الفصل العاشر

748 67 10
                                    

الفصل العاشر
========
رد يونس بهدوء عكس ما يدور بالعيادة
- من فضلك يا حسام اتفضل انتظرني خليني اشوف شغلي

تابع بنبرة مقتضبة خالية من اي تعاطف تجاهها
- و أنتِ يا نوال سبيني اشوف شغلي

شاحت نوال تجاه النافذة تاركة يونس يباشر عمله الخوف و الرعشة التي تسير بعروقها جعلتها تتمنى الموت قبل أن يخبر اخيها بصوته الغاضب والذي حاول أن يسيطر عليه حتى لايثير الشكوك نحوه، انتهَ من  كشفه لها.  وخرج من الغرفة الصغيرة  جلس خلف مقعده قائلًا بنبرة مقتضبة
- ممكن اعرف أنت كشفت عليها ليه ؟!

رد " حسام" على سؤاله بسؤالًا آخر وقال:
- طمني يا دكتور على  أختي ؟!

رد " يونس" بنبرة جادة و هو يطالعه بنظراتٍ ساخطة أتت وجلست مقابلة أخيها لتستمع لرد الطبيب حين قال:
- اختك مافيهاش أي حاجة وهي لسه virgin

تنفس الصعداء وهو يعود بجسده للخلف،  نظر لها وجدها تبكي في صمت، لم تتحمل هذا الاتهام الذي وقع عليها، احتوى يدها المرتعشة بين كفيه وقال بعتذار:
- حقك عليا والله لاخد لك حقك اصبري عليـ...

لم تتحمل أكثر من ذلك وثبت عن مقعدها وغادرت العيادة وصوت نحيبها يصم الآذان
كاد " حسام" أن يهرول خلفها لكن استوقفه
" يونس" وهو يتسأل بفضول
- معلش ممكن افهم إيه الحكاية ؟!

تنهد " حسام" بعمق وهو ينظر إليه لم يكن يعلم أنه سيأتي يومًا عليه و يصدق ما قالته خطيبته عن أخته، ماذا يقول وكيف ؟! كان يخجل من نفسهِ، انفرج فاه ليخبره بهدوء عكس ما أتى بهِ منذ قليل:
- وصلني كلام مش كويس عن أختي وحبيت بس اطمن إنها تمام

سخر " يونس" من عبارته  سند بمرفقيه على حافة المكتب الخشبي قائلًا:
- وهو أنت أي حد هايقولك كلام على اختك هتجري تاخدها للدكتور ؟!

تابع بنبرة بجدية
- اعذرني يا حسام أنت مهندس يعني متعلم فاهم كويس إن ممكن جدًا يكون مجرد إدعات  من ناس متغاظة من أختك

رد " حسام" بنبرة تملؤها الحزن
- في دي عندك حق بس صدقني اللي حصل لو أي حد مكان مكنش هايفكر لمجرد التفكير اللي اتقال دا صح ولا غلط أنت نفسك لو سمعت إن اخـ...

رد" يونس" مقاطعًا حديثه قائلًا بجدية
- مكنتش عملت كدا لأني عارف أختي كويس وواثق فيها وكنت فكرت قبل ما اسألها مليون مرة

لم يتحمل " حسام" تلك النبرة فقال بغضبٍ مكتوم
- يا دكتور  تفكير إيه اللي ختفكر في وواحد جاي لك يوصف لك جسمك اختك وكأنه واحد عايش معانا وأنا اخوها اول مرة إن اختي عندها حسنة فـ....

بتر جملته وهو يصافح يد " يونس"  خاتمًا حديثه قائلًا:
- عمومًا شكرًا يا دكتور تعبتك معايا تصبح على خير .

******
كلميني عن نفسك يا سيدرا  ؟!

أردف الطبيب سؤاله وهو يدون بعض الملاحظات في دفتره بينما تمدت تلك الأخيرة بجسدها على السرير المخصص للمرضى وقالت بإبتسامة واسعة:
-اسمي سيدرا نوح المحمدي وعندي خمسة وعشرين سنة خريجة فنون جميلة من عيلة حالتها المادية فوق الممتازة عيلة بتحب بعض جدًا مترابطين جدًا جدًا اتعلمنا إن الفلوس عمرها ما تعمل شخصيتك وإن بحبك لغيرك ومساعدتك باللي تقدر عليه هو دا اللي يساعدك تبقى احسن الناس عندي أربع اخوات ولاد كلهم ماشاء الله ناجحين في حياتهم العملية  وبيطوروا من نفسهم جدًا

درب المتمرد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن