شاعريّ..ورسّامه!

-صباح الخير سيد برق-

9/9/23
هذا اول ماقالته عندما استيقظت في الثامنه صباحًا على كنبة الصالة بعد ان اعلن هاتفها اتصالاً من شاعرينا المريض...

قال بصوت يُكاد ان يُسمع:اهلًا صباح النور،هل يمكنك ان تأتي الان؟احتاجك وبشده "سعل بعدها بقوة"

ونبض قلبها بقوه ايضًا،شعرت بأن كلماته تلك لامست اعمق نقطه في اعماق قلبها !
بدون تردد قالت:سأتي اليك الان ثواني قليلة وسأكون امامك!

رفعت شعرها وفرشت اسنانها ومسحت وجهها بسرعة،اتردت معطفها وحذاءها المنزلي الذي كان على شكل ديناصور وغادرت من شقتها الى شقته...

دخلت على عجل
ذهبت نحوه لتجده طريح الفراش ومتعرق الجبين،ان رأيته من بعيد ستعلم بأنه مريض لا محاله

اقتربت منه اكثر ووضعت يدها على جبينه
"يالهي حرارته اشبه بالجحيم!"
هذا ماقالته بعد ان لامست يدها رأسه
ذهبت لتحضر منشفه ووعاء مملوء بالماء وجلست بجانبه ممسكة بيده وواضعه يدها الاخرى على الكمادة التي كانت على جبينه

همست بإسمه:برق...برق هل تسمعني؟
فتح عينيه ببطء وعاد يغلقها
نادته مره اخرى:برق...هل تعرف من انا؟هل بإمكانك رؤيتي؟بماذا تشعر؟هل هنالك اي الآم؟هل تود ان نذهب للمشفى؟

رد بصوت مهزوز وخفيف يُكاد ان يسمع وكأنه كان يهذي بأقواله:وكيف الا اعرف و ارى النور؟اشعر بالطمأنينه وانتي بجانبي،ليس هنالك الم و دوائي امامي...لا داعي ان اذهب وطبيبي هنا وشفائي...

قالت بفزع وقلبها يكاد ان يخرج من جسدها هذا ان لم يكن قد خرج بالفعل:هل انت تهذي صحيح؟

لم يرد عليها وعلمت انه كان يهذي وعاد للنوم...

بعد ساعتين...
فتح عينيه اخيرًا !
قالت:ها انت ذا ! كيف تشعر الان ؟
رد قائلاً بإبتسامه خفيفه مرتسمه على شفتيه:بخير،اشعر اني بعافية ستين حصان،اشكرك على وجودك بجانبي واعتذر عن ازعاجك في وقت فراغك هذا..
-لا بأس،وقتي كله لك الان المهم ان ترتاح وتحافظ على سلامتك،هل تشعر بالجوع؟
-نعم قليلاً
-وانا ايضًا،سأقوم بتحضير شيء ما واعود
ابتسم وهو يراها تغادر لتعد له الطعام
عاد ليُسند رأسه على حافه سريره لم تمر دقائق الا وباغتته رائحة شيء زكي!
حاول النهوض لكنه لم يستطع مازال لم يتعود على النهوض وحده بعد
انتظر حتى اتت تحمل بين يديها اطباق عديده لذيذة واصناف شهيه وعصيري برتقال طازجين ...

وااه!! "قال متعجبًا مما رأه"
-انه ليس بالشي الكثير لكن بالهناء والشفاء
فتحت هاتفها وقالت:موعدك بعد ساعه يجب ان تستعد
-موعد ماذا؟
-موعد العلاج الطبيعي
-لكنني لم احجز موعد علاج طبيعي
-لكن انا فعلت،ان لم تحجزه لن تستطع العوده للمشي بسرعه وربما لن تستطيع ابدًا وانا اريد ان اعود لعملي وانا مطمئنه عليك بأنك تستطيع الاعتماد ولو بشكل بسيط على نفسك دون اللجوء الى شخص اخر
-هل انتي قلقه علي؟
-ماذا تفضل مربى ام جبنه؟
-اجيبي على سؤالي
صمتت قليلًا ثم اجابت:نعم انني كذلك،انا قلقه عليك بشكل غريب،اول مره اشعر بهذا الشعور،اود ان اتطمن عليك دومًا وكأنك كنت تعني لي الكثير او كأنني كنت اعرفك لوقت طويل وليس مجرد شهرين!
ليست تلك عادتي وليست من سماتي لكنني لا اعلم كيف ومتى ولماذا اشعر على هذا النحو تجاهك انت وحسب...!

نظر اليها بإمتنان وقال:لو كنت اعلم بأن الحادث هذا سيجعلك اقرب الي بهذا الشكل لكنت فعلته عمدًا بعد اول يوم قابلتك فيه.
@الأطياف.