بعد مشقة الحمل و السفر وصلت ليليان مع فينرر إلي قلعة لويناب التي تقع بعيداً عن شجرة الشرق و المدينة الفضية ، و كانت القلعة مهجورة و دُفنت وسط الثلج الذي تسلل داخل القلعة ، لكن ليليان و فينرر لم يشعرا باريح القارصة التي هجمت عليهم فور أن فتحوا أبواب القلعة.
كل شيء داخل القلعة كان قد أُخذ ما عدا الباب ؛ فكانت القاعة الرئيسية فارغة و لم يُترك بها سوي كرسي ضخم مُثبت علي الأرض فقال فينرر:
''من الذي كان يجلس علي كرسي بهذه الضخامة؟''.
فقالت ليليان:
''زرزائي ، فهُم يستطيعون تغيير ضخامة أجسادهم من خلال نهج يسمي التحول''.
فسئلها فينرر:
''زرزائي مثلي؟ و هل تستطيعين أن تغيري في حجمك؟''.
فقالت ليليان و هي تضع يدها علي بطنها المنتفخة:
''بطني!! أشعر بألم شديد! أشعر بحركات كثيرة داخل بطني!!''.
فقال لها فينرر و هو يرتعد:
''حركات؟ هل ستلدين توأماً؟''.
فقالت ليليان شيئاً لم يفهم بسبب صراخها الذي إنتشر في القاعة الفارغة التي كان يعزف بها هواء ثلجي قارص ، ثم جلست ليليان علي بلاط الأرض البارد و رفعت فستانها ليخرج منها طفل مغطي بالدماء يزحف علي الأرض ثم خرج منها يليه طفل آخر يزحف ثم خرج طفل آخر و يليه طفلان آخران أجسادهم و أوجههم شديدة التشوة.
يركض شاب عينه اليمني صفراء و اليسري زرقاء علي حصانه ليصل إلي قصر الزرزاء الملكي و يطالب الحراس بأن لديه رسالة مهمة لجفران بخصوص ابنه ، فلما دخل الشاب علي جفران في غرفة العرش قال له:
''أُدعي ليبتار الساعي يا الحاكم العظيم سيد جفران ملك ممالك البشر و البحر العظيم أتيت لأصلك برسالة مهمة من حراس المدينة الفضية''.
فأشار له جفران و هو جالس بأن يخبره فقال له ليبتار:
''إبن جلالتك نظن أنه قُتل يا مولاي!''.
فإنتفض جفران عن عرش نهاذرين ثم قال له صارخاً:
''ولدي!؟ كيف؟؟ وماذا تعني بأنك تظن!؟''.
فقال له ليبتار:
''وجده الحراس بعد أن تلقو شكاوي عن رائحة المنزل النتنة ، فلما دخله الحراس وجدوا جثة شخص لم يعلموا من هو إلا بعد أن سألوا الجيران عن أصحاب المنزل''.
فإحمر وجه جفران و إشتاط غضباً و قال:
''لابد أنها بنت المسخ ليليان هربت بعد أن قتلته!! جدوها ثم أقتلوها فوراً!!''.
فسأله ليبتار إذا كان يوجد مُكافئة لمن يجدها فأجابه جفران:
''من يُحضرها لي فأقتلها سأجعل له أي مكانة يتمناها و لو أراد أن يكون وزير مالية الممالك!''.
فأنار عينا ذلك الشاب الزرزائي بالأصفر و الأزرق ثم قال بإبتسامة خفيفة:
''أنا أعلم أين هي مولاي ، لقد شوهدت تتجه برفقة رجل ما إلي قلعة قديمة بعيدة تُسمي لويناب ، إجعل لي يا مولاي مائة جندي فأُحضرها لك فتقتلها بنفسك!''.
فقال جفران مذكراً:
''لك ما تريد لكي تأتي بها و ما تبتغي(1) إذا جائتني حية''.
(1) تريد.
أنت تقرأ
زفاف الملكة القرمزية
Fantasyفي مكان غير موجود في عالمك تُحكي قصة فتاة بريئة تجرها الأحداث المأساوية لتصبح ذات مزاج حاد و قاسية عنيفة فتفقد الفتاة ما كان بها من إنسانية و حب.