كان يلم بي القلق والرهبة من ردات الفعل، خَشْيَة من قطع وصال أي شخص بي.
أقف أمام باب المنزل متردد خائف، يداي تنزلق بين كل دقيقة والأخرى كي أدق بابي، أصوات متداخلة من وراء الباب جعلتني أجفل وأتحفز، لا أعلم ماهيتها، ولكنها بسببي على كل الأحوال.. بدأت أشك أنني من تسبب بخرم الأوزون حين ولادتي.
ورائي تشانيول وجيمين يحفزاني حتى ملوا من الوقوف، أثلجوا مكانهم فالجو اشتد برودة هذه الأيام.
"لا تيأس من خيبة رجائك بعد فتح الباب، أنت المسؤول عن أفعالك وعليك تحملها"
قالها تشانيول بنبرة تأنيب وهو يضع يده على كتفي واقفًا خلفي، وبمحاذاتي جيمين يلقيني بنظراته المعاتبه.
تمردت يدي ودقت الباب، دقتين.. ثلاث دقات، فُتِح الباب.
استقبلتني صفعة باردة لم تحظ بالدفء البتة، ارتد وجهي أثر تلك الصفعة، أنزلت رأسي للأسفل أسفًا، ولكن ذلك لم ينفع، بل نفس اليد دفعتني حتى أسقط، ولولا من ورائي لكنت سقطت فعلًا.
الشتائم والألفاظ البذيئة هي من تخترق مسامعي، لكنني مشوش، فلهذه اليد الحق بفعل أكثر من ذلك بي، على الأقل يجعلني أستفيق من شرور نفسي.
"تعال وانظر إلى حالة أخيك، هل غيابك هذا أصلح شيء، أم على وشك تدميره؟، غياب أكثر من ذلك لن تكون من بعدها ابني، أسمعت؟"
سمعت الجملة من أمي وهي تضرب فيني بكفيها على صدري، وأنا عاجز عن الرد والانصياع.
جفلت مرة أخرى من صوت أخي الصغير، وصراخه القوي، صراخ لم أسمعه من قبل أن يكون في المتوسطة.
يتداخل وَسَط ذلك الصراخ صوت أوغست وأخي بيكيهيون، وأمي في مقابلتي تدمع وتلومني بنظراتها على نتيجة أفعالي.
أفسحت لي الطريق طالبة مني الدخول للرؤية، ومن ثم استقبلت صوت تشانيول في أذني.
"حان وقت حصاد تهور أفعالك"
تقدمت أكثر ورعشة أرجلي تزداد أكثر، فقابلتني أعين أخي بيكيهيون الخائبة مني، وأعين أوغست الغاضبة، ووسطهم كاستيلو يتحرك بهستيرية كمن له فرط حركة.
أنت تقرأ
أليس أنا؟! | K.TH
Mystery / Thrillerثَاقَفْتُ مشاعري مثاقفةً أبديةً حتى يحين موعد قدوم فجر العدالة، وأُثَابِرَ حتى الممات، ثَائِرُ بين المجتمع منغمس في ثَأرِ الدَّم، لن أثْأَبُ حتى يهدأ أجيجُ فؤادي، أبطلتُ ضميري حتى أكون مِقدامًا لهزيمة الشر، وليس لِكُل شرٍ قِتال، لا سيما قد يكون تعذي...