أشقر

165 42 104
                                    

بعينٍ متيقظة وبعد ظهر اليوم كنت قد وصلت فالنسيا وبنظرات حذرة مترعة بالاتقاء آكل نواحي البيت بعيني، أصبحت تراودني هواجس تلك الملحمة وأحلم بها وكأنني أتعايش معها ثانيةً وبكل جروحي وآلامي استيقظ باكيًا من الخوف، وكأنني فقدت عائلتي بالأمس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بعينٍ متيقظة وبعد ظهر اليوم كنت قد وصلت فالنسيا وبنظرات حذرة مترعة بالاتقاء آكل نواحي البيت بعيني، أصبحت تراودني هواجس تلك الملحمة وأحلم بها وكأنني أتعايش معها ثانيةً وبكل جروحي وآلامي استيقظ باكيًا من الخوف، وكأنني فقدت عائلتي بالأمس.

لكنني فقدتهم للمرة الثانية أمس!

سأركز آمالي جميعها في النسيان المترقب، حتى لا يتقاذف قلبي بأحاسيس خيبة الأمل والأنفة، أريد أن أرفع رأسي أمام أخي مبتسمًا باذلًا جهدي ألا يتغلب عليّ الوجوم والعبوس، فلنستعيد ابتسامتي الحلوة.

"تأرَّج الجو والمكان بدفء قدومك"
هكذا رحبت بأخي عند قدومه بعد الغروب واحتضنه مستنشقًا عطره السُكري الهاديء.

"كنت استوحش المكان بدون تجمعنا وحرماني من مقابلتك كان كالحيوان يزأر، دائم التمني بأن أُصادف وجودك هنا وأقابلك، ولكن وقتها لم يحن المعاد، كانت مشكلة مستعصية عليّ وها قد حُلت"
ردَّ عليّ بصوتٍ غضٍّ نديِّ.

"لنغلق باب المنزل اتقاء هذه الريح الخانقة المريضة، لتكن كافية لمنع زوبعة دخول الغبار تلك"

سمعت أنه رجل يناهز الخامسة والأربعين، ولكن ملامحه الوسيمة وتقاطيعه الحسنة لها رأي مخالف وتجبرك بأنه ثلاثيني.

"انسللنا إلى الداخل بدون ذرة مراقبة أحد لنا، بسبب تواجدك فهناك معاملة خاصة لمقابلتك للأسف... ألن تحتضنني يا عاق؟"
تكلم بهدوء أولًا بعدها صرخ في وجهي نافضًا أفكار كيفية دخولهم الخفية الذي يحكي عنها.

سحبني بغتة لأجد نفسي أتوسد حضنه وهو يربت على رأسي بخفة، ويهدهده باتجاهات دائرية لثوانٍ حتى تركني.

"طفل مطيع"
كنت أغالب حيائي مما فعله، أشعرني فعلًا أنني طفل في العاشرة.

"لست صغيرًا حتى تعاملني بهذا الشكل، أنا بالغ ومجرم بالإضافة"
هذا ما استطعت فعله، فقط تحامقت معه.

"لا أستطيع التفكير بك سوى بآخر سن قابلتك فيه"

هز كتفه وجلس على الاريكة، لأتبعه أنا وبيكهيون الذي يضحك علينا بصمت.

أليس أنا؟! | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن