-دون شك او افتراء-

10 1 0
                                        


بعد مرور فترة ليست ببسيطه من خروجة على "دراجته النارية"
قرابة الساعة التاسعة والخامسة والاربعون مساءًا

قررت وبلا سابق تفكير ان تترك كل العمل الذي كان على كاهليها وتحاول الاتصال به"كنوع من الاستراحة"

اتصلت مره..مرتين..تبعتها الثالثة؟
لكن ما من احد هنا!
لا رد!
جربت ارسال الرسائل
تصله بالفعل لكنه لا يرد
"لا تفكري كثيراً ربما ذهب للحمام او لمكان ما" هذا ما قالته لنفسها لتهدئ من روعها

اتصلت لمره اخيره

ليرد صوت ما عليها
ردت بفرحة:مرحبًا..اين ذهبت يا صاح!! لقد قلقت عليك فعلًا!

-من صاحب هذا الهاتف؟
قالت بينها وبين نفسها:واللعنه!! لم اسأله عن اسمه قط!!! كيف لم يخطر في بالي ذلك!!

لم  تعرف ماذا ترد انذاك
كانت محرجة من المتحدث الغريب
ومن سؤاله البسيط الاغرب
فكيف الشاب الذي قضت معه فترة من الزمن لم يخطر في بالها ان تسأله عن اسمه؟
شعرت بأنه تدور في دوامه
لذا جلست على كرسيها واكملت تخاطب الرجل مجهول الهوية ذاك:هل تراه امامك؟انني اعرف شكله وحسب لا اعرف اسمه..
-وجهه مشووه..لم نتمكن من التعرف عليه
وقفت من مكانها فزعه..وكأنها تحمل قلبها بين يديها
-عمّن تتحدث؟؟؟ مستحيل ان يحصل امر كهذا! اخبرني بمكانك سآتي اليك!

اخبرها عن موقع الحادثة

ذهبت راكضة
قال احد زملائها:يبدو او هناك احداث جديدة تحدث في حياة احدهم ..

ركبت في سيارة اجره وتوجهت للمكان المنشود وهي تدعو من قلبها ان يكون حديث ذلك الرجل مغلوطًا،كانت بين يدي التردد والشك:التردد عن مشاعرها الغريبه الخائفة على ذلك الفتى والشك بأن الامر برمته قد يكون خطاءًا !

اقتربت لتجد سيارتي اسعاف وسيارة ودراجة هوائية والشرطة تطوق المكان وتمنع الناس من الاقتراب

تجمعت الدموع في عينيها ولسبب مجهول بدأت بحالة بكاء هستيريه !

مشت ما ان اقتربت لموقع الحادثة
اخبرت الشرطي انه احد معارفها هو من في الحادث

اقتربت اكثر
تضع يدها على فمها
حابسه شهقاتها ودموعها التي نزلت بلا سبب

لتجد "جثة هامده"تدخل الى سيارة الاسعاف
وشخص ما يجلس متكأ على سيارة الاسعاف الاخرى ينتظر تدخل المسعفين لكن كان وجهه مغطى بالدم والحجارة للدرجة التي منعتها من التعرف عليه

تمنت ولأول مره الموت لأحدهم
لئلا يكون ذلك الفتى ميت الان !

اقتربت من الجثة لتسمع صريخ امرأة اخرى اتيًا من خلفها
يبدو انه صوت شخص يبكي بحرقة
التفتت لتجدها امرأه في منتصف الخمسين تركض لسيارة الاسعاف لتصرخ:زوجي! زوجي!

امسكت على قلبها وهي متكأه بإحدى يديها على ركبتيها
رفعت خصلة شعرها التي مالت على وجهها لترفعها خلف اذنها

وتوجهت لمن يتكئ على سيارة الاسعاف الاخرى
اقتربت منه
رفعت شعره المتساقط على وجهه بحذر شديد
واخبرت المسعفين ان يسرعوا
انسابت دموعها على حالته
لقد كان الدم منتشرًا على جسده كله
متكإ على السيارة وكأنما روحًا قد فارقت جسده

اقترب المسعفون واخذوه على الحماله وتوجهوا به الى المستشفى
ذهبت معهم في نفس السيارة

ليتجهوا الى اقرب مشفى
في تلك اللحظة بدأت تدرك الامر .. بأنها واقعة في حبه دون شك او افتراء.

@الأطياف

شاعريّ..ورسّامهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن