الفصل الثالث
¤¤¤¤¤¤¤مر يوم ثم يومان حتى مر عشرة أيام، لم يحدث فيهما شيئًا جديد يذكر سوى موعد جلسة النطق بالحُكم على " صفوان" رغم محاولات العائلة في السعي لإنهاء هذه القضـ ـية إلا أنه هو كان يشعر بالراحة بعض الشئ كم تمنى أن يصدر حكم الا عد ام عليه ليتخلص من تأنيب الضمير، كان جالسًا على أعتاب باب شقة الجدة ولاء ليشتم الهواء على حد قولها بدلًا من العزلة التي اصبحت رفيقته الوحيدة هذه الأيام، كانت " ورد" تهبط سلالم الدرج بهدوءٍ بجانب صديقتها " سارة" ما إن رأته حركت رأسها قائلة بخفوت
- حمد الله على سلامتكبادلها ذات الإبتسامة الصافية قائلًا بصوتٍ بالكاد أن يكون مسموعًا
- الله يسلمك يا سارةلكزتها " سارة" لتتحدث قبل أن تغادر الطابق ابتسمت له إبتسامة شديدة التكلف و قالت بنبرة مقتضبة:
- حمد لله على سلامتكلم تنتظر منه الرد حتى، قفزت بين سلالم الدرج و كأنها تخشى شيئًا، وقبل أن تغادر المنزل وهو يعلم جيدًا أن هذه المرة هي المرة الأخيرة التي يراها فيها لأكثر من سبب استوقفها قائلا بهدوء:
- وردتوقفت فجأة قبل أن تطأ قدماها على آخر درجة تفصلها عن الطابق الاول، التفتت له ليخبرها بهدوء:
- قولي لأناهيد تتطمن مش ناسيهاعديني لو سمحت يا آنسة
أردف " آدم " جملته لينتشلها من بئر أفكارها
تنحنحت وهي تعتذر منه غادرت المكان و بداخل عقلها تساؤلاتٍ عدة، كذلك " سارة"
تفرقتا عند نقطة معينة من الحارة و كل واحدة منهما لتذهب " ورد" عند جدتها و "سارة" لبيتها،ما إن ولجت منزل جدتها هتفت عدة مرات قبل أن تعثر عليها مفترشة الارض بجسدها هرولت نحوها و هي تربت بكفها على وجهها قائلة:
- ستي مالك يا ستي قوميوقفت عن الأرض متجهة نحو باب الحجرة هدرت بصوتها الجهوري قائلة:
- ستي وقعت يا عالم يا ظا لمة يا اللي منكم لله ومحدش منكم قاعد معهاهبطت ابنة خالها وهي تتبختر في مشيتها قائلة:
- في إيه يا ست ورد عاملة هيصة ليه هي كدا على طولولجتا الحجرة وكلامنهما ساعدتا الجدة في النهوض هرعت " ورد" تجاه البراد لتخرج إبرة الإنسولين الخاصة بالجدة بدأت في اعدادها وهي ترد بنبرة غاضبة
-يابرودك يا شيخة سيبك من الزفت اللي اسمه النت دا و خليكي معاها شويةجلست ابنة خالها وقالت بعدم إكتراث
- تلاقيها غيبوبة سكر زي العادة قالبة دماغنا ليه !!!انتهت " ورد" من إعطاء جدتها جرعة الدواء
بينما نظرت ابنة خالها لها و قالت بغمزة من عيناها:
- بس إيه قم الحنية اللي دخلتي علينا بي دا مش واكل معايا بس هعديها لكنظرت " ورد" نظرة حادة تعلمها جيدًا ابنة خالها على إثرها نهضت عن الاريكة الخشبية تتبختر في مشيتها ثم غادرت المكان، مازالت الجدة على حالتها تلك، استدارت "ورد" ما إن اوصدت باب الحجرة، مدت يدها داخل صدرها لتخرج ورقة من اللون الأزرق القاتم، هرولت تجاه الجدة جلست حذائها حاولت أن تعدل من رقدتها وهي تقول بنبرة خافتة:
- قومي يا ستي امضي عشان تقبضي معاشك