ليليث

76 4 2
                                    

سيطر كل من الملك ليبتار و الملكة ليليان علي مناطق عديدة ، فقد دخلوا بجيوشهم القري و دمروها و أخذهوا مواردهم ، و سيطروا علي مدينتي فيران و تالريب ، و تغلبت ليليان بعبقريتها العسكرية علي صعوبات الغزو و ليبتار بمكره إستطاع أن يخذع عديداً من الحكام يعدهم بوعود زائفة أو ليغتالهم بعيداً عن حراسهم.

و إنتشرت صورة ليليان علي أنها طاغية بسبب هجماتها العنيفة علي الحصون العنيفة بجيشها المرعب من الغيلان ، أما إسمها قد إنتشر بين البشر ليليث أم الوحوش الملكة الحمراء أو الدموية.

بسبب قوتهما العسكرية جاء العديد من حكام البشر طواعية لينضموا إليهما كالوردات يحكمون بإسميهما و يخدمون إمبراطوريتهما الجديدة الإمبراطورية القرمزية.

و إستطاع ليبتار بدبلوماسيته أن يوسع الإمبراطورية القرمزية و إمتدت من أقصي الشمال حتي كادت أن تصل إلي المدينة الفضية في منتصف الشرق ، لكن كانت توجد قلعة واحدة رفضت ليليان الإقتراب منها و هي قلعة خازان نازار.

حتي بعد أن إستطاع ليبتار أن يرسل سماً ليقتل عالوش و أراد أن يجد طريقة ليقتل نازار رفضت ليليان ذلك و أصرت علي ترك حدود قلعته و التركيز علي الحصون و المدن الأخري.

و في ليلة داخل قصر حكمهما حاول ليبتار أن يفتح الموضوع مع ليليان بعد أن نزلت عن فوقه و إستلقت علي السرير بجانبه لتلتقط أنفاسها ، نهض ليبتار بجسده العاري الذي وجدته ليليان رائعاً ثم ذهب ليفتح نافذة الغرفة لينظر إلي ظاهرة الشفق فوقهما بالسماء و قال:

''لقد مرت سنين منذ أن تزوجتك يا ملكتي و ها نحن الأن قاربنا علي حكم هذا العالم بفضل عبقريتك الإستراتيجية و عبقريتي الدبلوماسية''.

عرفت ليليان فيما يفكر ليبتار فنهضت عن السرير لتقف بجواره تقول له:

''لقد طلبت مني بأن أساعدك في حكم الزرزاء و البشر و ها أنا أعطيك ما طلبت ، لكن كما قلت لك مسبقاً سندع نازار وحده طالما لم يستفزنا للهجوم عليه''.

فقال ليبتار بإنزعاج:

''لكنه التالي حسب خط الخلافة الزرزائي و قريباً جداً سيدعوه الوزراء إلي قصر الحكم ليرث تاج أبيه و عمه! ألا تعلمين القدرات السحرية للبلاطة السوداء أم نسيتي أن تلك المادة هي الشيء الوحيد القادر علي قتلك؟''.

فقالت ليليان بشكل صارم:

''لا أحد سواك يعلم ذلك ، و لن أكرر كلامي سندع خازان نازار طالما لم يحثنا علي الحرب''.

فقال ليبتار منزعجاً و قد إزداد إنزعاجه بشدة:

''أتقولين هذا بسبب إستراتيجية حرب أم بسبب أنك لازلت تمليكن مشاعر تجاهه؟! ألا تحبيني يا ليليان!؟''.

إقتربت منه ليليان بشدة و سارت بيدها من صدره متجهة إلي رقبته فأمسكتها و قالت و هي تنظر بعينيه الملونتين:

''أنا لست ليليان أنا ملكتك و أنت ملكي ستطيعني و أطيعك و سأجد حلاً لن أضطر فيه بالدخول في حرب مع نازار ، لا تخاطبني بليليان يا ليبتار ، ليليان قُتلت في البحر ، أنا الملكة القرمزية ليليث ، و إذا فكرت في خيانتي لن أتردد في إنهاء حياتك''.

ظل الإثنان ينظران إلي بعضهما في صمت فقطع ليبتار الصمت قائلاً لليلث:

''حسناً أنا تحت أمرك يا ملكتي''.

فقبّلته ليليث ثم نظرا إلي مملكتهما الضخمة أسفل ستار الليل مبقعة ببقع من أضواء المصابيح فقالت ليليث:

''من خصائص الرخام الأسود هو قدرته علي قتل أي شيء ، أنا أريد إستخدامه في قتل شجرة النور التي ترسل الضوء و الدفئ للبشر ، حينها سيخضع البشر لنا بلا مقاومة و سيكتمل إنتقامي منهم''.

و بعد بضعة أيام جاء ليبتار ليخبر ليليث بأن نازار يستعد لمغادرة قلعته آخذاً البلاط الأسود ليرث الحُكم في قصر الزرزاء ؛ فأخذت ليليث تفكر قليلاً ثم قررت أن تذهب بنفسها إلي قلعته لتقنعه بتسليم البلاط الأسود لها بدون قتال.

ذهبت ليليث إلي القلعة داخل عربة ملكية يحرسها جنود ليبتار الزرزاء ذو الدرع الأحمر ، و كان ليبتار داخل العربة بجانبها ، و عندما وصلا إلي قلعة نازار نزل ليبتار ثم ليليث آخذاً بيدها و سار بها متجهاً إلي بوابة القلعة فأوقفهما حارس نازار ذو الدرع الأبيض فأخبراه أنهما هنا ليقابلا وريث الحكم ففُتحت لهما أبواب القلعة ثم قال لها ليبتار:

''سأكون بالخارج أنتظرك''.

فأخبرته ليليان بشكل صارم:

''تذكر لا قتال هنا ، إذا رفض سنغادر و لن نحاربه فهمت ذلك؟''.

فأومأ ليبتار برأسه يطمئن ليليث أنه سيفعل ما تقول، و دخلت ليليث بحراسها القلعة لتري حبيب طفولتها القديم.

زفاف الملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن