أبعضت طفولتي ببعوض قاتل، قتلتها وقتلتني معها، ليست كما طفولة أقراني تُبقل ذكريات سعيدة على الأقل أمدية، ولكن أبقت الطفولة مني وكأنني وحش يلتهمها، غوائل تركتني عسال في دنيا مكفهرة باخعة تجعلني أبحر في المواجد، تركت طفل الهزيم يُرعبه في ليال متعقرطة لا يستطيع التفرقة بينها لتشابهها ببعضها، طفولة صامطة لا طعم لها، لم تتساهل عليّ سوى في بدايتها، في يوم وليلة أصبحت ابن الغبراء، الوَجَل لم يتركني، الكآبة والحزن أصبحا كشيطاني الحارس، أجدبت حياتي كمن لا حياة له، جسد بلا روح يتعثر هناك وهناك، كالماء الآسِنٌ لا يقترب مني أحد، هذا ليس أنا الذي تمنيته في طفولتي.
أصوات ضحكات صادرة من الأطفال، وأهالي فرحة لأجلهم، يلتقطون الصور لجعل هذه اللحظات ذكرى لا تُنسى.
آباء يتناوبون في رمي الكرة لصغارهم ويشاركونهم بسمتهم، وأمهات يُقدمن حلوى غزل البنات والعصائر المثلجة كمكافأة على جهد ما بذلوه من لعب وقفز،
وهناك من يصطحب حيواناتهم الأليفة من قطط وكلاب ويشاركونهم اللعب.مشهد يضجّ في قلبك الحياة وتريدك أن تهم في تصويرهم أو رسم لوحة فنية تعبر عن امتنانك لمشاهدة منظرهم.
ولكني ما زلت شِبلًا صغيرًا، صاحب خمس سنوات ذا رسم رديء، هل يمكن لرسمي أن يُعبر عما أشعر به في تلك اللحظة؟
لا يهم لا أزال استمتع باليوم، ألعب مع أخي، وهناك أبي وأمي يُقابلاننا وهم يلتقطون لنا العديد من الصور ويشاورون من الحين والآخر والابتسامة على محي وجوههم.
أيام السبت الأكثر انتظارًا بالنسبة لي أكثر من أخي، اعتدنا نحن كعائلة الخروج إلى البستان أو مدينة الملاهي والسينما والمطاعم والمحالّ التجارية الكبيرة،
نتبضع الكثير من الملابس والألعاب والحلويات في أيامها.على الرغم من أشغال أبينا الكثيرة، فهو لا يستطيع تفويت طقوس أيام السبت أبدًا من أجلنا، إنه قدوة بالنسبة لي؛ على مقدرة في التوافق بين عمله ومنزله، قريب إلينا دومًا، يحاول ألا نشعر بغيابه مُطلقًا.
أنت تقرأ
أليس أنا؟! | K.TH
Mystery / Thrillerثَاقَفْتُ مشاعري مثاقفةً أبديةً حتى يحين موعد قدوم فجر العدالة، وأُثَابِرَ حتى الممات، ثَائِرُ بين المجتمع منغمس في ثَأرِ الدَّم، لن أثْأَبُ حتى يهدأ أجيجُ فؤادي، أبطلتُ ضميري حتى أكون مِقدامًا لهزيمة الشر، وليس لِكُل شرٍ قِتال، لا سيما قد يكون تعذي...