تركتُ بالي و اهتمامي و تَفَاجُئِي و محبّتي و أكثرَ في الحافلة ، تركتُها عندَ اللّحظةِ التّي عُدتُ فيها ألفظُ اسمَ جاي ، جاي بارك.
يبدو اسمُه جذّاباً فعلاً بعدَ كلِّ هذه السّنواتِ التّي ما عدتُ أجاهرُ به فيها ، يبدو جذّاباً جدّاً آنَ يتزامنَ مع ابتساماتِه الطّريفةِ التّالية ، يبدو كإحياءِ الذّاكرة ، كاستعادةِ زمانٍ حلوٍ ماضٍ ، أشكرُه على عودتِه ، أشكرُه.
ارتديْتُ فستاناً أصفرَ اللّونِ متوسّطَ الطّولِ كانَ مُخفىً في خزانتي مُذِ ابتعتْه عن طريقِ الانترنت ، و لم يعرف أبي بوجودِ مثلِه بعد ، فقَدْ كانَ ليرميَه على الأكيدِ نتيجةً لشكلِه العصريِّ المُتحرِّر ، على حدِّ وصفِه طبعاً.
سرّحتُ شعري فيما بعدُ و أنهيتُ زينتي ، ثمَّ تسلّلتُ خارجَ البيتِ و وقفْتُ عندَ ناصيةِ الطّريقِ في انتظارِ سيّارةِ أُجرةٍ تُقِلُّني إلى الشّاطئ ، أبي ليس في البيتِ على العادة ، لا يعودُ قبلَ مغيبِ الشّمس ، و في النّهايةِ يأتي و يصفُ حياتي بالعشوائيّةِ و الخاطئة ، أبي لا يعرفُ عن حياتي هذه إلّا ما يراه ، و مع أنَّه لا يرى منها شيئاً ، لا يرى إلّا ما يريد.
تنهّدتُ مستاءةً و أنا أراقبُ الشّارعَ الخاوي ، ثمَّ تناولتُ هاتفي من حقيبةِ يدي و شغّلتُه ، الشّخصُ الذّي حدّثَني في وقتٍ سابقٍ من هذا اليومِ كانَ قَدْ عادَ و أرسلَ لي ، لكنّني في هذه المرّةِ عرفْتُ من يكون ، هذا السّيّدُ جاي ، فاسمُ المستخدمِ يطابقُ تاريخَ ميلادِ حضرتِه ، يا لها من صدفة!'أما تزالين مصرّةً على الذّهابِ إلى الحفلة؟'
'لماذا لا ترافقُني؟ طلبتُ منكَ فيما سبقَ فلماذا ترفض؟'
'عرفتِني إذاً؟'
'لستُ غبيّةً سيّد جاي'
'قَد آتي إذاً في وقتٍ ما ، لا تتفاجئي بي'
'حسنٌ'
أنهيتُ المُحادثةَ عندَ هذه النّقطةِ النّاقصة ، ثمَّ أغلقْتُ هاتفي و بالتّزامُنِ مع إخفاءِ ابتسامتي ، كانَتْ حركتي هذه بمثابةِ انتقالٍ عجيبٍ ما بين عالمين اثنين ، أوّلُهما ظريفٌ لطيف ، و ثانيهما رماديٌّ مُزعِج ، ليسَتْ فيه سيّارةٌ حتّى.
مشيتُ قليلاً نحو الأمامِ علّي أجدُ شيئاً ، ثمَّ و ما إن احتلّني اليأس ، رحتُ أسيرُ في الطّريقِ إلى الشّاطئِ كيلا أتأخّر ، قَدْ أجدُ سيّارةً لو تابعتُ السّيرَ إلى الأمام ، و قَدْ أصادفُ حافلةً متوجّهةً إلى هناك أيضاً ، و قَدْ أصلُ سيراً دون أن أشعرَ أيضاً ، لا أحدَ يعلم_"يا نوفا! نوفا ألا تسمعين!؟"
نداءٌ آخرُ اليومَ بهذا الاسم ، بل و مكرَّرٌ أيضاً ، ليسَ و على الأكيدِ أمراً مُبشِّراً.
استدرْتُ أعاينُ موقعَ النّداء ، و إذ بها إحدى الطّالباتِ في صفّي ، لم أذكر اسمَها بالضّبطِ و لكنّني أذكرُ أنَّها الثّالثةُ دراسيّاً في ترتيبِ طُلّابِ المدرسةِ و الأولى في الصّفّ ، نعم نعم تذكّرتُ ، تُدعَى ساشا ، أليس كذلك؟
أنت تقرأ
يومٌ مُقمِر ~ بارك جاي
Fanfictionالقمرُ و المطرُ و أنت~ شابّةٌ ترغبُ في متابعةِ النّجوم ، و قمرٌ ساطعٌ يتابعُ تحرّكاتِها.. كيف سيسيرُ هذا اليومُ و القمرُ يعنونُ أحداثه؟ 🌌 Jay ~ 💫 🌌 Nova ~ 💫 _قصّةٌ بسيطةٌ متواضعة ، أرجو أن تنالَ إعجابكم!💫 _Cover made by our precious taeon✨✨ @Ju...