الفصل الثامن

1.3K 111 29
                                    

الفصل الثامن
========
على الرغم من أنها رسالة لاذعة لا تُبشر بالخير من وجهة نظر من يقرأها عدا "صفوان" إلا إنها كانت إشارة البدء دون قصد،  لم تغادر الإبتسامة شفتاه قرر أن يكتب لها جوابًا جديد
وبدأ يعد الأيام حتى يرسله لها، يا لها من أيامًا ثقال تمر عليه، كتب بحماس شديد وكأنها كانت ترسله له عبارات الحب والغزل وليس السب و القصف،  كان يكتب كل يوم أسطر قليلة حتى لا ينتهي الخطاب سريعًا ويقضي باقي الأيام وحيدًا هكذا،  شرد قليلًا وهو يدون تفاصيل يومه بعد أن مازحها في بداية الخطاب . وجد شيئًا جديد يؤنس وحشة وحدته في الليل، الليل هنا طويلًا طويلًا جدًا لا ينتهي أبدًا لا يعرف كيف سيمر عليه باقِ أيامه لكنه يمني نفسه بأن غدًا سيكون افضل .

******
بعد مرور عدة أيام

داخل غرفة "طلال" كان جالسًا بمفرده لا يعرف كيف يمر يومه، لقد نال منه الملل حقًا
صدح رنين هاتفه نظر بملل ثم عاد ودقق النظر حين قرأ بنبرة مختنقة:
- ندى !!

قرر أن يهملها لكنها لم تيأس كررت اتصالها، فـ
ضغط على زر الإجابة  وقال بضيق
- الو، خير يا ندى ؟!  ندى من فضلك كيف لحد كدا والحمد لله ربنا سترها المرة اللي فاتت

نهض من الفراش وظل يجوب في الغرفة ذهابًا إيابًا  و قال بنبرة مختنقة
- ندى من فضلك بلاش اللي بتعملي دا أنتِ بقالك حياتك و أنا كمان عرفتي منين إني سبتها ؟!! من حسابها ! دا أنتِ متابعة بقى ؟!
عموما كفاية  لحد كدا و ارجوكي ابعدي عني عشان أنا مش حابب اللي بيحصل دا، اطقلتي ؟!! امتى ؟  من أسبـ...

بتر حديثه قائلًا بكذب ما أن ولج والده فجأة
يطالعه في صمت كأنه فهم ما حدث
-طب يا مسعد هكلمك تاني ونبقى نشوف الموضوع دا سلام

وضع يده جنبا وقال بتوتر
- خير يا بابا في حاجة ؟! 

سأله " نوح " بحدة وهو ينظر لهاتف ابنه
- مش ندى دي خطيبتك الأولانية ؟!

صمت " طلال" لبرهة قبل أن يجيب على سؤال والده الذي تكرر مرتين،  رد بتعلثم
- احم ايوة هي

ابتسم " نوح " و قال بتفهم
- دلوقت بس عرفت الروچ جالك منين ؟!

تابع بنبرة مغتاظة وقال:
- طب ليه ؟!  ما أنت كنت خاطب وكلها كام شهر وتتجوز ليه الحرام وأنت تقدر تعيش في حلال ربنا

بابا حضرتك فاخم المو ضـ....

بتر " نوح" جملة ابنه بصفعة مدوية قبل أن يستمع له،  هدر بصوته  قائلًا بحدة:
- طول ما أنت ماشي كدا في الطريق الحرام عمر حالك ما ها يتصلح أبدًا .

كاد "نوح" أن يُكمل حديثه لكن قاطعه دخول  أخيه ووالده محاولين فض المشكلة قبل أن تطورها لأسوء من ذلك، جلسوا داخل غرفة الصالون لسماعة الطرفين، بدأ يسرد لهم ما صدر من ولده البكر، نظر لأخيه الذي بدأ ينظر للأمر اكثر عقلانية من وجهة نظره .

درب المتمرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن