الفصل الثاني

1.2K 101 9
                                    

الفصل الثاني
*******
و لأول مرة سيدرا تُعطي لها ما تستحق، صفعتها صفعة مدوية جعلت عيناها تجحظ عن آخرهما لم تتوقع والدة محمد هذه الصفعة بل الجميع لم يتوقعها، وضعت يدها تتحسس صفع تلك الحزينة التي حدثتها من بين دموعها قائلة بنبرة متحشرجة :
- أنتِ اللي زيك خسارة يبقى أم خسارة في واحد زي محمد و الدنيا

ختمت حديثها قائلة بنبرة آمرة ضاربة بنداء أبيها عرض الحائط
- امشي اطلعي برا بدل ما اطلب لك البوليس و ارميك ورا الشمس ووقتها هتيجي تبوسي رجلي عشان ارحمك ووالله ما هرحمك اطلعي برا برا

غادرت والدة محمد و هي تتوعد لعائلة المحمدي برد الصاع صاعين، بينما حاول
" طلال" أن لا يسقط كعادته في مثل هذه الضغوطات لكنه فشل، سقط و بدأ في الارتجاف بشدة حاول والده أن ينقذه لكنه لم يتمكن بمفرده خرج " يونس" من شقتهو هو يركض تجاه ذاك المسكين، قفز من فوق جسد
" طلال" متجهًا نحو غرفته ليأتي بدوائه
جلس " نوح" محاولًا فك هذه التشنجات التي تحدث له بشكلٍ يومي، كانت سيدرا واقفة تشاهد ما يحدث لأخيها عاجزة عن فعل أي شئ هبطت عيناه شيئًا فشيئًا إلى الجزء السُفلي من جسده لتجده يتبول لا أراديًا، أتى " يونس"بعد أن أعد له جرعة الدواء، اعطاه له عنوة و حاول أن يثبته حتى يبتلعه، لحظاتٍ ثم هدأت التشنجات تمامًا، زفر "نوح"
و بن أخيه براحة ما إن تم إنقاذه، نظر
" يونس" و قال من بين أنفاسه المسموعة بعصبية
- الست دي لو جت هنا تاني اقسم بالله ما حد مبهدلها غيري خلاص !

تحامل " نوح" على نفسه و هو يقول بمرارة
- ايدك معايا يا يونس ندخله الحمام قبل ما يفوق و يقلب الدنيا

وقف "يونس" و هو يحمله بين ذراعيه غير مباليًا لذلك الإبتلال الذي يملئ بنطال "طلال"
حدث عمه و هو يتجه المرحاض قائلًا:
- خليك يا عمي لو احتاجت حاجة هاقلك

تابع بجدية قبل أن يغلق المرحاض
- سيدرا هاتي لبس نضيف
- حاضر

*******
داخل حوض الاستحمام
كان يرقد "طلال"من يرأهُ يظن أنه في سباتٍ عميق، لكنه في عالمًا آخر، بدأ "يونس" ينزع عنه ملابسه بعد مرور دقائق معدودة، فتح الصنبور لتنهمر المياه الدافئة فوق جسده
طرقات خفيفة ثم ولج " باسل" حدثه بخفوت كي لا يشعر أخيه به، رد "يونس " بذات النبرة آمرًا إياه بالمغادرة لانتهائه من الاغتسال

بعد مرور عشرة دقائق كاملة
خرج "يونس" من المرحاض و هو يحاوط جسد بن عمه لحق به من الجهة الأخرى
" باسل" متجهين نحو غرفة أخيه، مدد جسده برفق ثم دثره جيدًا، غادرا بعد ذلك
هرول " نوح" تجاه بن أخيه و قال بلهفة
- خير يا يونس طلال عامل إيه دلوقت ؟!
- اطمن يا عمي زي كل مرة هايفضل نايم شوية و يصحى و يبقى زي الحصان

كادت أن تلج " رُبى" و هي تقول من بين دموعها:
- هروح اطمن عليه بنفسي دا خارج مبيتكلمش خالص

درب المتمرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن