اعتقدت عند انتقالي إلى حياة جديدة ستتغير القديمة وأنساها، وكان ذلك خاطئًا، ما زالت شخصيتي الباردة على ما هي منذ البداية، وما زال صمتي مستمرًا مع البشر، وما زالت نظرة الاستحقار تجاههم ثابتة.
لا أندمج سوى مع أبي وأمي بالتبني، في الحقيقة رأيت بهم حنان وحب والديّ القُدامى، فلم أشعر بعدم الانتماء، كأنني طفلهم الحقيقي وليس المُتبني بعيدًا عن إثارتي للمشاكل دومًا.
كانت أمي تركض بأقصى ما لديها إلى مدرستي؛ جاء إليها طلب استدعاء ولي أمر عاجل ولا يجب عليها التأخير، نظرًا لكثرة أعمالها المنزلية وانشغالها بأخي الصغير والإتيان به من الروضة.
نعم، أمي بعد عدم القدرة على الإنجاب لمدة 10 أعوام وهبها الله طفلاً آخر غيري، لا أشعر بالغيرة، في الماضي تمنيت بأن يكون لي أخًا أصغر مني، لأحميه كما كان يفعل أخي بيكو معي.
وعلى ذِكر بيكو لقد اشتقت إليه، أشعر بالفراغ الكبير بعد غيابه، أبي ساعد في البحث عنه مرة أخرى ولا يوجد فائدة، اختفى وكأنه لم يخلق، لو كان معي أتقين حالتي لن تكون بهذا السوء.
انطوائي وعنيف، وعديم النفع، وتم تسميتي في الصف بـــ"داهية الانطواء"، إنه مجرد اسم يذكرونه أمام المعلم، ولكن الاسم الحقيقي هو "الجعسوس"، هم يرون أنني لئيم، وأنا أحقق مرادهم لا أكثر.
وصلت ثمرة القلب أمي، ليس الوقت المناسب للتغزل، فأنا سأتلقى توبيخها المضحك كالعادة، وبعدها تصنع لي طعام أحبه أو حلوي، وتشجعني على فعل أي شيء طالما هي بجواري.
"هل أصابك شيء يا عزيزي، هل تعرض إليك أحد من زملائك بالسوء؟"
أشرت لها بـلا وهي ثابتة على نظراتها القلقة تجاهي، حتى المدير ذي البطن المستديرة التي تشبهه كرة البولينج وهذا من شدة كرمي له شبهتها بهذا التشبيه، ولكنها أكبر من كرة البولينج بكثير وأريد أن أعبر عن اعتذاري الشديد لكرات البولينج التي في العالم كله، اعتذر للمصريين القدماء الذين اخترعوا لنا البولينج والتي لتوي افسدتها بتشبيهها بمعدة الرجل الضخمة.
أنت تقرأ
أليس أنا؟! | K.TH
Mystery / Thrillerثَاقَفْتُ مشاعري مثاقفةً أبديةً حتى يحين موعد قدوم فجر العدالة، وأُثَابِرَ حتى الممات، ثَائِرُ بين المجتمع منغمس في ثَأرِ الدَّم، لن أثْأَبُ حتى يهدأ أجيجُ فؤادي، أبطلتُ ضميري حتى أكون مِقدامًا لهزيمة الشر، وليس لِكُل شرٍ قِتال، لا سيما قد يكون تعذي...