بِحَار فُقدان

152 39 68
                                    

'فرنانديز الآن في الجحيم'

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

'فرنانديز الآن في الجحيم'

صدر رنين هاتف أوغست ومعها سبحت في سماء أفكاري ومع الكواليس التي تدور حول هذه المكالمة، ليس عن الشخص ذاته مُهدِم الأعصاب.. بل أحد أقرب من ذلك.

هذه هي الساعة الفاصلة.. فتور وجهي أنا وكاستيلو بدأ في الظهور وكلينا على حافة البكاء وما زلت أتماسك، لست متأكدًا بعد.. لكن متيقنًا في الوقت ذاته.

شيطان بائس يلوك أفكاري وأعلم أن وسوسته صحيحة، لا أفضل نهاية له بهذه الوحشية التي أتخيلها، فقط أردت توبته، أردت عودتي إلى أحضانه، أردت نكرانه عما بدَّر منه يوم طردي.

"هل هناك شيء؟"
جيمين الوحيد الذي بارد بالحديث.

أوغست دموعه تنساب على وجهه كجريان النهر على ضفتيه، ينظر إليّ أنا وكاستيلو بشجن وتعزي، ابتلَّ جبينه عرقًا ومشاعري حتى الآن خامدة لتتماسك، فتريق هو دموعًا أخرى لسماع شهقات كاستيلو الذي كان واقفًا جواره وسمع ما كان في الهاتف، حقيقةً استمعت إلى أصوات صراخ إمرأة.. صراخ أمي.

غلبني الخوف والجزع، كُسِرَ ظهري للمرة الثانية دون رحمة أو تؤدة، يُخال إليّ أنه سيتوب ولن يفارقنا مدَّ العمر، لكن لم أتوقع نهاية له مثل تلك.

"هل.. هل هو فعلها؟"
صوتي خفت وضعف، بنبرة مرتعشة صدرت من فمي وأنا أحارب الدموع كيلا تنزل، لا أريد أن أنهار فأصبح الآن على عاتقي فتى يحتاج من يرشده وامرأة تريد المواساة من ابنها، أصبحت أنا السند.. فارق الحياة من كان حياة لنا بعدما فقد فرصة التسامح.

طال الصمت وأخي الصغير فقد النطق وهو يحدج الأرض بقلب مهشم، جاحظ الأعين فلم يتقبل الصدمة بعد.

"هل نال نهاية أبي؟"
سألت أخي بيكهيون ودموعي خانتني ونزلت غير مبالية لقلبي الخاضع للألم والفراق، قد أحسست الثكل وكأنني سألحق به.

هل نال فعلًا نهاية أبي الأولى؟ هل نُحِرَ عنقه؟

"لِمَ لا أحد يجيب عليّ؟"
حبذت الصراخ ولم أقدر عليه، تفاقم الألم في صدري وقبض على حنجرتي وكتمه كما يكتم أفكاري التي علت صوتها ونهرت دموعي، وهي تنزل أكثر غير آبهة بمشاعري المذبوحة.

أليس أنا؟! | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن