الهروب عن الخطيئة

115 6 0
                                    

قطرات دماء إيندار تتساقط عن الكأس الذهبي هدية زواجه بليليان ، و دخل الغرفة فينرر بذهول ليري جثة أبيه علي الأرض فنظر إلي والدته و لم يستطع أن ينطق بكلمة فقالت له ليليان بصوت يرتعد يرتفع تدريجياً:

''هو جعلني....هو جعلني...لقد أحببته لكن..هو أرغمني علي أشياء لم أردها..هو و أبيه ذلك!''.

فإلتفت إلي فينرر و أمسكت بكتفيه و قالت له:

''أنت ستفع ما أُريد أليس كذلك؟ أنا أمك ، أنا صنعتك و أحضرتك إلي العالم خلالي أنت مدين لي!''.

نظر فينرر حوله ثم إلي ليليان و جثة إيندار ملقي علي الأرض فأومأ برأسه ربما خوفاً أو لأنه ليس لديه أحد سوي أمه ، فسمعا صوت أحد يطرق باب منزلهم فأمرت ليليان فينرر بأن يغلق باب الغرفة حتي تري من يطرق عليهم بالخارج ، ثم إتجهت ليليان إلي الباب و نظرت خلال الثقب الزجاجي فرأت أمامها فتاة بشرية ذات شعر أزرق شكلها كان يبدوا مألوفاً عليها ثم قالت لها ليليان خلال الباب:

''من أنتي؟''.

فقالت الفتاة بتعجب:

''مرحباً من أنتِ؟ أليس هذا منزل إيندار؟''.

فأجابتها ليليان:

''ماذا تريدين منه إنه ليس هنا الأن''.

فقالت لها الفتاة:

''أسمي أدرين أنا أعمل في الحانة التي في أخر الشارع التالي ، تعودت أن أقابل إيندار كثيراً بالليل لكنه لم يأت منذ فترة لذا جئت لكي أتقده...من أنتِ؟''.

فقالت لها ليليان مُدركة:

''أنا زوجته''.

فنظرت الفتاة إلي الباب متفاجئة ثم قالت:

''س...عليّ أن أعود إلي عملي الأن..وداعاً''.

غادرت الفتاة و أخذت ليليان نفساً عميقاً لتنظر إلي ملابسها المغطاة بالدماء و بعد بعضاً من الوقت خرج فينرر ليسئل ليليان عما سيفعلان فقالت له:

''لا يمكننا أن نبقي هنا ، علينا أن نغادر أذهب إلي غرفة إيندار و خذ سيفه ثم إذهب لتجهيز العربة ، أما أنا فسأغير ملابسي و أضع لنا طعاماً في حقيبة''.

و عندما خرجت ليليان في ملابس نظيفة وجدت فينرر يحاول ترويض الحصان بصعوبة فإلتفت إليها و قال:

''يا أمي لا أعلم ماذا أفعل مع هذا الكائن! لا يريد أن يفهمني مهما حاورته و يصدر عليّ أصوات غريبة''.

فتذكرت ليليان أن ابنها الشاب الذي أمامها لا يبلغ من العمر سوي بضعة أشهر فألقت بحقائبها داخل العربة ثم صعدت لتجلس فوقها و قالت له:

''لا عليك فالتجلس بجانبي ، سأقود أنا الأن و تعلّم مني''.

علا صوت الرعد في السماء و غادرت ليليان المدينة الفضية تاركة منزلها و بداخله جثة شخص أرادت بشدة أن يحبها لكنه كان يعاملها بالتجهال و لا يأتي إليها إلا أن يُرغمها أو إذا أراد منها شيئاً ، بالرغم من ذلك بَكت ليليان عليه وسط قطرات المطر المنهمر ، و عندما نظر إليها فينرر رآها تمسح وجهها و تنظر أمامها بوجه صارم.

بعد مرور بضعة أيام و أثناء ما كانت ليليان تجلس بالقرب من نار المخيم في منتصف العراء بالليل المظلم عاد إليها فينرر يحمل أرنب فوضعه ليشويه علي النار ثم قال لليليان:

''أتمني أن يشبعك الأرنب بعد أن إصطدته بصعوبة''.

فقالت له ليليان:

''عليك أن تتعلم كيف تصطاد بشكل أفضل لأننا سنستغرق إسبوعان حتي نصل إلي وجهتنا....''

إنتشرت رائحة الأرنب المطهو حول المخيم فأحست ليليان بألم في بطنها لم يكن ألم جوع فتقيأت ليليان علي الأرض و إندفع فينرر ليطمئن عليها ، فصُدمت ليليان و أدركت و قالت لفينرر:

''أظن أنني حبلي مجدداً''.

زفاف الملكة القرمزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن