سلام مُحيط بجميع دواخلي، شعرتُ وكأنني أحلم بالفعل كما تمنيت، لكن ليس كل شيء تريده سيتحقق على الفور، أحيانًا أحلامنا قد تكون بسيطة، ومن الصعب تحقيقها، مثل حُلمي تماما بأن أجد ما عاصرته ليلة أمس مُجرد كابوس عابر، وبعدها أمي تأخذني داخل أحضانها لأطمئن وأن كل شيء سيمر ولا داعي للفزع، ولكن هيهات عن ماذا أتحدث وكأنك تتمنى أن يبيض الديك، أو تصعد إلى سطح القمر بواسطة أجنحة، كم هي مُضحكة حياتي هذه!!
استيقظت وقُمت برفع سِتار جفوني لعل احتمالاتي البائسة تكون مجرد كذبة، ولكن كل ما رأيته هو حوائط بيضاء وأصوات أجهزة وقناع من المفترض أنني أتنفس بواسطته وأنبوب متصل بيدي، ومتصل بقنينة أعتقد أنها بلاستيكية، ومعلقة على عمود حديدي.
عيناي تنتقل وتمسح جميع حواف الغرفة، وما فهمته أنها غرفة في المستشفى، لأنني أُصِبت بنوبة ربو صعبة من قبل وكنت في مكان مشابه لهذا، ولكني أمقت هذه الأماكن.
لا أستطيع التحرك من تلك الأجهزة والقناع السخيف الذي بوجهي وذلك الأنبوب الذي لا أعلم ما هي فائدته على يديّ، أنا أريد الاطمئنان على عائلتي، لِمَ لا أحد يدخل ويطمئن عليّ، أم يجب عليّ أن أحدث جلبة لكي يأتوا؟
إنني أحلم، لتوي خرجت من المستشفى لا يُكمل أسبوع على الأقل، بالتأكيد دخلت في غيبوبة وجعلتني أنام كل تلك المدة وأحلم بهذا الكابوس الواقعي، ومن المؤكد أن أبي في العمل وأمي ذهبت عند الطبيب قليلاً وأخي في المدرسة، الحياة بسيطة لِمَ نُعقِدُها بهذه الأفكار المأساوية، لقد وبخني أبي من كثرة مشاهدة الأفلام البوليسية والرعب من أجل ألا يأتيني أحلام يقظة كتلك، لكن لا حياة لمن تنادي يا أبتي، أنه كالنيكوتين مُدمن عليهم وأعتقد لا يوجد علاج له.
اسمع أصواتًا تتغلغل في مسامعي من خارج الغرفة، للأسف لا أستطيع تمييزها جيدًا، صوت والديّ ليس من بينهم وأمي أيضا، لكن ما فهمته أنهم يريدون الدخول إليّ، أنا مهم لهذه الدرجة؟
تم فتح الباب ودخل الطبيب، وورائه شرطي، وكأنني شاهدت ذلك المشهد من قبل، ولكن ما زال عقلي يناديني بأن ليس هذا ما أفكر به.
أنت تقرأ
أليس أنا؟! | K.TH
Misterio / Suspensoثَاقَفْتُ مشاعري مثاقفةً أبديةً حتى يحين موعد قدوم فجر العدالة، وأُثَابِرَ حتى الممات، ثَائِرُ بين المجتمع منغمس في ثَأرِ الدَّم، لن أثْأَبُ حتى يهدأ أجيجُ فؤادي، أبطلتُ ضميري حتى أكون مِقدامًا لهزيمة الشر، وليس لِكُل شرٍ قِتال، لا سيما قد يكون تعذي...