𝐜𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 1:

3.9K 137 54
                                    

"شَيئَان مَا بَينَنَا .. أَنتَ بَردٌ قَارِسٌ، وَ أَنَا مَهمَا بَردتُ حَرِيق ."

..

🍂

كَان يَرى نَفسه غَريبًا أَينمَا كَان وَ حِيثمَا حَلّ، كَالّذي يُحاول إِيجاد نَفسه لَكن لاَ يَستطيع،

عَلى فِراش وَاسع ذُو أَغطِيةَ رَمَاديّة حَريرِية، جَالِس عَلى طَرفِهَا ذُو الشَعر الأَشقر، بِقلقٍ يَأكل دَواخله، قَاضمًا أَظافره، مُقابِلاً لِتلك الشُرفة الّتي بَدأ نُور الفَجر يَتسلّل مِنها،

زَوجه قَد تَأخرّ عَن العَودة، وَ الحِيرة كَانت قَد أَخَذت جُزءًا مِن عَقله،

أَطلق تَنهيدَة عَالِية لِينهَض مِن عَلى السَرير يَسير بِبطئ بِأركان الغُرفة، وَ تَنهِيدَاته بَين الفَينَة وَ أُخرى لَم تَتوّقف، يَعلم أنّ زَوجه شَخصًا مَشغُولاً، وَ لكنّه مَهمَا كَان إِنشِغَاله لاَ يَتأخّر بِالعَودة للمَنزل،

وَ مَا أَبعد عَنه الأَفكَار السَيئَة، سِوى بَاب الغُرفة الّذي فُتح تَليهَا دُخول زَوجه ذُو المَلامح المُتعبة ، أَكَان يَومه مُتعبًا لِهَذا الحَد!.

وَ مَا إِن وَطئت سَاقه الغُرفة، حَتى إِتجه لَه جِيمِين يَقف وَرَاء ظَهره مُعانقًا إِياه مِن الخَلف بَينمَا كَان الآخر مُلتهي بإلتِقاطَ مَلابسه مِن خِزانَة الثِيَاب.

"لَقد تَأخرت، أَفزعتَني، ظَننت أَمرًا حَدث لَك."

بِهمس كَان أَردف جِيمِين فَاركًا أَنفه بِظهر زَوجه، بَينمَا يَستمع إِلى تَنهيدَاته المُتوَالية، لِيلتفت نَحو زَوجه بَعد أن نَزع يَداه مِن عَلى خَصره،

عَينَاه كَانت خَالية بَاردة، وَ كَان جِيمِين يَعلم مَا القَادم لِذلك أَشاح بِبصره عَن زَوجه ذُو النَبرة الجَافية.

"أَلم أُخبرِك أَلاّ تَنتَظِرنِي أَنتَ حَامِل عَليك بالرّاحَة، ... فَقط عُد إِلى النَوم إِنّه الصَبّاح."

كَانت كَلمَاته مُختصَرة، عَائقة، مُغلّفة بالجُمود حَتى بِتفكِيره عَن إِبنه، أَكَان هَكذَا دَائِمًا أَم مُنذ زَواجهم قَد تغيّر لِيصبح للأَسوء،

بَعثر جِيمِين أَنظَاره بِأرجَاء الغُرفة بَاحثًا عَن شَيء يُلهيه حَتى لاَ يَنفجر بالبُكَاء بَينمَا أَخذت كَفه تَمسح عَلى إِنتفاخ بَطنه القَابع بِها طِفله ذُو الثَمانية أَشهر، حَسنًا سَنتين مِن الزَواج قَد يَكون الأَمر أَصبح إِعتيَادي، إلاّ أنّه لاَ يَستطيع التّحكم بِذلك، كَانت مِثل الغُصة تُألم قَلبه،

Tears. ymحيث تعيش القصص. اكتشف الآن