part (1)

434 10 2
                                    

مكان فارغ مضلم مش عارفه مر وقت قد ايه وانا في المكان ده اول ما فتحت عيني لقيت نفسي هنا وحيده في مكان مفيهوش اي حياه ومخيف ملهوش بداية ولا نهايه فضلت امشي وامشي بحاول أدور علي اي حاجه تساعدني اخرج من المكان ده حاولت اصرخ بس صوتي مش طالع كملت مشي بشكل اعمي من غير اي هدف قدامي مش عارفه انا نايمه وده حلم ولا صاحيه ومحبوسه هنا حسيت بالضياع والوحده،حسيت اني خلاص مش هقدر اخرج من المكان ده..
بعد ما فقدت الأمل قعدت علي الارض حاضنه رجلي وغمضت عيني وبعيط بصمت.. نفسي يكون كل ده حلم مش حقيقة..
وفي ظل وحدتي سمعت فجأه صوت حد بيكلمني فتحت عيني لقيت نفسي نايمه علي سريري في أوضتي وسمعت ماما وهي بتقولي مع ابتسامه "يلااصحي يا ريتال انتي بقالك كتير نايمه انتي كده هتتأخري"
ابتسمت ليها ولسه هرد عليها بس صورتها بدأت تختفي من قدامي مديت ايدي عشان امسكها معرفتش مش عايزاها تروح وتسيبني وبقيت اعيط وانادي عليها بس هي كانت اختفت..

فتحت عيني واول حاجه قابلتني هو سقف ابيض وحيطان بيضه ومش سامعه غير صوت جهاز ضربات القلب..
بصيت حواليا لاحظت بابا وهو نايم علي كرسي جنب السرير اللي نايمه عليه حسيت إني مش قادره احرك اي حاجه في جسمي بصيت علي ايدي اليمين لقيت كانولا ومليانه خدوش وايدي الشمال متجبسه وحسيت بصداع لما حركت راسي حطيت ايدي عليها ولقيتها ملفوفه بشاش، وحسيت بوجع ف بطني لما حاولت اتحرك.. 
مش عارفه ايه اللي جابني المستشفي .. ولا فاكره ايه اللي حصل قبل مااجي هنا..
فضلت علي الوضع ده وعيني علي السقف وتفكيري مشغول بالحلم اللي حلمته مبسوطه اني شوفت ماما ف الحلم كان بقالي فتره مشوفتهاش ف احلامي حاسه براحه كل ماافتكر شكلها وهي بتضحكلي ابتسامتها خلتني انسي وجعي كله..
بابا صحي ووقف وشكله مخضوض قالي وباين علي صوته الفرحه
"ريتال حبيبتي انتي كويسه استني متتحركيش هروح انادي الدكتور وهاجي"
بابا خرج و بعد دقايق دخل مره تانيه ومعاه الدكتور وقف قدامي وقالي
"ريتال انتي سمعاني؟"
هزيت راسي تأكيد ع كلامه
"انا هعملك فحص بسيط عشان اطمن عليكي اتفقنا"
هزيت راسي مره تانيه  مسك كشاف صغير علي شكل قلم عمله علي عيني وبعدين فضل يسألني اسئلة عرفت اجاوب عليها قالي بعد ما خلص الفحص
"اخر سؤال ياريتال انتي عارفاه مين اللي موجود معاكي هنا ف الاوضه؟"
قولتله وانا بحاول اطلع صوتي وانا بشاور عليهم "ده بابا وحضرتك عمو إبراهيم صاحب بابا "
قالي وهو ماسك ملف وبيكتب فيه
" مظبوط كده تمام كل حاجه سليمه الحمد لله انتي حاسه بوجع في اي مكان؟"
قولتله وانا بضغط ع عيني عشان الصداع اللي عندي يخف " انا حاسه ان جسمي كله وجعني و مش قادره اتحرك وحاسه بصداع شديد ووجع ف بطني "
قفل الملف اللي كان بيكتب فيه وقالي مع ابتسامه.."دي حاجه طبيعيه عشان لسه صاحيه فعقلك استوعب الالم اللي في جسمك والوجع اللي حاسه بيه ف بطنك طبيعي عشان الجرح لسه مقفلش دلوقتي هديكي مسكن وهتبقي احسن"
قالي وهو خارج مع بابا "هسيبك انا بقي دلوقتي ترتاحي شوية وهرجعلك تاني"
الممرضه دخلت وحقنت المسكن في المحاليل وخرجت وانا فضلت قاعده في مكاني علي السرير وبدأت فعلا احس بتحسن بسبب المسكن اللي خدته
رفعت البلوزه عشان اشوف بطني لقيت جرح ف جنبي اليمين وعليه لاصق طبي زحت الغطا من عليا ورفعت البنطلون لما حسيت بوجع في رجلي اليمين وكان تحت ركبتي فيه جرح وملفوف بشاش ولسه مش فاكره ايه اللي حصلي قبل ماادخل المستشفي لقيت الباب بيفتح وبابا دخل وقعد علي الكرسي من غير ما يقول حاجه وانا برضو متكلمتش بعد فتره بابا قرر يكسر الصمت اللي احنا فيه وقالي بنبره حزن في صوته "الحمد لله انك بقيتي كويسه واطمنت عليكي.. انا اليومين اللي فاتوا حسيت ان روحي بتروح مني وانا شايفك نايمه علي السرير ومش بتتحركي  وانا مش قادر اعمل حاجه، انا كل يوم كنت بدعي ان اشوف عينك مفتحه من تاني، انا ماكنتش بنام كنت خايف اخسرك انتي كمان وابقي لوحدي بس الحمد لله ربنا تقبل مني ورجعك ليا من تاني.."
كنت قاعده وبسمعه بس مش بتكلم ولا بعمل اي حاجه حسيت بخنقه واني عايزه اعيط..
قالي بعتاب "برضو مش هتردي عليا ؟.هو انتي لسه زعلانه مني"
قولتله بعد ما قررت اتجاهل سؤاله واغير الموضوع "هو انا جيت هنا ازاي؟"
أتنهد تنهيده طويله وقالي.."بعد ما العربيه خبطتك الإسعاف جت خدتك ودخلتي العمليات ع طول عشان لما اتخبطي وقعتي ف مكان فيه ازاز مكسور وكان فيه قطعه ازاز دخلت ف بطنك وواحده ف رجلك وايدك حصل فيها كسر وعشان الخبطه كانت جامده ع دماغك دخلتي ف غيبوبه لمده تلات ايام بس انا ماكنتش فاقد الامل ابدا ف صحيانك كنت دايما اقول هي اكيد هتصحي دلوقتي عشان كده ماكنتش بسيبك ابدا خوفت احسن تصحي ومتلقنيش جنبك"
سكت ومتكلمتش فضلت باصه علي ايدي مكان الجروح البسيطه اللي فيها هو متعود عليا وانا كده قليله ف الكلام معاه...
سألني من غير مقدمات "هو انتي عملتي كده ليه؟"
رديت عليه بأستغراب وقولتله "مش فاهمه عملت ايه؟"
غير نبرة صوته للحده وقالي"انتي فاكره اخر حاجه قولتيهالي كانت ايه قبل ما تقفلي المكالمه معايا؟قولتيلي انا هموت نفسي  عشان ترتاح وبعديها قفلتي وبعد مده لقيت ابراهيم بيكلمني ويقولي انك ف المستشفي ولما روحت المستشفي لقيت اللي خبطك بعربيته واقف كلمته واللي فمهته منه انك انتي اللي وقفتي قدام عربيته فجأه كإنك قاصده "
سكت ومردتش عليه
قالي بعصبيه "ساكته ليه ردي عليا انتي فعلا كنتي قاصده تموتي نفسك ؟"
رديت عليه بلا مبالاه وقولتله "ممكن مش عارفه"
قالي بعصبيه "ممكن!!انتي....."
وقف كلام لما لاحظ نبرة صوته العاليه وقالي بعد ما وقف من علي الكرسي" انا هسيبك دلوقتي ترتاحي ولينا كلام مع بعض لما تتحسني"
*خرج وسابني لوحدي وحسيت بخمول واني عايزه انام مددت جسمي ع السرير بصعوبه عشان الجرح اللي في بطني ميفتحش وفضلت اعيط كنت خايفه ابين ملامح الضعف والحزن قدام بابا وان عيني تخذلني ودموعي تنزل قدامه كنت زعلانه اوي وانا شايفه شكله باين عليه الإرهاق والتعب والحزن متعودتش اشوفه بالحاله دي ابدا.. بابا دايما قوي وشديد في المعامله عمره ما بين قدامي انه حزين او بيعاني دي تاني مره اشوف الدموع في عينيه من يوم ما ماما اتوفت..لو ماما كانت معايا دلوقتي كانت اول حاجه عملتها خدتني في حضنها وطبطبت عليا وكانت هتقولي ان كل حاجه هتبقي كويسه طول ماانا جنبك  بس هي مش جنبي دلوقتي وكل حاجه مش كويسه.. انا تعباانه اووي و محتاجه حد يطبطب عليا ومفيش غيرها كان بيعمل كده.. مفتقداكي اوي ياماما دلوقتي اكتر من اي وقت فات وانتي مش معايا فيه محتاجه احس بالأمان والدفئ ف حضنك، سيبتيني وخدتي كل حاجه معاكي.....
فضلت اعيط و محستش بنفسي لما نمت...

الدنيا علمتنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن