الدفلي الصفراء

209 10 3
                                    

يجلس شاب ذو شعر أسود و عينان خضراء ساطعة علي كرسي أمام طاولة المكتب يتلو علي ورقة أمامه كلمات من كتاب في يده ؛ فيُكتب علي الورقة ما تلاه من الكتاب حتي ينتهي من الورقة فيضعها يساره فوق كومة الورق ، ثم يأخذ بورقة من يمينه فيكمل عليها تلاوة.

سمع صوت بابه يطرق فقال بصوت عال دون أن ينظر خلفه:

''تفضل بالدخول''.

ففُتح الباب ورائه ثم أُغلق و لا زال الشاب ينظر أمامه إلي الورق أما من كان ورائه لم يخط خطوة واحدة ؛ فنظر الشاب ورائه ليري ليليان ترتدي فستان أصفر طويل يكشف ذراعيها و كتفيها ، و يغطي الفستان منتصف صدرها بوردة صفراء كبيرة.

لما رآها الشاب زادت عيناه سطوعاً مما كانت عليه فأخذ ينظف حلقه و حرك شفتيه ليقول:

''.......ليء...''

ضحكت ليليان وهي تسير إليه ثم قالت له فور أن رأت الكتاب بيده:

'' كتاب هندسة الحصار؟ إني كنت أقرء نسخة منه ليلة أمس ، كم صفحة أنتهيت من نسخ الكتاب؟''.

فقال لها الشاب:

''كتبت مائة و ثلاثون صفحة و باقي أربعين''.

فقالت ليليان بضحكة:

''دائماً تعمل بجد منذ صغرك لتصبح وزيراً مهماً مثل أباك يا نازار ، جئت لكي اخبرك ألا تتأخر عن ميعاد سير القافلة..و أن أدعوك لكي تركب معي في عربتي''.

فقال لها نازار بعد أن بدا متوتراً:

''معك..داخل عرَبتك؟ لقد...لقد طلب مني أخي الكبير إيندار أن أركب معه قبلك و وافقته''.

فقالت له ليليان ببعض من الإنزعاج:

''أوه لكني كنت أريدك أن تأتي معي و نجول شوارع المدينة الفضية نأكل من الحلويات كما كنا نفعل عندما كنا صغار!''.

فقال لها نازار:

''لكننا لم نعد صغاراً يا ليليان ، لقد أصبحتي شابة عمرها مئة و عشرين عام و بعد بضعة أيام سيكون عيد ميلادك ، أما أنا فأحاول أن أتعلم عن إستراتيجيات الحرب لأكون مثل أخي''.

فبتسمت له إبتسامة ظهرت فيها غمازة خدها الأيسر و قالت له:

''تتذكر يوم ميلادي؟''.

إقتربت منه ليليان و وضعت ساقها بجواره علي الكرسي و هو جالس ثم نزلت بصدرها ليكون أمام وجهه لكي يشتم رائحة عطرها ثم فكت رباط قميصه فإنكشف صدره ذا الحجم الكبير ، فقالت له ليليان بعدما وضعت يدها علي صدره الناعم:

''إذا فلنفعل ما يفعله الشباب يا نازار....الا تريد أن تري ما خلف زهرة الفستان؟''.

وضع نازار يده حول رقبتها و قام بتحريك وجهها قرباً إلي وجهه ليقبلا بعضهما فنزعت ليليان يده و إبتعدت عنه فأحس نازار بإندهاش لكنه لم يقل لها شيء و نظر لوجهها الذي أصبح صارم فجأة و كان مصوباً ناحية الباب خلفه ؛ فنظر ورائه فلم يجد شيئاً ثم سمع صوت أقدام فدخل الغرفة بتحية أخيه الكبير إيندار الذي وقف و انحني عندما رأي ليليان ، لكن ليليان عبست و صوبت نظرها للأرض قائلة:

''سأغادر حالاً''.

لكن إيندار أوقفها وقال لها بأسلوب مهذب:

''ليليان إني أسف عما قلت لك ليلة أمس..أنت تعلمين كم أحبكي منذ كنتي رضيعة يا ليليان....علي أي حال لقد جئت لأخذ أخي ليركب معي لكن إذا أردتي سأغادر الغرفة فوراً''.

أخذ إيندار يدها ليقبلها لكن ليليان أخذتها عنه ثم قالت:

''أخبرتني نهاذرين أن أسئلك إذا رأيتك عن إبن أخيها ، هل تعلم أين هو؟''.

فقال لها إيندار:

''لقد أخبرني أنه لن يذهب معنا في القافلة و أنه أخذ حصانه ليسبقنا إلي المدينة الفضية''.

غادرت ليليان غرفة نازار ذاهبة إلي غرفتها ، فقابلت زقلاء في طريقها فقالت لها ليليان بوجه ملامحه كالحجر:

''ذاهبة إلي خطيبك إيندار أليس كذلك؟ إنه موجود في غرفة نازار''.

فإندهشت زقلاء و قالت لها:

''ألن تأتي معي إذاً لمقابلة نازار؟ يمكنك أن تسأليه أن يركب معكي''.

فقالت لها ليليان:

''كيف تظنين أني أعلم أن أيندار في غرفته؟''.

نظرت ليليان إلي فستانها و قالت:

''أنا لا أحب هذا اللون ، سأبدل الفستان بغرفتيثم أركب وحدي''.

زفاف الملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن