المقابلة الأولى

5.4K 154 3
                                    


صوت أغاني شعبيَة تملأ الغرفة
و زهزقة تلك الفتاة الشقراء تصدح بأرجاء الغرفة و من غيرها ، تلك الفتاة ترقص كعادتها لتحسّن من مزاجها السّيء ، مرّ على تخرّجها عامين و لا زالت عاطلة عن العمل نظرا لتضخّم المال الذي حلّ على البلاد بالآونة الأخيرة ، لذلك كانت دائما  ما تبحث عن وظيفة خارج بلدها خفية عن والديها

و إذ بصوت هاتفها رنّ معلنا على تحصّلها عن إشعار ما ، حيث كانت تسجّل بمواقع البحث عن الوظائف و أيّ عرض جديد يصلها على هاتفها .
فتحت ذلك الإشعار و قلبها يرتجف ككلّ مرّة ، فعادة ما تجد عملا و لكن إمّا أن يكون ذو راتب خسيس أم ذو شروط غير معقولة .

ذلك الإعلان يحتوي على أنّ كوريا الجنوبية تطلب عملة في مجال إدارة الأعمال و المحاسبة من دُول مختلفة و ذلك مع شروط مختلفة منها تعلم اللغة الكورية و الانجليزية و غيرها و أيضا هناك منافع منها السكن و أجر مناسب...

شعرت للحظة أنّ تلك الفرصة تناديها لا يمكن التخلّي عنها و من جهة أخرى لا يمكن أن يكون هذا صحيحا فالوضيفة جيّدة بشكل مثير للشّك

و لكن قررت أن  لا بأس بالتجربة لا ربّما يحالفها الحظ لمرّة بحياتها لذلك سجلت بهذا الإعلان لعلّها تتحصل على هذه الفرصة .
مرّت أيّامها كسائر الأيام كقراءة كتبها و رسم بضع خربشات ، و أحيانا تساعد والدتها بشؤون المنزل و الرّقص ليلا كعادتها

مرّ أسبوع يليه الآخر و نسيت مشاركتها بذلك الاعلان لأنها لم تظن يوما أنها ستُقبلُ من بين مئات المترشحين .

بيوم كانت تعدّ كعكة البرتقال المفضّلة لديها و لا ننسى دندناتها التي تملأ الجوّ، رغم بشاعة صوتها إلا أنّها تقسم على تلويث سمع عائلتها ، أخذت الطحين لتضعه بالخلطة و لكنّ صوت هاتفها قاطع شرودها ، ظلّت تمسك ذلك الوعاء بيدها و الأخرى تفتح بها الإشعار .
تهلّلت ملامحها لتلك الرّسالة و تجمّعت الدّموع بمقلتيها ، تعيد القراءة مرارا و تكرارا و لكنّها لا زالت متفاجئة
" لا يمكن أن يكون هذا صحيحا أليس كذلك ؟"

لكنّ تلك الرّسالة التي تخبرها أنّها تخطّت المرحلة الأولى بنجاح و أنّ هناك اختبارا للغة بعد ثلاثة أشهر كانت حقيقية لدرجة أنّها تكاد تفقد عقلها بسببها .
و بسبب رعونتها و غباءها رمت ذلك الوعاء المليء بالطّحين تصيح كمختلّة عقليّة غير مهتمّة لذلك الطحين الذي تناثر على رأسها و كأنّها شبح ما .
دلفت أمّها المطبخ بملامح تمكنها الذعر و الخوف خشية أن تكون أصابها شيئا ما
" ماسال ! هل أنت بخير ؟ "
هرولت نحو ابنتها التي كانت تشبه بيضة مسلوقة تمسك بمرفقها لتهدئتها أمّا الأخرى فعانقتها بشدّة و صوتها المبهج يتخلّل لمسمع والدتها

حبيبي آيدولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن