_"انتظري! نوفا!"
لم يبلغِ الصّوتُ قوّةً كافيةً كي يصلَ فهمي فيوقفَني ، كنتُ أركضُ بكلِّ ما تمدُّني السّماءُ من قوّةٍ في عكسِ اتّجاهِ أسوارِ الشّاطئ ، و كنتُ خارجةً عن سيطرةِ عقلي تماماً ، مُوجَّهةً بوساطةِ الخوفِ لا أكثر.
و في لحظةِ تذكّرتُه ، تعثّرتُ بإحدى الحصى المُبعثرةِ في خارجِ أسوارِ الشّاطئ ، و وقعتُ أرضاً من بعدِ ما فشلَتْ محاولاتي الكثيرةُ في التّوازن ، لم آبه بآلامِ الوقوعِ صراحةً بقدرِ ما بتُّ أفكّرُ في الشّيءِ الذّي كانَ يلاحقُني و الذّي باتَ قابَ قوسين أو أدنى من النّيلِ منّي..
غطّيتُ رأسي بذراعيَّ و رحتُ أصلّي لئلّا يقربَني ، حاولتُ شحذَ ذاكرتي و إيجادَ أيِّ نوعٍ من الصّلواتِ المُنجيةِ التّي كانَتْ تلقّني هي أُمّي في أيّامِ هنائي ، غَيْرَ أنَّني ما تذكّرتُ شيئاً مُهِمّاً.. ما تذكّرتُ عدا كلماتٍ خرقاءَ كنتُ أردّدُ في طفولتي ، كمثلِ: أنقذني يا ربُّ و سوف أعيدُ ما سرقتُه من غرفةِ والديّ.. أنقذني و سوف أطعمُ العصافيرَ و أعتذرُ عن أخطائي.. هذا كلُّ ما تذكّرتُه.
مرَّ وقتٌ و أنا على ذاتِ الحال ، لا أرى و لا أسمع ، متكوّمةٌ على ذاتي كهرٍّ ضالّ ، لا يعرفُ ما يفعلُ و لا يجدُ ما يحميه ، يواجهُ ببساطةٍ شيئاً يفوقُ قدرتَه على التّوقّعِ حتّى ، و بغيرِ أسلحة_"ما بالُكِ نوفا؟ ألم تتعرّفي إلينا؟"
رفعْتُ رأسي رويداً أتفقّدُ مخاطبتي ، رأيتُ شابّاً يقفُ جانباً عاقداً يديه أمامَ صدره ، و فتاةً تقفُ أمامي مباشرةً و تدنو منّي ، أخذَ منّي التّعرّفُ إليهما لحظةَ صفاءٍ واحدة ، هذان سونيا و الشّابُّ الأبيضُ الآخر.
اعتدلتُ في جلستي ألتقطُ أنفاسي ، و رحتُ أراقبُ كيف يتهامسان فيما بينهما و يقهقهان كالمعاتيه ، أرى أنّهما يسخران منّي ، سنرى من سيسخرُ فيما بعدُ يا آنسة سونيا!_"سمعتُ صوتَ كلبٍ عند البوّابة.."
_"كنتُ أمازحُكِ"
أجابَني الشّابُّ و غطَّ مع سونيا في نوبةِ ضحكٍ شديدةٍ صريحة ، في حينِ نهضتُ من فوقِ الأرضِ و بدأتُ أتجهّزُ لردِّ ما فعلاه ؛ لم تكنِ المزحةُ السّخيفةُ الحقيرةُ جلَّ ما يثيرُ حنقي في هذه اللّحظة ، فتعاملُهما المتساهلُ معها أكثرُ حقارة ، و حقيقةُ أنَّهما قاما بكلِّ هذه التّمثيليّاتِ لجعلي أقعُ في موقفٍ سخيفٍ كمثلهما ، كلُّ هذه العواملُ تحولُ دون أن أسكتَ و أؤجّلَ انتقامي ، لا أستطيعُ أن أفعل
_"لم أكن أعلمُ أنَّكَ تعملُ كلباً بعدَ الظّهر ، لماذا لم تخبرني؟ كنتُ على الأقلِّ جئتُكَ بعظمة"
_"نوفا!"
_"ماذا؟ أراكِ تنبحين أيضاً ، أتريدين أن أحضرَ لكِ عظمةً مثله في المرّةِ القادمة؟"
أنت تقرأ
يومٌ مُقمِر ~ بارك جاي
Fanfictionالقمرُ و المطرُ و أنت~ شابّةٌ ترغبُ في متابعةِ النّجوم ، و قمرٌ ساطعٌ يتابعُ تحرّكاتِها.. كيف سيسيرُ هذا اليومُ و القمرُ يعنونُ أحداثه؟ 🌌 Jay ~ 💫 🌌 Nova ~ 💫 _قصّةٌ بسيطةٌ متواضعة ، أرجو أن تنالَ إعجابكم!💫 _Cover made by our precious taeon✨✨ @Ju...