فؤاد مكلوم

202 41 117
                                    

دسست يدي في جيب معطفي متوجهًا إلى مدخل المنزل أترنح وكأنني أدوس على أرضية وَعْره مثل الكهل الهالك الذي ضَعِفَ نظره وتثاقل مشيه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دسست يدي في جيب معطفي متوجهًا إلى مدخل المنزل أترنح وكأنني أدوس على أرضية وَعْره مثل الكهل الهالك الذي ضَعِفَ نظره وتثاقل مشيه.

كم أتمنى أن أجثو بملابسي المنزلية، وتأخذني فراشي إلى أحلامٍ وردية أتمنى وجودها في حياتي الواقعية.

وقفت إزاء باب البيت، وحاولت فتحه بمفاتيحي، ولكنه لم يفتح، أعتقد أن الباب موصدًا من الداخل.

قرعت الباب قرعًا مسرعًا حتى يتحيَّن فرصة فتحه من أحد العاملين في الداخل، بعدها فتحت أحدهم باسمةً في وجهي وبادلتها بمثلها صادقة.

"أين أبي وأمي؟"
كان البيت هادئًا على غير العادة دون نقاشات غريبة عجيبة تعلو أصواتهم بسببها.

جاوبتني بأحترام:
"ذهبوا إلى عشاء عمل"

"ماذا عن كاستيلو؟"

"في غرفته وطلب منا عدم الإزعاج"

أرجح أنه يرسم في لوحات مشروع التخرج، ويحتاج جرعات من التركيز حتى يختار إحداها.

كم أتمنى خروج روحي الفنية المنية مرة أخرى.

"هل تناول عشائه؟"
من عاداته السيئه انغماسه العميق في الرسم دون إعطاء أي اهتمامات لمعدته المسكينة.

هزت رأسها بالنفي المعتاد.

"حضري لنا العشاء إذن"

صعدت إلى غرفتي أولا، ووضعت حقيبتي لأقوم بتفريغها قبل ميعاد نومي، واستحممت ومن بعدها اتجهت إلى غرفة كاستيلو، لعل هذا الفتى يقبل رسمي وجعلي متوهجًا وسط لوحات زملائه.

لم أقرع الباب، بل تحدثت مباشرة قبل دخولي.
"أعتقد ليس هناك مانع لحضور ميلاد هذه التحفة الفنية، أليس كذلك؟"

سمعت صوت ضحكاته من الداخل لأعلم أنها دليل على استماعه حديثي السخيف، نضَب ماء وجهي ودخلت الغرفة كما يدخلها متهجمًا عليّ.

أليس أنا؟! | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن