقف.
ما ابي اعرف رد ياسر. لاني عارفته اصلًا.
تعبت و انا شايلة في قلبي. هذي الفرصة جات بعواقب. عواقب وخيمة. كان اسهل لما ما كنت ما اقابل ياسر كل يوم. لما ما كنت اشوفه كل يوم و هو يضحك، ياكل، يسولف، يتدرب، يلعب، يفوز، يخسر. لما ما كان يطالعني تحت الالعاب النارية، لما ما كان يلحقني لانه شافني اصيح، لما ما كان يوديني ديزني لاند، لما ما كان يشتري لي فستان لان ما عندي.
نقزت لما رن جوالي. ياسر. طاح قلبي و ما رديت. مستحيل ارد. طفى الجوال. رجع رن. ما رديت. رجع دق مرة ثالثة. ما رديت. لكنه اصر و رن للمرة الرابعة. رديت لكن ما قلت شي.
"تعالي السطح. الآن" قال لي بصرامة و حسيت اني بستفرغ. انا ليش سويت كذا؟ ليش ما سكت؟ الحين كل شي اخترب. سكر هو الخط و رميت انا جوالي جنبي على السرير. غطيت وجهي بيديني و فكرت اني ما اروح. لكن الجزء الانساني مني كان لسا يحلم. يتمنى.
يمكن القصص الخيالية حقيقة. يمكن مو كلها من نسج الخيال بس. يمكن هي جد انعاكس للواقع.
سحبت نفسي للمصاعد و مسحت وجهي على ما وصلت للدور الاخير. لما انفتح المصعد و جا وقت اني اطلع للسطح، حسيت بعدم مبلاة فجأة. من قوة ما قلبي حاول يحمي نفسه، قرر يقتنع انه مو فارقة معه لو بادلني ياسر مشاعري او لا.
اول ما طلعت على السطح شفت ياسر واقف عند السور و يطالع الباب. مهما قربت منه، ما قدرت اقرا ملامحه. و تمنيت انه مو قادر يقرا ملامحي بعد. وقفت قدامه و سفطت يديني. انتظرته يتكلم، لكن جلسنا بصمت كم دقيقة قبل ما يتنهد.
"ندى...بخصوص الي صار..." حاول يكمل و فمه ظل مفتوح لكن ما عاد في كلام يطلع.
لان مافي شي ينقال في مثل هذي الحالة.
ابتسمت نص ابتسامة و لفيت يساري عشان اطالع المدينة و انسى هذي اللحظة لو لجزء من الثانية.
أنت تقرأ
الأخضر
Fanfictionيقولون حب الطفولة عمره ما ينتهي. لكن هل المقولة تنطبق على من عاشوا طفولتهم في ظروف و تقابلوا بعد انقطاع في ظروف جدًا مختلفة؟ ظروف بعيدة عن ما كبروا عليه و تحت ضغط الفوز او الخسارة امام اقوى افرقة العالم في مدينة الحب، باريس.