الفصل الرابع - الانفصال

168 4 0
                                    

صُدم جاك من طلب والد رون، لكنه توقع هذا الطلب منه او أنه علم انه سيطلب منه هذا،
"قلت ستفعل ما أطلبه، انفصل عنه، ليس اليوم... افعلها غدا، وغدا كما أعلم سيأتي رجال مكتب الرعاية ويأخذونك الى عائلتك الجديدة"،
شعر جاك بالاختناق، لم يفكر ابدا بالانفصال عن رون، رون كان السبب في قراره الأخير وتمرده على والده ومحاولته للإيقاع به وزجه بالسجن،
قبل عدة أيام، في منزل عائلة كارت،
بدأ جاك يفكر في خطة للتخلص من والده دون ان توقعه في مشكلة، كل ما كان يفكر فيه لمدة يومين متواصلين هو في "كيف اتخلص من أبي، واتحرر منه"،
"السجن، السجن هو الحل، على أن ازجه بالسجن، لكن يجب أولا أن البسه قضية واضحة تجعله يدخل السجن ولا يخرج منها الا بعد وقت طويل، وحتى لو خرج لن يستطيع الوصول الي"،
وعندما تسللت الفكرة الى رأسه، وضعها حيز التنفيذ فورا، كل ما يراه هو رون أمامه "سأفعلها لأجل رون "،
جاء والده تلك الليلة كعادته كل يوم، في حالة سكر تام، صارخا على زوجته لتجلب له العشاء وعلى أبناءه أن يكونوا جالسين حوله يرونه يتناول الطعام حتى ولو لم يكونوا جائعين، تجلب السيدة كارت صحن عشاءه يحوي قطعة سمك صغيرة وبعض الخضار، استشاط غضبا عندما رأى ما في الصحن،
"ما هذا؟ هل ترينني قط لتضعي لي هذه القطعة فقط؟؟؟" وهو يرمي بالصحن الى الأرض، انحنت السيدة كارت لتلم الطعام المترامي على الأرض وهي خائفة "لم يعد معي نقود، والمطعم تأخر بإعطاءي أجري هذا الأسبوع"،
"ربما كان يجب أن تعملي بجد، بدل إضاعة وقتك في مضاجعة رجل التوصيل، أتظنين أنني لا أعلم خيانتك، أو ربما كان يجب أن تضاجعي صاحب المطعم، على الأقل ستحصلين على زيادة في الأجرة"، وقام بركلها، ثم شد شعرها وجرها الى غرفة نومهما، وأخذ معه عصى غليظة كانت خصيصة لها،
لم يتحرك أي من أبناءه، وهم يسمعون صوت أمهم تصرخ وصوت الضربات على جسدها كان أعلى،
"ألن تتحركوا؟ ألن تفعلوا شيء؟" قالها جاك بوجه جاد الى أخويه الذين لم يبالوا بما يسمعونه وأخذوا يتناولون الطعام بلا أي أهمية، متجاهلين حديث جاك،
"نحن ثلاثة نستطيع هزيمته وابعاده وطرده من المنزل"، هذه الجملة جعلت اخاه الاكبر يتوقف قليلا "اسمع، لا يهمني حتى لو اغتصبها.... مهما يكن، ما يهمني هو منزل فوق رأسي وطعام يأتي الي دون أن أعاني"، ثم أكمل تناول طعامه،
كظم جاك غيظه، ثم وقف متجها الى غرفة والده " الجحيم ينتهي هنا"،
فتح الباب على والده الذي بدأ باغتصاب والدته بعد جولة الضرب المبرح، ووالدته بين الوعي وفقدانه،
"ابتعد عنها"، صرخ جاك بكل صوته، هذه المرة الأولى التي يرفع صوته على والده، تفاجأ والده لحظة، ثم ترك زوجته وقام متجها الى جاك،
"ماذا؟!، أعد ما قلت؟!......كيف تجرؤ؟"
"قلت لك ابتعد عنها أيها الخنزير القذر"،
هذه الجملة جعلته يفور وكأن بركانا انفجر داخله، أخذ بندقية كان يضعها عند مدخل الغرفة،
"سأطهر المنزل منك ومن قذارتك أيها اللقيط المخنث، كان يجب أن اقتلك تلك الليلة"، وركض خلف جاك الذي ركض بسرعة الى غرفته وأغلق الباب خلفه،
"افتح الباب أيها اللعين" وأخذ يضرب مقبض الباب بطرف البندقية حتى استطاع كسره والدخول الى الغرفة،
صوب البندقية الى ابنه الذي كان يحاول الهرب من النافذة وأطلق النار، ولكن لم تنطلق الرصاصة، حاول الاب مرة أخرى دون جدوى، تفحصها وجدها خالية من الرصاص، غضب أكثر وقام بسحب جاك للداخل وضرب جاك بالبندقية ضرب مبرحا كعادته كل مرة، جعلته يفقد الوعي،
"الرب غاضب مننا بسببك يا ابن الساقطة" وهو يبصق على ابنه الممدد على الأرض، ثم عاد الى غرفته ليكمل ما كان يفعله بزوجته، ليستيقظ جاك على صوت صرخات والدته مرة أخرى، هذه المرة كان يفعلها والده أمام مرأى أبنيه، أجبرهم على مشاهدته يفعلها، غضب جاك بشدة وأخذ البندقية وضرب والده على رأسه بقوة ليقع على الأرض مغشيا عليه،
خافت والدته على زوجها، واتصلت فورا بالشرطة، مبلغة أن ولدها اعتدى على والده بالبندقية، وماهي الا دقائق وتأتي الشرطة لتلقي القبض على جاك، وأسعف الاب الى المستشفى،
وفي التحقيق، اعترف جاك بكل ما يحصل داخل هذا المنزل وبما يفعله بهم والدهم كل ليلة وبوالدتهم، قاموا بفحص جسده كاملا والكدمات التي على جسد والدته وأخويه كانت مطابقة لقصة جاك، لكن ما اعترفت به الام هي ما جعلت الشرطة تتراجع،
"ضرب والده لأنه رفض أن يعطيه المال ليشتري المخدرات"،
لم يؤلم جاك ما فعله به والده، ولم يؤلمه تجاهل اخوته، بل خيانة والدته له، كان السبب الرئيسي لرغبته بالتخلص من والده هو صوت والدته الذي يبكي كل ليلة لكي تتحرر منه، حينها علم انه وحيد في مواجهة هذه العاصفة،
السيد كارت كان قسيسا مشهورا في منطقته، كان يأتي الناس اليه من كل انحاء المدينة ليستمعوا الى عظاته، رجل له احترامه ومكانته، وكان جاك حينها في عمر الست سنوات، عندما حصلت الحادثة، فتاة في العشرينيات من عمرها تقدم بلاغ الى الشرطة بأن القسيس كارت تحرش بها، وانه سيعطيها المال مقابل أن تتستر عليه، وقدمت أدلة قوية عليه جعلته يدخل السجن لعدة سنوات، وعاد بعدها اليهم شخص آخر، عاد وحشا سكيرا سريع الغضب، وكل مرة تتملكه نوبة الغضب كان يضرب زوجته وابناءه ضربا مبرحا، لم يسترجع مكانته في المجتمع، واصبح الجميع يتجنبه، وصار شخصا مكروهاً، حتى ابناءه تجنب المجتمع الاختلاط بهم، مما جعلهم ينتقلون الى ذلك المنزل حيث لا يعرفهم أحد، و جاك الذي يتحايل على أصدقائه انه من عائلة غنية في قطاع راقي ودائما يخرج في مكان بعيد، حتى لا يرى الناس المكان الذي يأتي منه،
جاك للشرطة: "لدي اثبات على براءتي، هناك كاميرات مخبئة في منزلي سجلت كل ما حصل هذه الليلة، وكذلك من يتعاطى المخدرات هو أبي فتشوا غرفته جيدًا"،
بعد ساعات من التفتيش تلقي الشرطة القبض على السيد كارت بتهمة حيازة المخدرات بالإضافة الى تعنيف الاسرة ومحاولة القتل، كانت هذه الجرائم كافية بأن تزج به في السجن لمدة طويلة،
بعد عدة أيام، لم يحضر جاك محاكمة والده، بقي في المنزل، يدعو بأن تمر الليلة بهدوء،
"أيها الابن العاصي، أيها الابن اللقيط، ليتني لم أنجبك، أنت لست ابني" كانت هذه الكلمات التي أطلقتها السيدة كارت على ابنها فور عودتها الى المنزل،
جاك: "كان يؤذيك ويؤذينا، من المفترض أن تشكريني"،
السيدة كارت: "لم أشتكي لك، حبيبي المسكين البريء سيعيش الان في السجن وكل هذا بسببك"، وذهبت الى غرفتها وهي تترنح لحالة السكر التي فيها، نظر الى اخويه الذين كانا ينظران اليه نظرة عتاب وانه السبب في تدمير وتفكيك العائلة،
استيقظ جاك صباحا ومازال كل جزء من جسده يتألم، وهو يدعو أن ما حصل كان حقيقة، وأن والده الآن في السجن ولن يعود، يخيل له كل مرة بأنه سيفتح الباب ويبدأ بضربه، فتح باب غرفته ليسمع تأوهات والدته من غرفتها، ارتعب، خاف أن والده عاد، لكن تذكر بأن الحجة عليه قوية، هو في السجن،
اتجه للغرفة وفتح بابها بهدوء ليكتشف بأن من كان بالغرفة مع والدته كان شقيقه الأكبر، أظلمت الدنيا حوله من هول الصدمة، وكاد أن يقع، لم يصدق ماراه، والدته التي كانت تلومه بالأمس على ما فعله لزوجها، هي الان تخونه مع ابنه الأكبر
فتح الباب عليهما، تفاجأت والدته وانتبهت لما تفعله وأبعدت ابنها من فوقها،
السيدة كارت:" جاك بني، ليس الأمر كما تراه"،
جاك: "قولي لي ما الذي أراه، هيا فسري لي"،
"لا دخل لك" علق هانز مدافعا عن نفسه،
جاك: "اسكت! لم اطلب منك الحديث، هيا أمي فسري لي ما رأيته"،
السيدة كارت: "بني، الحقيقة أنني كنت مثارة، وكان هانز أمامي وعرضت عليه بأن يشبعني، كما تعلم زوجي بالسجن بسببك، فقط هذه المرة.... انها المرة الأولى صدقني"،
تمالك جاك نفسه وكاد أن يثور غضبا عليهم، أراد حينها أن يضربهم، شعر حقا بأنهم يستحقون الضرب، انتبه لما يفعل وتراجع، لا يريد ان يصبح نسخة مكررة من والده، خرج مسرعا من المنزل، كل من في الشارع يعلم قصتهم، الفتى الذي كان يتعرض للتعنيف في بيته وقام بالإبلاغ عنه، نظرات الشفقة كانت تلاحقه، قصته التي غزت الإعلام وقنوات التلفاز، وبدون وعي وجد نفسه عند مركز الشرطة، اتجه الى أحد الشرطيين قائلا له محاولا خنق بكاءه،
"هل أستطيع تغيير عائلتي والانتقال الى عائلة أخرى، أرجوكم لا أريد البقاء معهم هنا"،
"هذه مهمة الرعاية وليست مهمتنا أيها الفتى، لكن نستطيع التواصل معهم ورفع قضيتك لهم وسيهتمون بكل شي"،
أيام وقليلة ومقابلات مع موظفي الرعاية حتى تقرر نقله الى عائلة من خارج المدينة ستتبناه،
،
" رون، أنا آسف لأنني خذلتك" قالها جاك لـ رون وهو يحتضنه في غرفته،
رون: "ماذا؟ أنت لم تخذلني، مالذي جعلك تقول هذا؟" ثم نظر الى عينيه وأكمل "هل قال لك والدي شيء، أعلم أن والدي قد يكون أحيانا شديدا لكنه ألطف شخص قد تقابله في حياتك وان قال شيئا ازعجك فلا يريد به سوءًا"،
جاك: "لا لم يقل شيء أزعجني، رأيت حبه لك، أتمنى لو أن ابي أحبني بنصف الحب الذي يكنه لك أبيك"،
رون وهو يضع يده على خد جاك: "لا بأس حبيبي، ما يهم الآن هو انا وأنت مع بعض في سرير واحد وفي أحضان بعض، نقبل بعض"، وابتسم رون ثم عض شفاه السفلى ليقوم بعدها بتقبيل شفتي جاك ومصهما، تحرك جاك فوق رون وبادله التقبيل ثم اتجه الى رقبة رون وبدأ يقبلها، وحينها تذكر كلام والد رون وتوقف، رفع نفسه من فوق رون ووقف مبتعدا عن السرير،
" جاك ماذا حصل؟ ألا تريدني؟"،
امسك جاك برأس رون وقربه اليه والدموع تملأ عينيه سكت قليلا ثم قال "لا، لا لا ليس الامر هكذا، كل ما في الأمر أنني تذكرت شيء بخصوص عائلتي وعلى أن أذهب"، وقبله قبلة شعر فيها رون انها قبلة وداعية،
"أحبك"، ثم غادر،
انقبض قلب رون وهو يرى حبيبه يغادر الغرفة، لم يحاول إيقافه، لم يشعر انه عليه فعل ذلك،
في صباح اليوم التالي طرقات على بيت عائلة " ستارنج " كان هناك رجلان مع جاك الذي كان مبتسما، فتح الباب السيد ستارنج ونظر الى جاك،
جاك: "هل أستطيع توديع رون، بعد اذنك سيدي"،
السيد ستارنج: "طبعا" ونادى على رون ليأتي الى الباب،
السيد ستارنج: "لا تطيلا الحديث، حتى لا تتأخر عن المدرسة"،
رد رون: "حسنا أبي"،
ثم نظر الى جاك الذي استأذن ليكون لوحده مع رون " مالخطب جاك؟ هل كل شي بخير، من هذان الرجلان؟"،
امسك جاك برأس رون ونظر الى عينيه مبتسما" جئت هنا لأشكرك على اللحظات الجميلة التي عشتها معك، كانت تلك أجمل لحظات عمري ولن أنساها"،
ارتجف رون من كلام جاك، كأنه شعر بما سيقوله له "ماذا تقول جاك، الأيام مازالت امامنا لنصنع المزيد، مازلت اريدك في حياتـ...."،
قاطعه جاك " رون، هل تتذكر عندما قلت لك أن علاقتنا لن تنتهي حتى أقول أنا"،
رد رون والدمع يملأ عينيه: " جاك لا، توقف ارجوك"،
جاك: "لا، رون، انا اسف ولكن...." توقف قليلا وبدأت الدموع تنهار من عينيه، لم يتمالك نفسه، لم يتوقع يوما أنه سيقول هذه الكلمة لـ رون، استجمع نفسه مرة أخرى ونظر الى عيني رون الذي بدأ بالبكاء أيضاً "أنا آسف رون، علينا أن ننفصل"،
رون وهو يبكي وانفاسه، وضربات قلبه تتسارع: "ولكن لماذا؟ أخبرني مالخطأ الذي ارتكبته؟ سأصلحه ارجوك...إذا كان بسبب ابي لا تقلق سأتحدث اليه ...أرجوك"،
ترك جاك رون وبدأ يبتعد عنه رويدا وهو ينظر اليه، رون الذي تسمر في مكانه وهو ينظر الى جاك الذي ابتعد ورحل مع الرجلين في سيارة سوداء، شعر حينها رون أنه لن يرى جاك مجدداً،
(ليتني مت قبل أن أقولها
ليت والدي قتلني تلك الليلة
ليت لساني قطعت قبل نطقها
ليت،،وليت...وليت،
لكن فات الأوان،)

إليك أنتمي Gay🔞 BL - I Belonge To You حيث تعيش القصص. اكتشف الآن