الرجوع لوطنها

1.4K 71 6
                                    

رغم سماع جونغكوك لكلام ماسال الذي يمزق القلب فهو لم يفتح الباب فقط اكتفى بالجلوس وراء الباب و الدموع تنحدر على خديه
عندها أصيبت ماسال بخيبة أمل لأنه رغم بكائها و حالتها المبكية لم يفتح الباب لها فخرجت تمشي بالشارع دون معرفة وجهتها دون خوف رغم تأخر الوقت ، كانت فقط تمشي هائمة بالشارع ، دموعها تتساقط كالمطر ، و حالتها المبعثرة ، كان الناس يشاهدونها باستغراب و أحيانا يسألها البعض إن كانت بخير و فجأة أصبحت تتنفس بقوة و كأن الأكسجين نفذ من المكان ، تمسك بصدرها من شدة دقات قلبها المتسارعة حيث شعرت بأن محيطها يتحرّك و العرق يتصبب من جبينها إلى أن سقطت أرضا مغمى عليها . تجمّع الناس حولها و هناك من إتصل بالإسعاف
*في المستشفى*
أخذت الممرضة هاتفها لتتصل بآخر شخص اتصلت به ماسال لتخبر أحد تعرفه بحالتها و لاكمال بعض اجراءات دخول المستشفى
كان آخر شخص اتصلت به هو جونغكوك ، كانت تتصل باستمرار لكنه لا يفتح الخط لذلك قررت الاتصال به عبر هاتف المستشفى و عندها فتح الخط
_ أهلا بك سيدي
_ أهلا من المتصل ؟
_ لقد كنت أتصل بك من هاتف فتاة ، لأخبرك أنها بالمستشفى ، إن كان بامكانك الحضور لتساعدنا باكمال الاجراءات
_ ماذا !! أي فتاة ؟
_ لا أعرف اسمها لكن لا تبدو بأنها كوريّة الجنسية
و هنا أسقط جونغكوك الهاتف من يده من الدهشة فأسرع بتغيير ملابسه ليرتدي القبعة التي بالكاد يضهر وجهه فيها و كمامته كالعادة و خرج مسرعا
*في المستشفى*
_ سيدي هل هي بخير ؟
الطبيب : " لحسن الحظ أنها أتت بالوقت المحدد لو تأخرت قليلا كانت ستدخل بغيبوبة السكري بسبب النزول الحاد للسكري بدمها ، أعتقد أنها لم تتغذى بشكل جيّد الفترة الفارطة كما أنها تعرضت لظغط كبير لذلك أنصحها بالتغذية السليمة و الابتعاد عن الظغوطات"
أحسّ جونغكوك بالذنب لأنه بسبب الحادثة كانت ستفقد حياتها ، لا يعرف ما الذي سيفعله ، إن بقي معها ستتعرض لخطر أكبر و إن تركها سيعانون الاثنين من الانفصال
أحضر جونغكوك صديقه من الشركة غير مشهور ليسجل دخولها باسمه و بقي حذوها طوال الليل يمسك يديها و يتأمل حالتها المثيرة للشفقة تارة يمسح على شعرها و طورا يتفقد حرارتها إلى أن أتى الصباح و عندها قرر المغادرة قبل نهوضها

فتحت ماسال عينيها ووجدت نفسها بالمستشفى و الممرضة حولها تأخذ القيم
_ أوه هل استفقت ؟
_ أجل
_ كيف تشعرين الآن !
_ لا أعرف لكن أظنني أفضل الآن
_ هذا جيد ( همت بالخروج)
_ عذرا ! لكن من أحضرني هنا !؟
_ أضن أن أحد المارة من الشارع أحضرك و لكن هناك من بقي معك هنا طوال الليل لقد كان اسمه ......... مو هاك جين ( اسم صديق جونغكوك)
_ حقا ! حسنا ( و كأنها أحسّت بخيبة أمل للحظة تمنت أن يكون هو الذي كان بجانبها بهذا الوقت السيء )
_ تفضلي هاتفك
_ شكرا لك 🙏
فتحت ماسال هاتفها لتجد أنهم اتصلوا كثيرا بجونغكوك لكنه لم يفتح الخط و لو لمرة ، أحسّت و كأنّ قلبها يتقطع من الداخل ، شعرت بالوحدة بمكان بعيد عن بلادها و عائلتها ، كانت لا تملك أصدقاء لتخبرهم بحالتها ليساعدوها كانت تملكه هو فقط و لكن بلحظة أصبحت ضعيفة جدا
بقيت ماسال أسبوع بالمستشفى و لكن لا يوجد خبر من جونغكوك كانت تتأمّل مجيئه إليها ، كانت تنتظر و لو اتصال واحد منه لكنه لم يفعل ذلك فهي تتحرق شوقا له  ، تشعر و كأن العالم كله ضدها     ، بدأت تدخل في معارك نفسية طاحنة 
أما جونغكوك كان يسأل الممرضين كل يوم عن حالتها و يأتي كل ليلة ليشاهدها من بعيد و هي تتمشى برِواق المستشفى كان بمخيلته أنه كان سبب مرضها و يجب أن يبتعد عنها قدر الامكان لحمايتها و لكن لا يعرف أن غيابه و ابتعاده عليها هو سبب مرضها ، كان يتمنى يراها تتحسن و ترجع البسمة إلى وجهها الصغير و لكن دون جدوى
كانت ماسال أول فرار تتخذه بعد خروجها من المستشفى أن تتحصل على إجازة طويلة المدى و الرجوع إلى وطنها لأن بقاءها هناك سيأذيها لا أكثر

جهزت ماسال أمتعتها و أخبرت مالك المنزل أنها لن تكون بالمنزل لمدة ثلاثة أشهر و يمكن أن تطول المدة و غادرت متجهة للمطار
وقفت أمام باب المطار و التفتت وراءها تاركة ذكرياتها و عملها و حبها . كانت تتمنى أن يصير حدث بآخر دقيقة و يتغير كل شيء و لكن للأسف مازال كل شيء على حاله ، ثم مسكت الهاتف و تتأمل رقم جونغكوك مترددة للاتصال به و لكن اكتفت للحظة بارسال رسالة له
""لقد كنت أنت الشخص الوحيد الذي لا أمانع فقدان النوم لأجله و الوحيد الذي لا يمكنني التعب من الحديث معه و الوحيد الذي يطوف في ذهني باستمرار طوال اليوم و كذلك الوحيد يجعلني أبتسم دائما مهما كان مزاجي سيئا أنت الذي صعبا عليّ أن أخسرك لأنك كنت ألطف جزء من حياتي هنا لقد انتظرتك لتجبر خاطري و لو بكلمة لكنك فقط اخترت الاستسلام دون المحاولة رغم أنني أخبرتك سأظل معك مهما كانت حالتي سيئة لا أعرف لماذا أكتب لك هذا الكلام لكن أريد أن أخبرك أنني لا أستطيع البقاء هنا . دمت سالما ""
أرسلت الرسالة ثم أغلقت الهاتف و صعدت بالطائرة

حبيبي آيدولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن