أُغلق باب القلعة و صعدت ليليث بحراسها السلم الضخم إلي غرفة كان يخرج منها صوت موسيقي ، ففتحت باب الغرفة وجدت نازار محاطاً بحراسه يعزف القيثارة فلما رآها توقف ثم إنحني إليها قائلاً:
''مرحباً ليليان أري أنك الأن تظهرين قرونك بفخر ، أجئتي لتنهبي قلعتي و تقتليني بدم بارد كما فعلتي لأخي؟''.
فقالت ليليث:
''بما أنك تريد أن تصبح ملكاً للزرزاء جئت لأصنع معاهدة سلام بواسطتي ملكة للإمبراطورية القرمزية التي ستحكم البشر ، أعطني البلاط الأسود و أعدك بأن أسحب قواتي عن القلعة''.
فقال نازار:
''أنا أعلم أنك لا تكذبين منذ أن كنا صغارا لذلك أقبل عرضك ، إتبعيني يا ليليان''.
سار نازار و ليليث مع حراسهما متجهين إلي قبو القلعة الذي كان عبارة عن كهف ضخم به غرفة ضخمة نيرانها زرقاء ، فتح نازار باب الغرفة بكلمات سحرية فأشار إلي ليليان بالدخول.
عندما دخلتها ليليث وجدت أن الغرفة فارغة و ليس بها سوي ثلاثة أعمدة بعيدون عن بعضهم ليكَونوا شكل مثلث ، تسائلت ليليث عن مكان البلاطة السوداء ثم نظرت ورائها لتجد أن نازار و حراسه لم يدخلوا الغرفة ، فرفع حراسه أقواسهم و بدئوا يطلقون الأسهم قاتلين بهم نصف حراس ليليث فأغلق نازار الغرفة بسحره قائلاً:
''أنا أسف يا ليليان لكنك أصبحت تهددين إستقرار الممالك ، نحن لن نجوب شوارع المدينة الفضية و نأكل الحلويات مثلما كنا نفعل من قبل''.
ضربت ليلث الباب بيديها و قدميها لكنه لم يتحرك عن مكانه فأدركت أن الباب مغلق بسحر ؛ فبدأت تتكلم سحراً علي الباب ليفتح ففُتح الباب و إنقضت ليليث علي نازار تضربه بيديها فطعنها أحد حراسه فإنتهز نازار الفرصة ليضرب ليليث بصخرة كانت علي الأرض فخرج باقي حراسها من الغرفة ليهجموا فقُتلوا لقلة عددهم و وقفت ليليث محاصَرة فقال لها نازار:
''إستسلمي يا ليليان!! إن البلاط الأسود ليس هنا! دعيني أخذك أسيرة و لن أقتل زوجك ولا أحد من رجالك! أنا لا أريد قتلك!''.
فصرخت ليلث بوجهه:
''كاذب!! سوف أحرق هذه القلعة بأكملها أمام وجهك!''.
بدأت ليليث تتكلم سحراً فأصابها أحد الحراس بسهم في حلقها فسعلت الدم من فمها ثم سقطت علي الأرض فقال نازار لحراسه:
''خذوها و أقفلوا عليها داخل الغرفة!''.
و أثناء ما الحراس ذاهبون ليجروها إلي الغرفة همست ليليث بعض كلمات سحرية فأصبح جسدها ضخم و إزدادت طولاً كطول ثلاثة أحصنة فوق بعضهم ؛ و من ضخامة جسدها أصبح جرح حلقها صغير فنهضت و بدأت تركل الحراس كأنهم كرات و تضربهم بيدها فتحطمهم كأنهم ألعاب خشبية.
فركض نازار داخل الغرفة و وقف وسط الأعمدة الثلاثة ثم بدأ يتلوا سحراً فلاحظت ليليث و بدأت ترمي عليه حراسه محاولة أن تصيبه فأصابته ؛ فإرتطم نازار بالحائط بقوة رهيبة جعلت الدم يسيل من رأسه كالكيس المثقوب و بدأ يفقد وعيه لكنه همس بصوت خافت اخر كلمة في التعويذة و ذكر إسم ليليان.
فظهر علي الأرض حول الأعمدة دائرة ثم إنطلق خط من كل عمود ليتصل باللذي جواره فأنارت الأعمدة بِلون أبيض و ظهرت حفرة بين الأعمدة فبدأت تجذب ليليث إليها بقوة ؛ فتمسكت ليليث بالحائط بقوة لكن الحفرة شدتها إليها فوقعت ليليث داخلها و أُغلقت الحفرة و إختفي النور الأبيض و أصبحت الغرفة مظلمة هادئة و مات نازار مستلقي علي الأرض بعد أن همس لنفسه ''أنا أحبك ليليان''.
أما فوق الغرفة خارج القلعة إحترقت الغابة وسط معركة ضد جنود نازار و جنود ليبتار ، إنتهت المعركة بهزيمة ليبتار و اخذه أسيراً ليتم إعدامه في المدينة الفضية ، و تفككت الإمبراطورية القرمزية و بدأ البشر يتنازعون حول المدن و القلاع يطمعون لإنشاء إمبراطورية جديدة.
و ظلت ليليث محبوسة تحت خازان نازار حتي جاء فينرر بعد مرور مائة عام ليحررها بواسطة رجل يعلم السحر إستطاع فينرر أن يجعله يطمع بالثروة و الشهرة ، و لما خرجت ليلث من القلعة سألت فينرر عن ليبتار فأخبرها أنه قد هرب بعد أن إنهزم إنهزامات عديدة.
فأرادت ليليث أن تجده لكنها أرادت أكثر أن تُكملإنتقامها من البشر و الزرزاء فوضعت هدفها الأول و هو قتل شجرة النور ليعم الظلام والبؤس علي البشر.
و هكذا يكون إنتهي تحول فتاة بريئة إلي جبارة تغزوا الممالك و تخضعها تحت سيطرتها.
أنت تقرأ
زفاف الملكة القرمزية
Fantasíaفي مكان غير موجود في عالمك تُحكي قصة فتاة بريئة تجرها الأحداث المأساوية لتصبح ذات مزاج حاد و قاسية عنيفة فتفقد الفتاة ما كان بها من إنسانية و حب.