كانت تتجول في أرجاء تلك الغرفة، غرفة مظلمة أضاءتها أشباحٌ ذهبية اللون، اقترب منها أحد الأشباح وكغيره من أشباح لم يمتلك ملامح وجه بل كل ما ملكه هو بنية كجسد، اقترب الشبح وطفق يشكي، كان يسرد قصة فتاة قتلت أمام والدها، كان يسرد القصة بغضبٍ شديد لدرجة أن زاد اللهب حول جسده الشبحي ذهبي اللون ليصبح أحمرًا قويًا فيضيء أغلب الغرفة فيكشف عن أشباح أخرى ذات هدوء مظلم، لم تتسم بالضوء ولا باللون الذهبي شديد الحرارة، بل كانت زرقاء متجمدة لا تتحرك، وكأن ما فيها من حزن ورغبة في الانتقام قد اختفت، تحركت نحو الأشباح المتجمدة، وقد اخترقت الشبح الغاضب ببرود، كانت ترى الوجه عديم الملامح لذلك الشبح وهي تسمع شكوى الشبح الأول الذي لم يستسلم، وقد بدأ يحكي قصصًا عن طفولة تلك الفتاة وحب والدها لها، حركت أصابعها بملل حول وجه الشبح البارد الذي لا يتحرك، ثم قررت أن تجعله يتناثر، ضغطت ببطء على وجه الشبح المتجمد فبدأ يتفتت كأنه رمل تخلص من طبيعته الحجرية، أضاءت القطع الصغيرة المتناثرة من الشبح المتجمد وأطلقت ضوءً قويًا أنار الكرة بأكملها، فكشف عن المزيد والمزيد من الأشباح المتجمدة المتوقفة في الفراغ، وتلك الفتاة تطفوا نحوهم شبحًا بشبح وتسمح لهم بالتحرر من القفص الجليدي الذي كان يغطيهم، بدت تلك الأشباح بعد أن تحررت راضية فإختفت واحدةً تلو الأخرى، كان الشبح قد كاد يفرغ من كلامه، فاقتربت منه وهي تطفو في الفقاعة الضخمة التي كانت تتجول فيها، وأخيرًا صمت الشبح وبدأ لونه الذهبي يعود الى حالته الأولى، قالت الفتاة: ((أنت ترجوا أن ترى ابنة تسعد بأبيها؟))، خفض الشبح رأسه وقال بحزن : ((نعم))، ادارت الفتاة له ظهرها وقالت: ((لك ذلك)) فرقعت أصابعها فارتفع الشبح نحو أعلى الكرة المظلمة واختفى، اقترب شبح آخر وكان على وشك الحديث كسابقه، فأشارت له بيدها كي يتوقف قبل أن يبدأ، ((هذا كافٍ للآن، ستكون التالي لاحقًا))، تراجع الشبح راضيًا في حين اخترقت الفتاة جدران الكرة الضخمة التي كانت تسكنها، فأطلت على فضاء جميل، وقد لازلت تطفوا، وترى النجوم وكائنات الفضاء تتجول فتترك لمعانًا مضيءً، لم يبدوا وكأن جمال الكون كان يسحرها، فقد استدارت نحو جدران فقاعتها الضخمة وأخذت بيدها حفنة من مزيج مضيء اتسم بحرارة حارقة، تلك الكرة الضخمة من هذه المادة في وسط الظلام المعتم كانت شمسًا بالنسبة لغيرها من أماكن؛ امسكت تلك المادة اللزجة بهدوء ولم تشعر بالحرارة، أخذت تمررها بين أصابعها وترى لمعانها الذي جعلها أقرب الى ذهبٍ يشع، فجأة لمحت عيناها خليطًا من ألوان العذاب وسمعت أصوات صراخ وألم، تخلت عن ما كان يمر بين اصابعها بسرعة، وقررت ان تتخذ الخطوة، خطوةً نحو فقاعة من الماء تخللتها جزر، وكأنما الماء هو الهواء والجزر مجرد شوائب تطير فيه بهدوء، كان ما يميز هذه الفتاة عيناها المشعتان بطريقة غريبة، لديهما لمعة خضراء خاصة، اضافة الى علامات عليها، لا تبدو كالأعين الطبيعية، بعض من الأبيض الذي يتغير الى وردي احيانًا؛ انطلقت بقوة واثناء انطلاقها تحولت الى لون أبيض ضخم، اخذ يكبر ويكبر.
أنت تقرأ
مملكة بيربور - أرض العجائب الطافية
Fantasyمملكة بيربور العريقة حيث يعيش البيربوريون، حور السماء، الجنيات والرفقاء معًا بتناغم، تتمكن الأميرة وينتر وايت من الذهاب إلى مهمة أحلامها اخيرًا لكنها تكتشف حقيقة لم تكن تدركها حول ماضي مملكتها وحربهم مع الغاريين...