𝐜𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 29

1.6K 97 115
                                    


يا اخي اشتقلتكن 🦋🦋🦋

..

إِعتَادت الأيّام عَلى أن تَمر ، مرّت وَولت ، شَفت بَعض ، وَ أدركَت بَعض  ، وَ آخر مِنهم تَعود ، وَ الآخر إعتَاد عَلى تِلك الأيّام الّتي تمر مِن دُون عِنوان أو ذِكرى ..

مَرّت سَنة وَ عِدّة أشهر أُخرى وَ سَيصبحُو سَنَتين ..

إنّها سَنة مُنذ أن غَادر جِيمين سِيؤول ، غَادر أهله وَ مَنزله وَ إِخوتِه .. وَ رَحل مَع زَوجه وَ إِبنه ..

العَيش بِلَندن لم يَكن صَعب ، إلاّ أنّه وَاجه مُشكلة بالتَأقلم بَلد جَديد وَ لُغة جَديدَة ، أُنَاسٌ جُدد أيضًا ، وَ رغم ذَلك إعتَاد ..

أصبَح بالوَاحدة وَ الثَلاثِين الآن ، إِحتفظ بِشعراته الشَقراء إعتاد على مَظهره الأشقر لذلك لم يُرد تَغِييره ،

وَ أَصبح هَايون بِعمر السَبع السنَوات ، أَصبح أَطول بِقليل وَ يَميل إلى النُضج بِطبعه ، دَخل المَدرسة وَ الآن هُو في سنته الثَانية ..

كَان الطَقس بَارد ..

قَد كَان شَهر دِيسمبِر ، حِين دَلف جِيمين المَنزل يُغلق الباب سَريعًا ، بِيده حَقيبته وَ أخرى على ظهره عَائدة لإبنه الّذي نَزع مِعطفه وَ حذائه مُتجهًا لدَاخل قَبل جِيمين الّذي بَقى يَنفظ تلك الثُلوج من على كَتفيه قَبل أن يَنزعه وَ يُعلق مَع خَاصة إبنه ، قَبل أن يَلحق بِإبنه أيضًا ..

جِيمين قَد حصل عَلى وَظيفَة هُنا ، لَم يُرد مِن سِنين دِراسته وَ مَوهبته أن تَذهبَ هبَاءً ، لِذلك كَان يَعمل كَأستاذ فَن تَشكِيلي بِجامعة قَريبَة من المَنزل هُنا ،

عَلى الأقل هُو لَيس كَالسَابق يَبقى يَومًا كامل بالمَنزل من دُون فِعل شَيء ..

دّس شَعره خَلف أُذنه حِين دَلف غُرفة الجُلوس الدَافئة حِيث يَتأكل الحَطب بِتلك المِدفئة يُصدِر  زَريرًا أنيقًا بِفصلهَا

رَمى بتلك الحَقائب على الأريكة قَبل أن يَرتمي هُو أيضًا بِجانبه بِتعب ، مُغمضًا عيناه لِبضع الوَقت

"أهلاً بِعودتك ، كَيف كَان يَومك !"

وَ تخلّل أذانه صَوت زَوجه ، يُونغي الجَالس على تلك الطَاولة القَريبة من الرُكن ، أمامه حَاسوبه وَبضع أوراق وَ هاتفه ، وَ كوب مِن القَهوة الّتي وَ كأنّها قَد بَردت ..

مُرتديا قَميصًا أسود بِنصف أكمام وَ سِروال قُطني رَمادي ، وَاضعًا نَظارته عَلى عَينيه ، بَدا شَعر قَد نَمى كَثيرًا إلاّ أنه لم يَكن بذلك الطُول بَل كَان كَثيفًا فقط .. وَ قد تَخللت إبتسامة لَطيفَة بَين شَفتيه ..

Tears. ymحيث تعيش القصص. اكتشف الآن