part (13)

262 5 1
                                    


كُسر قلبي عندما كنت بجوارك..فحاولت الأبتعاد عنك بكل الطرق..ولكن الأن لا أستطيع الكذب علي نفسي وقول إني لا أفتقدك ولا أريد رؤيتك.....
عندما رأيتك تتجنبني علمت حينها أنني نادمة علي السماح لك بالأبتعاد عني...

.............................................

ريتال...

يومين عدوا والنهارده هنروح نتطوع في الجمعية الخيرية متحمسة اووي لإني اول مره اتطوع في عمل خيري ومتوتره في نفس الوقت من التجربه
انا ومريم واقفين قدام بيتي منتظرين ُمراد ولابسين زي بعض بناطيل چينز وتيشيرتات باللون الاسود وعليها شعار الجمعية الخيرية خدناها من ُمراد...مريم عامله شعرها ديل حصان وانا عشان شعري قصير واصل لرقبتي رفعت جزء صغير منه ديل حصان والباقي سيبته..
سألتها لما جيه في بالي أدم..
"هو أدم مش هيجي معانا "
أبتسمت مع غمزه وقالتلي
"غريبه بتسألي عليه كتير الفتره دي..اوعي تكوني..."
ضربتها علي كتفها وقولتلها
"متكمليش..انا أكتر من مره قولتلك أدم بالنسبة ليا أخويا الصغير او صديق عشان هو مش بيحب كلمة أخويا دي..ولو مش عايزه تجاوبي علي سؤالي يبقي أعتبريني مسألتش..انا ممكن أكلمه وأسأله عادي يعني "
ضحكت علي كلامي وقالتلي
"لا هو مش جاي عشان مش فاضي عنده مشاوير وقايلي أسلم عليكي مخصوص وانه زعلان عشان مش هيقدر يشوفك.."
ضحكت علي كلامها لما تخيلت أدم وهو بيقولها الكلام ده..بصيت علي مريم وكانت مركزه مع ردة فعلي..الإبتسامة أختفت وخليت بدالها تعبيرات عصبيه وقولتلها..
"ما تكلمي مُراد تعرفي هو أتأخر كده ليه عايزين نمشي.."
اول ما خلصت كلامي شوفت ُمراد وصل قدامنا بعربيته وكان لابس زينا سلمنا عليه وركبت ورا ومريم ركبت جنبي
قولتلها"مريم عيب اركبي جنب مراد كده هيحس انه السواق بتاعنا"
تجاهلت كلامي وقالت ل ُمراد"استني يامُراد يحيي جاي معانا"
ُمراد رد عليها وقالها
"اه عارف انا اللي كلمته وعزمته يجي معانا هيكون أحسن لو كنا عدد كبير "
مريم قالتله وهي بتشاور برا"اهو يحيي وصل"
لاحظت يحيي راكب عربيته ركنها قدام البيت ونزل منها وكان لابس بنطلون رياضي اسود وتيشيرت زي اللي احنا لابسينه وكان شكله جذاب لدرجة إني مقدرتش ابعد عيني من عليه وصل وخبط علي شباك ُمراد سلم عليه وقاله
"انا همشي وراك بعربيتي عشان مش عارف المكان"
مريم قالتله"لا يايحيي تعالي اركب معانا وسيب عربيتك هنا ولما نرجع ابقي خدها لما نوصل
ريتال"
اكتفي بهز راسه ليها ولاحظت نظراته ليا ورجع لعربيته قفلها وركب جنب ُمراد قولتله لما لاحظت انه متجاهل وجودي "يحيي ازيك"
رد عليا وهو باصص قدامه
"تمام الحمد لله وانتي "
"تمام الحمد لله"
حسيت إن أسلوبه جاف معايا..انا عارفه إني السبب في معاملته دي معايا وإني المفروض مزعلش..بس انا ليه قلبي بيوجعني دلوقتي..
مريم لاحظت الجو بينا وقررت تغيره وقالت ل ُمراد
"يلا يا ُمراد امشي ولا هنقضي اليوم كله هنا وشغلنا اغاني خلينا ننبسط"
ُمراد اتحرك بالعربية وطول الطريق ُمراد ويحيي بيتكلموا عن شغلهم ومريم اوقات تشاركهم الكلام وانا طول الطريق مقولتش ولا كلمة تركيزي كله علي يحيي وحشني كلامي معاه وابتسامته الجميلة ليا ومساعدته ليا في اصعب اوقاتي ووحشتني نظرته اللي كلها حنيه وحشني كل حاجه فيه....
مريم ضربتني بكوعها وكتبتلي علي الموب في الشات بتاعنا (انتي كويسه)
مسكت الموبايل وفتحت الشات وكتبتلها
(لا مش كويسه انتي ازاي متقوليش ان يحيي جاي معانا)
(ليه كنتي هتعملي ايه)
كتبتلها (ماكنتش هاجي طبعا لو كنت اعرف)
(وكنتي هتضحي بتطوعك عشان يحيي لا ماكنتش اعرف ان صاحبتي ممكن تتخلي عن عملها الخيري بسبب يحيي انا حقيقي مصدومه كان مين يحيي يعني عشان تعملي كده بسببه اعتبريه مش موجود)
حسيت بالذنب بعد كلامها وكتبتلها
(لا طبعا انتي عندك حق يحيي مين ده اللي اعمل كده بسببه بس يامريم مش قادره استحمل تجاهله ليا كإني واحده ميعرفهاش)
(ايه التناقض اللي في الجملة ده اثبتي علي قرار واعملي زيه تجاهليه هتلاقيه اتعصب وهو اللي هيبدأ كلام معاكي اسأليني انا ده يحيي وانا حافظاه..أبتسمي بقي)
هزت راسها ليا وحضنتني حضن جانبي ابتسمت ليها وعيني علي يحيي ولما عينه جت في عيني في المراية حصل بينا تواصل بصري وقررت انا انهيه لما بصيت علي الطريق..
اول ما وصلنا ودخلنا المقر اتقسمنا مجاميع جزء بيحضر المواد الغذائية داخل الكراتين وانا مريم كنا من ضمنهم والجزء التاني مهمتهم يحملوا الكراتين في العربيات النقل الكبيره عشان تتوزع علي العائلات الفقيره وكان من ضمنهم ُمراد ويحيي...
بدأنا شغل وكان في الأول صعب بالنسبة ليا لإنه محتاج سرعه بس مع الوقت اتعودت عليه
خلصت اكتر من واحده ووصلت لأخر كرتونه معايا بس مفيش حد جيه عشان يستلمها مني قررت اوصلها للعربيه بما إني خلصت اللي اتطلب مني بس لما مسكتها كانت تقيله اوي مشيت بيها خطوتين وكنت حاسه اني هقع بيها في اي وقت..
وقفت شوية ادور علي اي شخص يساعدني ويعرفني أسلمها لمين بعد ما فقدت الأمل إن حد يساعدني ولاحظت ان الكل مشغول قررت اتشجع واتصرف انا بطريقتي كملت مشي ولما حسيت بالتعب وقفت ولسه هحطها علي الارض أريح إيدي شوية في حد سحبها مني رفعت عيني عليه وطلع يحيي ظهر كالعاده في الوقت المناسب..
قولتله قبل ما يمشي ويسيبني
"علي فكره هي مش تقيله عشان تاخدها مني"
ضحك بسخرية وقالي
"لا ماهو باين بعد كده ابقي شيلي حاجه علي قدك"
مشي وانا مشيت جنبه وقولتله بإنزعاج
"انا مطلبتش مساعدتك وكمان انا مش صغيره انا اقدر اتصرف لوحدي"
تجاهل كلامي وكمل مشي قولتله في محاولة إنه يرد عليا
"انت واخد الكرتونه بتاعتي ورايح بيها فين"
لسه متجاهلني ومكمل مشي سرعت من خطواتي ووقفت قدامه وفردت دراعاتي عشان اوقفه
ضحك وقالي "عامله كده ليه انتي عايزه حضن"
اتحرجت من كلامه ونزلت دراعاتي وقولتله بتوتر
"لا انا وقفتك عشان ترد عليا وتعرفني انت واخد الكرتونه ورايح بيها علي فين"
اتنهد وقالي"شكلك خلصتي وفاضية ومش لاقيه حاجه تعمليها بس مع الاسف انا مشغول ولازم
اروح اسلم الكرتونه دي وانتي روحي شوفيلك حاجه تعمليها احسن من واقفتك هنا"
سابني ومشي وانا فضلت واقفه في مكاني مستغربه منه..لا ده مش يحيي اللي اعرفه عمره مااتكلم معايا بالطريقة دي للدرجه دي انا جرحت مشاعره وأذيته..دلوقتي عرفت إحساسه لما كنت بتعامل معاه بلا بأسلوب وحش...
لاحظت ان مريم بتتصل بيا رديت عليها وحاولت مظهرش اني مضايقه من نبرة صوتي وعرفت منها ان الكل خلص مهمته وهنبدأ الحفلة للاطفال الأيتام..الحفلة كانت برا المقر كان فيه جنينه كبيره اوي وفيها العاب كتير مراجيح وزحاليق وترامبولين وكان فيه مسرح والأطفال كلهم بيلعبوا ومستمتعين شغلنا اغاني للاطفال ووزعنا عليهم هدايا وملابس جديده الفرحة اللي شوفتها في عيونهم نستني كل حاجه كانت مضايقاني..
من حماسنا انا ومريم انضمينا للاطفال وبدأنا نرقص ونغني معاهم وبدأت فقرة المسرحيه بس حصل مشكلة ان البنت اللي كانت هتلبس لبس المهرج وهتطلع في اخر المسرحية تعبت ووقع الاختيار عليا وبعد محاولات كتير لإقناعي اخيرا وافقت عشان افرح الأطفال لبست باروكة كبيره ملونه وكوره صغيره حمرا حطيتها علي مناخيري ولبست نضاره كبيره وبيبيونه كبيره حمرا وكان دوري إني اطلع المسرح واقول الدرس المستفاد من المسرحية وقفت بستعد وبحفظ اللي هقوله مريم واقفه جنبي قالتلي وهي بتضحك علي شكلي
"شكلك مضحك اووي ياريتال انا صورتك كتير ذكري لليوم ده وكمان عشان أذلك بيهم لو احتجت حاجه منك"
قولتلها وانا عيني علي الورقه اللي معايا
"اضحكي ماانتي مش في مكاني ولا حاسه بيا انا متوتره اوي وخايفه ادخل اتلغبط وانسي اللي هقوله"
زقتني من كتفي وقالتلي
"متوتره من ايه دول اطفال كلهم يعني متقلقيش حتي لو قولتي المشهد غلط هما مش هياخدوا بالهم انتي مش في برنامج مواهب وداخله تأدي دور مهم اجمدي كده وكل حاجه هتبقي تمام"
هزيت راسي ع كلامها خدت نفس عميق وطلعته تاني ودخلت اول ما وقفت قدام الاطفال كلهم ضحكوا علي شكلي ارتحت لما شوفتهم مبسوطين وبدأت دوري وقولتلهم
"اللي استفدناه من كل اللي حصل مع صاحبنا هو اننا مينفعش نكدب ابدا أولا لإن الكدب حرام وهيزعل ربنا مننا تاني حاجه هي اننا لو كدبنا كتير زي صاحبنا ده عمل و جينا في مره نقول الحقيقه مفيش حد هيصدقنا لإن كلهم هيعتقدوا اننا لسه بنكدب عليهم عشان كده احنا لازم نكون صادقين ونقول الحق دايما عشان ربنا يحبنا ويكافئنا علي صدقنا"
اول ما خلصت لاقيت كل اللي موجود بيصفروا ويصقفوا ليا ضحكت واتحرجت منهم حيتهم
وقبل ماادخل شوفت يحيي كان واقف وعينه عليا ابتسم ليا ومشي دخلت قلعت الباروكه وكل الاكسسوارات اللي كنت لبساها ولسه مبتسمه عشان شوفت ابتسامة يحيي ليا
مريم قالتلي
"في ايه يا فنانه مبتسمة كده ليه اللي يشوفك قبل ما تدخلي ميشوفكيش دلوقتي مبسوطه وبتضحكي"
مسكت كتفها وقولتلها
"يحيي ابتسم ليا يامريم ده معناه انه مش زعلان مني صح.."
"وانتي ايه اللي مضايقك في طريقته مش انتي السبب..انتي اللي كنتي بتبعديه عنك وتتعاملي معاه بأسلوب وحش..ليه زعلانه دلوقتي انه متجاهلك"
قعدت علي الكرسي وعيني في الأرض وقولتلها بحزن.."عندك حق انا السبب بس مش عارفه يا مريم ليه قلبي واجعني من أخر مره أتقابلنا فيها..انا مش عايزاه يبعد عني وفي نفس الوقت شايفه ان ده اللي المفروض يحصل عشان مش عايزه أتعلق بأمل مزيف..انتي اكتر واحده عارفه انا مريت بإيه لما عرفت انه خاطب وماكنتش هقدر أستحمل وهو مع واحده تانيه وانا كل اللي بعمله بتفرج عليهم "
قعدت جنبي وقالتلي
"خلاص يا ريتال يحيي أنفصل عن ليلي يعني مفيش حاجه تخليكي تبعدي عنه دلوقتي.."
قالتلي مع ابتسامه قبل ما تمشي
"ياريت يا ريتال تتصلحوا  عشان انا مش حابه اشوف اخويا واغلي صاحبة عندي متخاصمين"
مريم سابتني وراحت تشوف ُمراد وانا لسه مش مستوعبه اللي هي قالته..أكيد مش انا السبب في اللي حصل بينهم..ولا انا السبب؟ حسيت إني تايهه ومش عارفه أفكر خرجت من المقر وقعدت علي مقعد بشرب ميا وبتفرج علي الأطفال وهما بيلعبوا في بنت صغيره قعدت جنبي وبتتفرج علي
الأطفال وهما مستمتعين قفلت الإزازه وقررت اتكلم معاها قولتلها مع ابتسامه
"اسمك ايه ياحلوه"
قالتلي بعد ما خرجتها من تأملها لألطفال "اسمي عائشة"
'اسمك جميل زيك ياعائشة انا اسمي ريتال"
ابتسمت لما شوفت خجلها مني قولتلها
"ليه ياعائشة مش بتلعبي زي صحابك"
حركت رجليها في الهوا عشان مش واصله للأرض وقالتلي "انا مش عندي أصحاب عشان ألعب معاهم "
فكرت في فكرة وقولتلها
"استنيني هنا متتحركيش من مكانك انا جايه تاني"
دخلت المكتبة اللي في المقر وخدت كراسة رسم كبيرة ومعاها ألوان ورجعت للبنت تاني فتحت الكراسه وقولتلها "بتعرفي ترسمي ياعائشة"
هزت راسها وقالتلي
"لا مجربتش ارسم قبل كده"
مسكت القلم وقولتلها
"يعني لو جربتي ممكن تكتشفي انك بتعرفي ترسمي ايه رأيك نجرب انا وانتي ونرسم سوا"
هزت راسها جامد وظاهر الحماس علي وشها
رسمت بيت وحيوانات في مزرعه وحواليهم عشب أخضر بعد ما خلصت قولتلها "ايه رأيك"
قالتلي بأنبهار "الله الرسمة شكلها جميل اوي كإنها حقيقية بالظبط انتي طلعتي شاطره وبتعرفي
ترسمي"
ضحكت علي كلامها وقولتلها وانا بسلمها الالوان والرسمه "دورك انتي بقي تلوني كل اللي موجود في الرسمه اتفقنا"
وافقت وخدت الالوان وبدأت تلون ومع الوقت الاطفال خدوا بالهم مننا وألتفوا حوالينا عشان يتفرجوا علي عائشة وهي بتلون قولتلهم
"ايه رأيكوا في الرسمة اللي انا وعائشة رسمناها"
ردوا عليا بصوت عالي وقالوا
"جميلة اووي احنا كمان عايزين نرسم معاكوا"
قطعت من الكراسه ورق كتير ووزعته علي كل طفل منهم ومعاه قلم رصاص عشان يرسموا بيه وساعدت كل واحد في رسمته وانبسطت لما شوفت تفاعلهم مع عائشة وهما مبهورين بالرسمه بتاعتها وهي بتساعدهم في التلوين في شاب كان طويل وبشرته قمحيه وعنده دقن وصل وقعد جنبي وقالي
"الأطفال شكلهم حبوكي اوي مش انتي اللي كنتي بتعملي دور المهرج في المسرحيه"
ضحكت بإحراج وقولتله
"كان شكلي مضحك صح"
"لا بالعكس كان شكلك لطيف خالص هو انتي اول مره تطوعي هنا؟ اصل انا مشوفتكيش قبل كده"
حطيت شعري ورا ودني وقولتله
"اها اول مره ليا النهارده بس شكلها مش هتبقي اخر مره"
"اتمني اشوفك كتير معانا هنا اه بالمناسبة انا احمد متطوع هنا بقالي سنه"
مد ايده عشان يسلم عليا وانا رفعت ايدي وسلمت عليه وقولتله
"وانا ريتال متطوعه هنا بقالي يوم"
ضحك علي كلامي وانا ضحكت علي ضحكته بصيت ورا وشوفت يحيي كان مركز معانا ولما عينه جت في عيني لف ضهره ليا ومشي انا وقفت وقولت ل احمد "فرصة سعيده يااحمد استأذنك هروح اعمل حاجه وانت ركز مع الأطفال"
سيبته من غير ما اسمع رده وسرعت من خطواتي عشان ألحق يحيي مسكت طرف التيشيرت بتاعه عشان اوقفه وقولتله
"يحيي استني عايزه اتكلم معاك في موضوع"
كان هيتجاهلني ويمشي قولتله
"مش هسمحلك تتجاهلني تاني وزي ماانا سمعتك انت لازم تسمعني"
سحبت إيدي وكنت معتقده انه هيمشي بس عمل عكس اللي اعتقده مسك ايدي وسحبني وراه وقفنا تحت شجره وماكنش فيه حد موجود غيرنا
قالي بعد ما وقف قدامي
"اتفضلي قولي اللي انتي عايزاه انا سامعك"
حاسه ان كل الكلام اللي كنت محضراه اقوله اتمسح من دماغي ومش عارفه اتكلم ولا اقول ايه
"لو مش هتتكلمي يبقي نمشي نروح نساعدهم احسن من وجودنا هنا من غير ما نعمل حاجه"
كان هيمشي مسكت ايده وقولتله
"هو انت أنفصلت عن ليلي بجد "
"وده يهمك في ايه..مش قولتيلي اخر مره إني مدخلش في حياتك ليه انتي دلوقتي بتدخلي في حياتي "
أتوترت من نظراته ليا بصيت في الأرض وقولتله بتوتر"هو انا السبب في إنفصالك عنها..انا ممكن اتكلم..."
قطعني قبل ماأكمل وقالي
" من غير ما تكملي انتي مش السبب ولا عمرك كنتي سبب في أي مشاكل بيني وبينها..اللي حصل كان لازم يحصل من زمان انا وليلي مش لبعض..شخصيتنا مش متوافقه مع بعض وفي الأخر كل شئ قسمه ونصيب.."
مش عارفه أنبسط باللي سمعته ولا أزعل علي اللي حصل بينهم..مابقتش عارفه اتصرف إزاي ولما هو شافني ساكته قرر يتكلم وقالي...
"انا اسف لو ليلي ضايقتك بتصرفاتها انا عرفت اللي هي عملته معاكي والكلام اللي قالته عني عشان تبعدنا عن بعض واللي انتي صدقتيه في حقي!...هي كده مش هتقابلك تاني أطمني.."
معرفتش اقول ايه..هو عنده حق انه يزعل مني ف الأول والأخر انا السبب في اللي حصل بينا...
قرر يكسر الصمت مابينا وقالي
"أتغيرتي ياريتال.. بقيتي تعتمدي علي نفسك وثقتك بنفسك زادت عن الأول..ودايرة أصحابك بدأت توسع عن الأول..بس نصيحة مني مش كل واحد يتكلم معاكي بأسلوب حلو تعتبريه صديق ليكي وتتكلمي معاه براحه خلي عندك حذر من الشخص اللي بتقابليه اول مره لحد ما يظهرلك نواياه الحقيقية.."
"قصدك مين بالكلام ده "
حط إيده علي شعره وقالي وهو عينه ع حد ورايا
"يعني زي اللي كنتي بتتكلمي معاه من شوية كنت شايفك بتضحكي ومنسجمه معاه كإنه صاحبك من زمان مش اول مره تقابليه"
في الأول ماكنتش مستوعبه هو بيتكلم عن مين لحد ما أفتكرت أحمد اللي أتعرفت عليه من شوية..
فكرت في كلامه كويس لحد ما ظهر في بالي فكره أبتسمت وقولتله..
"لأ متقولش انت بتغير عليا يا يحيي.."
تعبيرات وشه أتغيرت أول ما سمع كلامي بقي مصدوم من الإستنتاج اللي وصلتله..ضحكت علي تعبيراته وقولتله
"مش قادره أصدق انت بتغير عليا...بس متقلقش هو ميعتبرش من ضمن أصحابي هو كان بيمدحني علي تمثيلي اللي عملته مفيش بينا حاجه ولا هيكون فيه أطمن..."
قرر يتكلم بعد ما أستوعب كلامي وقالي بعصبيه مزيفه عشان يغطي علي غيرته..
"مش محتاج مبرر منك أنتي حره في اللي بتعمليه انا مليش حق أدخل في حياتك مش ده كلامك..وكمان انا أغير عليكي! ليه كنتي حبيبتي ولا خطيبتي عشان اغير عليكي ده احنا حتي مابقناش صحاب مقربين عشان أغير عليكي..انا كنت بنصحك لإن ده واجب عليا احنا ف الأول والأخر كنا ف يوم من الأيام أعز الأصحاب "
قرر يمشي ويسيبني مسكته من التيشيرت بتاعه عشان أوقفه قولتله قبل ما يلف..
"ممكن تخليك كده لحد ما أقول اللي انا عايزاه "
وقف وضهره ليا وعرفت انه وافق علي طلبي قولتله وعيني في الأرض
"عندك حق في كل اللي قولتله..وانا مش زعلانه من كلامك لإني عارفه إني انا اللي طلبت منك اننا نبعد..ولو دي أخر مره هنتقابل فيها عايزه أقولك إني اسفه علي كل حاجه عملتها في حقك واسفه اني طلعت صاحبة وحشه اوي كده ليك واسفه اني سمعت كلام ليلي عنك وصدقتها بس انا وقتها كنت خايفه اواجهك ويطلع كلامها صح كنت خايفة اخسرك عشان كده قررت اهدي اعصابي واقعد مع نفسي شوية انظم افكاري واهيئ نفسي لمواجهتك انا عارفه اني كنت غلطانه بس ماكنتش عارفه اعمل ايه وقتها غير اني اسافر وابعد "
وقفت كلام خدت نفس عميق عشان اهدي اعصابي بصيت في عينه وقولتله
"انا مش مبسوطه من الوضع اللي احنا فيه دلوقتي يحيي انا قبل مااقابلك كنت ضايعة كنت حاسه نفسي عديمة الفايده ووجودي ملوش اي لازمه في الحياة كنت بكره نفسي عشان ضعفي وقلة ثقتي بنفسي كنت بحس إني عبئ علي كل اللي حواليا لحد ما قابلتك ورجعت لحياتي بعد غياب طويل بقيت اول شخص بروح احكيله عن اي حاجه تضايقني عشان تطمني بكلامك انت الوحيد اللي كنت بتعامل معاك بطبيعتي من غير تظاهر بإني شخص تاني انت الوحيد اللي ظهرتلك كل مشاكلي ومخاوفي وكنت لما بحتاجك بلاقيك جنبي دايما.. انت غيرت نظرتي للحياة بقيت اشوفها بشكل تاني شكرا انك خلتني شخص محظوظ بوجودك جنبي "
سحبت إيدي لما دموعي نزلت ومشيت من قدامه مش مستنيه أسمع منه حاجه انا بس كنت حاسه إني لازم أقوله الكلام ده عشان مش عارفه هيكون في فرصه نتقابل فيها مره تانيه ولا لأ...

                       **************

وصلت انا ومريم عند الكل وساعدناهم في تحضير الاكل كلنا أكلنا والشمس غابت والليل ليل
ودعنا الأطفال وقبل ما نمشي شوفت عائشة بتجري عليا وفي ايديها الرسمه اللي رسمناها سوا وايديها التانيه فيها ورده حمرا نزلت علي الارض عشان اوصل لطولها اعتقد سنها متخطاش التمن سنين قالتلي وهي بتسلمني الورده
"الورده دي ليكي عشان تفتكريني بيها زي ماانا هحتفظ بالرسمه دي وافتكرك بيها"
خدتها منها وحضنتها جامد وقولتلها
"هحافظ عليها وعمري ماهانساكي واتمني لما اجي هنا تاني اشوفك ومعاكي اصحابك"
لما سحبت نفسها من حضني وفقدت الدفي أديتني بوسه علي خدي وجريت تلعب مع
صحابها شاورت ليها بإيدي بودعها هي وصحابها وركبت العربية والإبتسامة مش عايزه تفارق وشي..
كنت بحاول أتجنب نظرات يحيي اللي كانت متوجهه ليا طول الطريق..
غمضة عيني في محاولة إني أصفي ذهني..
بالرغم كل اللي حصل بس  فرحت بالتجربة النهارده اللي عمري ما هنساها أبدا كانت تجربة جديده عليا وممتعه..إستمتاعي غطي علي تعبي اللي راح لما شوفت الفرحه علي وشوش الأطفال حبيت الفكره وهكررها كتير في المستقبل...
خرجت من افكاري لما مريم خبطتني علي دراعي ووريتني موبايلها قريت اللي هي كتباه وكان
(في حاجه حصلت بينك انت ويحيي)
مسكت موبايلي وكتبتلها
(هو باين علينا اوي كده)
(اها يابنتي حتي يحيي شكله متغير عن الصبح)
كتبتلها(هبقي أحكيلك بعدين..)
قالتلي بصوت عالي(ليه مش دلوقتي)
ُمراد ويحيي بصوا ليها وهي قالت بتوتر
"بجد اليوم كان حلو اوي ياريت نكرره مره تانيه"
خبطتني علي ايدي عشان اتكلم قولتلهم
"ايوا عندك حق يا مريم اليوم كان حلو اوي عايزين كل فتره نتجمع ونروح هناك تاني"
كلهم وافقوني علي كلامي كتبت ل مريم
(نبقي نتكلم بليل وهحكيلك عن كل اللي حصل)
قفلت الموبايل ورجعت غمضة عيني مره تانيه..
وصلوني عند بيتي نزلت انا ومريم ويحيي ودعنا ُمراد وانا ودعتهم من غير ما أبص ل يحيي ودخلت البيت غيرت هدومي وكلمت بابا عشان اعرف هيوصل البيت امتي وكان ناقصله ساعتين ويخرج من الشغل جهزت الاكل وقررت اخد قيلولة لحد ما بابا يوصل..
وبعد ساعتين بابا وصل وانا صحيت جهزت الاكل علي السفره وبعد ما خلصنا أكل قعدنا سوا وحكيت ليه عن اللي حصل معايا في يومي بعد فتره بابا استأذن مني عشان يدخل ينام وانا دخلت أوضتي وكلمت مريم وحكيت ليها عن الحوار اللي دار بيني انا ويحيي قالتلي...
"مش عارفه أقولك ايه يا ريتال بس بتمني أن الأمور بينكوا تتصلح قريب "
"مش عارفه يا مريم بس أنا حاسه إن المره دي غير أي مره انا كل اللي بتمناه إن يحيي يلاقي الشخص اللي بيحبه ويسعده في حياته لإنه يستاهل كل خير "
"وليه متكونيش أنتي الشخص ده ياريتال خلاص ليلي مابقتش موجوده وشايفه إن ده الوقت المناسب إنك تدي لنفسك وليه فرصه تقربوا من بعض أنتوا كنتوا حلوين اوي سوا كنتوا بتكملوا بعض في كل حاجه "
"يحيي محتاج الفتره دي إنه يتخطي علاقته مع ليلي ويعيد أفكاره من جديد وانا الفتره دي قررت أشغل وقتي كله بالرسم والمعرض ولو لينا نصيب نتجمع تاني يبقي خير "
قفلت معاها لما لاحظت ان الساعه اتأخرت ونمت وانا بتمني ان باقي الايام الجايه تكون أحسن بالنسبه ليا....

.............................................

ايه رأيكم في تصرف يحيي مع ريتاال؟
توقعتكوا  ايه اللي هيحصل في البارت الجاي🌚؟
النهايه تقترب🥲نتقابل في البارت الجاي🥰

الدنيا علمتنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن