الفصل الحادي عشر : نبذة من ماضٍ سحيق

0 0 0
                                    

هبت ريح مجهولة المصدر على هذا الكتاب، ففتحت صفحة منه، كانت الصفحة بيضاء في البداية لكن سرعان ما ظهرت عليها خطوط من العدم، كانت الخطوط تلك ليست بكلمات، بل رسومات، كانت الرسمة تصور الرجل الشاب المدعو سماي، أسمر البشرة ولديه شعر طويل مفرود، كان يرتدي قبعته السخيفة كالمعتاد، والملابس الرثة التي كادت تتحول لرقعة من شدة الترقيع عليها، كان هذا منذ 300 سنة أو زيادة، قبل أن تمنع كائنات الفضاء من دخول كرة الماء، كانت السفينة على السطح، سفينة قراصنة بالتحديد وعلم الجمجمة يرفرف عليها، لقد امسك القراصنة بسفينة تجارية لمجموعة من الكائنات المتنوعة، على سفينة القراصنة تتنوع الكائنات، مونتر ونجوم وجنيات ورفقاء وحتى الحور، لكن كان سماي البيربوري الوحيد هنا، كان الهجوم على مثل هذه السفن شبه روتيني، حررت سفينة القراصنة قواربها وعلى كل منهم دسة من الرجال، كان القرصان الغاري على السفينة حقيرًا، أمثال سماي كانوا رهائن عنده ثم أجبرهم على العمل، كذلك كانت سارة وديون ولارك وغيرهم الكثير، في هذا اليوم وعلى نحو غير معتاد، تمكن البحارة في السفينة التجارية من النجاة، لقد قاوموا بكل ما أمكنهم، لقد أدرك القرصان فورًا أنه خسر العديد من الرجال وان قرر التراجع كان ليخسر البقية أيضًا وشرفه كقرصان معهم، لذلك قرر ارسال دفعة أخرى وهذه المرة سيرافقهم، لقد كان سماي من الذين يبقون في السفينة اذ ان القرصان لا يحتاج عبيدًا بل محاربين أقوياء يمسكون السيف، بالرغم من أن سماي كان سيافًا بالفعل غير أن القرصان لم يكن ليأخذه، انطلق القرصان مع أتباعه المخلصين نحو تلك السفينة ليسرقوها لكن هنا واتت سماي الشجاعة وأقنع العبيد الآخرين والأسرى بأن يساعدوه في السيطرة على السفينة، وهنا كانت بداية قصة هذه السفينة.
ـ((أيها القوم، سنأخذ السفينة لنا اليوم، القرصان القائد ليس هنا، ومن تبقى من أتباعه قلة، بإمكاننا سرقة السفينة مثلما سرقوا حياتنا)) تعالت الصياحات من غرفة العبيد في تلك السفينة، سأل أحد الجنيات وقد كانت عليه ملامح المكروهين ((لكن كيف سنهزمهم؟ لا يمكننا القتال!))، رد عليه سماي ((الكثرة تغلب القوة، استعملوا ما تعرفونه من الحيل! ارموهم في المحيط او اغلقوا عليهم في غرف السفينة وسنهتم بأمرهم لاحقًا، ما يهم الآن ان نغتنم الفرصة))، نزل سماي من على الطاولة واتجه نحو الباب قبل أن يفتحه وصرخ ((هيا)) كرر العبيد الصرخة وصعدوا راكضين، استحضر سماي سيفه وأخذ يلوح به، الآخرون كانوا يجتمعون على رجال القرصان مجموعات ويشردونهم من أسلحتهم ويتقاسمونها ثم يرمونهم في البحر، وحين يكون المقاتل قويًا فانهم يكتفون بحبسهم فقط، أما سماي فكان يستعمل سيفه، قدرته الوحيدة التي حصل عليها والتي كان تفرد رمزها على ظهر يده اليمنى يجعله عارًا على أسرته، لكن الآن بالنسبة للباقين كان يعتبر بطلًا، شعلة أمل، الحامي، لم يكن القتال سهلًا لكنه بدا ضروريًا، في غضون دقائق كان أغلب طاقم القرصان قد سقط في الماء ولا أمل له بالصعود، مرت نصف ساعة حتى تمكن العبيد من السيطرة على السفينة تمامًا، كانوا سعداء يصرخون ويغنون ويرقصون، لكن رؤيتهم لزوارق القرصان المحملة بالغنائم أرعبهم، وفي لحظة واحدة نظروا الى سماي، قال أحدهم ((أيها الحامي، نحن نحتاجك لتكون قائدًا علينا، أنقذنا))، نظر سماي حوله، كل تلك الأعين التي ذاقت المعاناة، كلهم يعتمدون عليه، ((سنقود السفينة إلى الأعماق، انها سفينة مزدوجة تعمل على سطح الماء وفي قلبه وهكذا سننجوا من بطش القرصان)) قال لهم سماي وهو يسير بينهم، قال أحد من العبيد ((لكنه سيتبعنا، الهرب لن يكون الحل!))، رد سماي ((الهرب ليس الحل، لكنه سيمنحنا الوقت لنستعد، رجاله هناك أكبر عددًا ممن هزمناهم قبل لحظات، كما أنهم مسلحون ومستعدون لخوض جولة أخرى من القتال في أي لحظة، أما نحن فلا، سنهرب اليوم منهم وغدًا سنبحث عنهم ونقتلع رؤوسهم من على أعناقهم))، صعد الحامي الى أعلى نقطة من السفينة وصرخ ((هل أنتم معي؟))، كرر المعتوقون النداء ((نحن معك!)).
كان لديهم بضعة دقائق لينجوا من القرصان، قلة منهم من كان يدري كيف يتحكم بالسفينة، استغرقهم إيجاد مفتاح تشكيل القبة مدة لكنهم تمكنوا من الأمر، قرر حوري أن يأخذ السرج بعيدًا فقفز في الماء وتحول إلى حوت بديع، أسرع حورٌ آخرون لتثبيته وانطلق السرج نحو الأعماق بأقصى سرعة، هكذا كانت بداية قصة سفينة المعتوقين...

ـ((أيها الحامي، أنظر ماذا وجدنا))
ـ((ماذا وجدتم كلارك؟))
ـ((إنها خريطة لشيء يسمى قلب العالم، يبدوا أن لديه القدرة على البناء والتدمير))
ـ(هذا سيجعلنا لا نضاهى))
ـ((هل أطلب من الرجال الاستعداد؟))
ـ((نعم افعل ذلك))
ـ((حاضر سيدي الحامي))
_____
الفصل قصير لأنوا ما جهزت لا قصة ولا شخصيات، كان عندي فكرة فا حبيت اكتبها، anyway.....
اذا جاتني افكار رح اعدا عليه في المستقبل 👌

مملكة بيربور - أرض العجائب الطافيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن