كان جونغكوك يعمل بالشركة في ذلك الوقت ، كان يتدرب بقاعة الرقص إلى أن وصلته الرسالة على هاتفه ، فعندما أمسك الهاتف و شرع بالقراءة أتت عيناه على على جملتها " لا أستطيع البقاء هنا" فخال في نفسه أنها قد تكون فعلت شيئا بنفسها أخذ يتصل بها مرارا و تكرارا لكن الهاتف مغلق فخرج مسرعا و جسمه يرتعش من شدة الخوف ركب سيارته إلى أن وصل إلى المبنى أخذ يدق على بابها باستمرار لكن دون جدوى فخمّن أنها قد تكون بالعمل لذلك اتصل بالشركة
_ أهلا هنا شركة الصناعات الغذائية كيف يمكننا مساعدتك ؟
_ أهلا ! المعذرة هل يمكنني التكلم مع المحاسبة ماسال ؟
_ أه لا نستطيع ذلك للأسف لأنها طلبت إجازة طويلة المدى
_ ماذا !!
أغلق جونغكوك الهاتف و رأسه يكاد ينفجر من شدّة تفكيره أين ممكن أن تكون ، فهي لا تملك أماكن عدة لتذهب إليها ثم عاد إلى منزله
جلس على الأريكة ينتظر اتصالها أو عودتها إلى المنزل و بعد برهة سمع بعض الضجيج في الرواق فهبّ مسرعا ليجد رجلا كبير السن أمام منزلها يفتح الباب
_ أهلا
_ أوه أهلا بك
_ هل هناك خطب !
_ ماذا ! آه أنا صاحب الشقة كانت تسكن هنا فتاة لكنها اتصلت بي بالأمس لتخبرني أنها ستترك المنزل لذلك أتيت
_ كيف ! كيف تترك المنزل ( دخل ينظر بأرجاء المنزل حيث شاهد أنها قامت بجمع كامل أغراضها) ما الذي تعنيه أنها غادرت المنزل ؟ هل هذه مزحة أم ماذا ؟ أجاشي ألم تخبرك أين ممكن أن تكون الآن !
_ آه لقد أخبرتني أنها ستعود إلى وطنها لذلك كانت متأسفة
وهنا صُدِم جونغكوك من كلام الرجل حيث ارتجفت مفاصله و تسمّر بمكانه لا يقوى على الحركة ، عُقِدَ لسانَه و بدأ يتراجع بخطواته ليخرج من المنزل و قصد بيته، جلس على الكرسي و أمسك رأسه بقوة حيث أصبحت رجليه غير قادرتين على الحركة
_ لا لا يمكن أن يكون هذا صحيح ! أليس كذلك ، لا يمكنها تركي بهذه الطريقة ( صمت قليلا ) لكنني أنا الذي تركتها أولا أنا الذي تخلّيت عنها ، أنا الجبان ( انخرط في بكاء مرير و صياحه يملأ المكان) أنا السبب بذلك أنا السبب .
كان جونغكوك يعيش حياة كئيبة وجهه يخلوا من الابتسامة كانت حياته عبارة عن عمل بشدة ليلا نهارا ليُشغِل نفسه عن التفكير بها و شرب الكحول عند العودة إلى المنزل و القليل فقط من النوم ، كان يلوم نفسه باستمرار لذلك لم يستطع التقدم بحياته
أما ماسال فهي حياتها لن تختلف كثيرا عن جونغكوك بوجهها الخالي من الملامح و الأحاسيس ، كانت عبارة عن نوم و أكل و شرب و قراءة الكتب و قلبها مليء بخيبة الأمل التي أصابتها كانت تراه ذلك الشخص الأناني الذي تخلى عنها لكي لا يخسر عمله ، ذلك الشخص الذي تركها وحيدة هناك بأكثر الأوقات صعوبة و لكن هي تستطيع متابعة حياته على السوشيال ميديا تشاهد صوره و برامجه و أغانيه أما هو كان يمتلك فقط الذكريات عنها
*منزل جونغكوك *
تايهيونغ:" كيف حالك الآن !"
جونغكوك:" لا أعرف ، أحيانا أظن أنّ قلبي لم يعد قادرا على الشعور بشيء ، أعتقد أنّه مات ، ألا تظن ذلك ( يشرب الجعة)
_ فقط بعض الوقت و ستصبح بخير
_ لا أظن ذلك ، هيونغ لو أنها بقيت هنا أراها بين الحين والاخر و أرى كيف تُبْلي لكان أسهل عليّ لكنني لا أعرف حتى مكانها لا أستطيع رؤيتها و لا سماع صوتها ( الدموع تملأ عينيه)، رائحتها لا تزال موجودة في كل مكان هنا فقط يكفيني أن أعرف أنها بخير لقد كانت مريضة جدا عندما تركتها كم أنا شخص أناني لقد كرهت نفسي ظننت أنني سأحميها لككنني لم أحسن التصرف
_ جونغكو.......
_ أصبحت حياتي دون معنى ، هل تعرف ما أكثر المشاعر المهلكة ؟ ....... عندما أتذكر لحظة حلوة معها و أبتسم بكل عفوية مع نفسي ومن ثم أيضا بكل عفوية تختفي تلك الابتسامة لأنها قد رحلت من حياتي حقا ( يبكي )
_ (حضنه) لم أكن أعرف أنك أحببتها بهذه الطريقة
*بعد خمسة أشهر*
_ أنيوهسيو!
_ أه أنيوهاسيو !
_ سيدة ماسال نتمنى أنك بخير ، يؤسفنا أننا نعلمك أنه يجب عليك العودة للعمل معنا ، إنّ المحاسب الذي كان يعوضك انتهى عقده لذلك يجب عليك العودة بحلول هذا الأسبوع
_ أه حسنا ، سأكون هناك هذا الأسبوع ، شكرا لك*بعد بضعة ايام*
وصلت ماسال إلى كوريا الجنوبية تحمل أمتعتها و كأنها حصلت على ثقة أكثر من مجيئها لأول مرة
_ أهلا ، (تتحدث بالهاتف) لقد وصلت الآن إنني بالمطار ، هل يمكنكم إخباري بعنوان المنزل الجديد ؟
_ أه إنه نفس المنزل لقد اتصلنا بصاحب المنزل و أخبرنا أنه مازال فارغ لذلك اعتقدنا أن هذا أفضل بالنسبة لك
_ ماذا !( تفاجأت)
_ لقد أرسلنا لك شخصا ليساعدك ، أتمنى لك يوما سعيدًالم تقصد ماسال المنزل مباشرة كانت تتجول بأرجاء سيول لشراء ما ينقصها و عندما بدأت الشمس بالغروب قررت العودة إلى المنزل فاستقلت سيارة أجرة و عند وصولها أنزلت ماسال كل أمتعتها من السيارة و ظلت تنظر إلى المبنى من الخارج بأعين حزينة ثم تنهدت
_ أتمنى ألا أقابله 😞
صعدت المصعد و ظلت تنتظر وصول الطابق الذي تقطنه إلى أن فُتح الباب لتجد أمامها جونغكوك بشحمه و لحمه ، حيث تلاقت أعينهم ببعضها البعض ظلّا يحدقان ببعضهما و تذكرا كيف كانت مقابلتهم الأولى بنفس المكان
جونغكوك:" لا يمكن أن يكون هذا صحيح! ".
أنت تقرأ
حبيبي آيدول
Romansaالقصة : مسال فتاة عربية تبحث عن عمل فتأتيها الفرصة للعمل بكوريا الجنوبية و هناك تسكن نفس المبنى الذي يسكنه جونغكوك حيث يخفي عنها هويته الحقيقية يا ترى ما الذي سيجري أثناء زيارتها الى هذه الدولة و كيف ستكون حياتها ؟؟