الفصل السابع

920 79 10
                                    

الفصل السابع
========
غادر "يونس" غرفة بن عمه تاركًا إياه بين براثن الحيرة والندم، تسرع في قرارته عاد برأسه مستند على ظهر فراشه، كان يضرب حاله وهو يتمتم بكلماتٍ خافتة قائلًا:
- غبي غبي ليه وصلت لهنا

نهض من الفراش متجهًا نحو خزانة، قام بفتحها جذب ثيابًا كاد أن يبدل ملابسه لكنه نظر لصورته المنعكسة في المرآة وقال بتساؤل
- هتروح فين ولا لمين هتروح لها تقولها إيه ؟!
ارتاحت كدا أنت اخدت اللي عاوزه منها وسبتها زي أي ند ل !!

القى بملابسه أرضًا بغضبٍ جم، أزاح مجموعة الكتب الموضوعة على سطح المكتب، وصل صوت الفوضى لمسامع والديه، كادت" رُبى" أن تذهب إليه لكن يد " نوح" منعتها وهو يقول بنبرة هادئة:
- خليه يقعد مع نفسه شوية ويعد حساباته

ردت" رُبى" بقلق قائلة
- وافرض وقع ولا تعب ؟!
- لا إن شاء الله خير سيبي بس شوية يكسر و يبهدل يمكن يرتاح .

*****
في شقة الجدة ولاء
كان " عابد وسلطان " جالسان معها يتناقشون بهدوء تام علم ما حدث لإبنته والإنفصال الذي تم مرتين قبل هذه المرة، لم يتحمل هذه المفاجأة حدثه بغضبٍ جم قائلًا:
- يعني ابنك طلق بنتي مرتين ورجع لها وفي المرتين كان بيعرف عليها ستات وهي كانت بتقول وماله اعدي عشان ولادي وجاين في المرة التالتة لما ابنها يرفع  ايده عليها تقول ماهي اللي استفزته !!

هدر بصوتٍ جهوري من فرط غضبه وقال:
- يعني أنا لما امي تزعق لي وتستفزني اقوم اضربها !!  ابنك يا سلطان بيضربك لاما بتنرفزه !!

ختم حديثه قائلًا:
-أنا ماقلتش إن بنتي ملاك لا غلطان والغلط راكبها من ساسها لراسها بس دا مش موضوعنا أنت جيت بتتكلم عن نقطة معينة وأنا برد عليك فيها

رد " سلطان"بتفهم قائلًا:
- ماشي يا عابد احنا نحل الموضوع اللي جاي لك في وإن كان على حقي أنا مسامح في والله

سلام عليكم

قالتها " صبا" وهي تلج شقة الجدة،  توجهت مباشرةً تجاه " سلطان" طبعت قُبلة على رأسه ثم يده وهي تقول بعتذار أمام الجميع
- أنا آسفة وحقك عليا و الله ما كان قصدي حاجة إيه اللي يرضيك و أنا اعمله لك ؟!

لن يُنكر " عابد" مدى سعادته بهذا الإعتذار العلني أمام الجميع والذي جاء بدون أي سابق إنذار رد إعتبار كما يجب أن يكون لرجلًا لم يفعل لها سوى الخير،  ربت " سلطان" على يدها والإبتسامة لا تفارق شفتيه ثم قال:
- اللي يرضيني رجوعك للبيت من تاني

رد " عابد" و قال بهدوء
- نرجع لكلامنا يا سلطان، بنتي هترجع معاك بس بشرط

عقد ما بين حاجبيه وقال بفضول:
- إيه هو ؟!

رد " مالك " بالنيابة عن أخيه قائلًا:
- ابنك وابنها يتعذروا لها قدام العيلة كلها ويبوسوا على راسها وساعتها سألها هتقبل ترجع معاكم تاني ولا لا  والقرار يرجع لها في الآخر

درب المتمرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن