الإسطورة القرمزية

99 4 0
                                    

إستيقظ ليبتار منبسطاً علي أرض رملية فنظر حوله ليجد أنه محاط بحطام السفينة و بجانبه جثث العديد من الطاقم ، فنهض يبحث في كل مكان عن ليليان لكنه لم يجدها فوجده قبطان السفينة الذي كان ينزف بشدة من رأسه و قفز عليه من أعلي حطام السفينة فأصاب ليبتار بقوة.

تألم القبطان بعد أن إرتطم بالأرض فنهض ليبتار و إنهال عليه ضرباً بقبضاته ثم خنقه بيديه فقتل القبطان ثم بحث ملابسه ليأخذ نقوده ثم نزع عن إصبعه خاتم ليليان القرمزي.

و ظل ليبار يبحث عن ليليان لكنه لم يجدها حول الحطام فأدرك حقاً أنها ماتت فعلاً و إنجرفت جثتها إلي مكان آخر بعيداً عن حطام السفينة أو ربما غرقت في البحر ، و غادر ليبتار ذاهباً إلي أرض النعمان ليجمع جيشه الذي كان سيهديه إلي ليليان.

كانت ليليان فاقدة وعيها بعد أن إنجرفت في البحر فحاولت كثيراً أن تفتح عينيها لكن الألم الذي ببطنها كان شديد عليها ؛ فلم تري سوي ظهر رجل ما يمسك بساقيها يسير بها فأغلقت عينها بعد ذلك ، ثم أحست بأيد تلمس لها بطنها و تلف حولها قماش ، و سمعت أصوات تشبه العواء لكنها كانت حادة أكثر.

إستيقظت ليليان لتجد أمامها فينرر يجلس ناظراً إليها فإحتضنها بشدة فور أن فتحت عينيها و قال لها:

''لقد ظننت أنك مت يا أمي!!''.

فشعرت ليليان بالألم فتركها فينرر و تجمع حولها عدد كبير من الغيلان ، فنهضت ليليان من علي الأرض بمساعدة فينرر و نظرت حولها إلي الكهف التي هي داخله و إلي الأعداد الكبيرة للغيلان فقال لها فينرر:

''لقد تزاوجوا مع بعضهم خلال غيابك شهران عنا ، و أصبح عددهم الأن تسعة و أربعون''.

ثم قالت ليليان بغضب:

''نحن لن نعيش بكهف كالفئران! لماذا لم تأخذ بهذا العدد مكان أفضل من هذا؟! فالتخبرني بإسم القلاع التي حولنا!''.

فأخبرها فينرر:

''توجد قرية قريبة يحكمها في قلعته حاكم بشري و حوله مائة من الجند ، و إختبئنا لأني خفت علي حياة أخواتي يا أمي''.

فقالت له ليليان بوجه صارم:

''هؤلاء ليسوا أخوتك و لا هم أبنائي مثلك ، إنهم حيوانات يفعلون ما تخبرهم به و لا يفكرون و سأستخدمهم لأخذ ما أستحقه من البشر و الزرزاء!''.

بدأ ليليان بالتخطيط للهجوم علي القلعة ؛ فكانت تبعث فينرر ليكشف دوريات الجنود و ليبحث عن الأماكن الضعيفة ، و بعد تخطيط أسبوع هجمت ليليان في منتصف الليل علي القلعة بصمت و قتلت الغيلان بمخالبها قرابة العشرين رجل ، و تسلل فينرر بنفسه ليقتل الحاكم بمخالبه الطويلة و الحادة كالسيف فقتله أثناء ما هو نائم ، ثم صرخت إمرآة كانت تغسل الأرض بعد أن رأت الغيلان في الردهة فقتلوها و دارت المعركة بصوت عال ضد رجال القلعة و الغيلان ، لكن بسبب الهجوم الهادئ المفاجئ و قتل الحاكم كان الجنود غير منظمين خائفين من كائنات صغيرة لم يرو مثلها تقفز و تقتل بلا رحمة و لا تردد.

فقُتل كثير من جنود القلعة و فر الباقي ، و سيطرت ليليان علي القلعة و علي قريتها بالقوة فإنتشرت القصة و أصبح كثير من البشر يتحدثون عن إمرآة هزمت ضِعف عددها بجنود من الوحوش و عن معركة قلعة لويناب التي قُتل بها أربعون جندي من إمرآة واحدة ، لكن القصص كانت في بادئ الأمر أشبه بالخرافات حتي سمعها ليبتار فعلم أن ليليان تزال حية فإتجه إليها بجيشه بلغ عدده ستمائة زرزائي متمرد.

فوجدها ليبتار تجلس علي عرش القلعة محاطة بغيلانها فتقدم بخطوات إليها و علا صوته القاعة يطلبمنها الزواج جاثياً علي ركبيته رافعاً لها خاتمها القرمزي.

زفاف الملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن