10

106 12 17
                                    

وصلَتْ خططُ السّيّدِ يوفيتش و ابنِ صديقِه إلى قسمِها الجدّيِّ جدّاً الآن ، أمّا خططي فتراجعَتْ قيمُها قليلاً إلى منزلةِ الهراءِ و الأوهام ، و باتَتْ أكثرَ البُعدِ عن التّنفيذ ، ليس لشيءٍ متعلّقٍ بالمُزعجَينِ آنفي الذّكر ، و لكن لئلّا أعلقَ بين جدرانِ غرفتي مع ملامةِ أبي و محاضراته أكثرَ ممّا فعلت ، ستكونُ الحصصُ الدّرسيّةُ أكثرَ رحمةً كيفما نظرتُ إلى الأمر.
جلستُ في مقاعدِ سيّارةِ أبي الخلفيّةِ مُجدّداً ، بَيدَ أنَّني في هذه المرّةِ لم أسبق أحداً إليها ، و إنّما اضطررتُ للصّعودِ فيها ، فقَدْ وصلتُ و جاي يجلسُ في الأمام ؛ ضربةُ التّوقّعاتِ هذه أكثرُ إراحةً بكثيرٍ إذا ما قُورِنَتْ بألاعيبي ، فهي على الأقلِّ غيرُ متبوعةٍ بالاستهجانِ و النّظراتِ المُرتابة ، و على الرَّغمِ من أنَّها أثارَتْ عجبي و ريبتي إلى حدٍّ ما.
وضعتُ سمّاعاتِي من بعدِ ما طالَ الصّمتُ في قلبِ السّيّارة ، و أخذتُ أتنقّلُ ما بين الأغنياتِ المُخزّنةِ في هاتفي ، لم أشعر برغبةٍ في سماعِ أغنيةٍ من بينهنّ في الواقع ، لكنّني مضطرّةٌ لتشغيلِ إحداها لئلّا اضطرَّ لسماعِ حديثِ الاثنين المثيرِ للاشمئزاز أو الرّدِّ عليه.
اخترتُ أغنيةَ Dark paradise للمغنّيةِ لانا ديل ري عشوائيّاً ، و استمعتُ إلى كلماتِها بمقتٍ شديد ، كانَ كلُّ جزءٍ في روحي ينضحُ بالأوجاعِ كلّما ركّزتُ في الكلمات ، كانَتْ روحي برمّتِها تنزفُ ألماً ، آلاماً ليسَ لها موضعٌ أو تركيز ، ليس لها سببٌ أستطيعُ تحديدَه في اللّحظة ، و بالتّالي فليسَ لها علاج..
شعرتُ بالهواءِ يحشرجُ في صدري ، كنتُ سأجهشُ بالبكاءِ في أيّةِ لحظةٍ لولا حبستُ أنفاسي مراراً و ضغطتُ على أصابعي ، و في لحظةِ كدتُ أفقدُ لجامَ السّيطرة ، استدارَ جاي نحوي ، فاضطُرِرْتُ لفرضِ السّكون على نفسي.
خلعتُ السّمّاعةَ و وضعتُها جانباً ، ثمَّ و ببرودٍ مُستقصدٍ نظرتُ في عيني العابسِ أمامي ، و أشرتُ له كي يبلغَني سببَ قطعِه حالَ الجنونِ بيني و بين نفسي ، أشكرُه سرّاً بصراحة

_"تنظّمُ مدرستُنا رحلةً إلى الغاباتِ في الأسبوعِ القادم ، هل تريدين الذّهاب؟"

_"لا"

أجبتُه باقتضابٍ فهمهمَ و عادَ بوجهِه إلى الأمام ، كنتُ سأعيدُ السّمّاعاتِ إلى مكانِها لولا أنَّه نظرَ عبرَ المرآةِ إليَّ مُجدّداً ، و بدا أنَّه يودُّ قتلي على ما فعلت.
مُضحِكٌ كيف أنَّه و أبي يكابدان لفتحِ حديثٍ ما و أنا أقفلُه بأبسطَ ممّا يتخيّلان ، مُضحِكٌ جدّاً أن تدمّرَ خططَ هذا النّوعِ من البشر

_"سيأجّلونها بسببِ الكلابِ على أيّةِ حال"

أطلقتُ ضحكةً ساخرةً خافتةً وضعتُ من بعدِها السّمّاعات ، كانَتِ الأغنيةُ قَدِ انتهَتْ منذُ وقتٍ و انتقلَ هاتفي بغيرِ أن أنتبهَ إلى غيرِها ، نسيتُ في الواقعِ أن أستقطعَ الأغنيةَ قبلما وضعتُ السّمّاعاتِ جانباً ، و يبدو أنَّ هذه النّقلةَ العجيبةَ ما حلَّتْ على صوتِ هاتفي و حسب ، و إنّما في مشاعري أيضاً.
الأغنيةُ التّاليةُ كانَتْ لفرقتي المُفضّلة ، التّي على ذكرِها منقوصةٌ و متوقّفةٌ كمثلِي ، متفكّكة ، كمثلِ دواخلي و آمالي و واقعي ، لا وقتَ للسّخافاتِ الآن ، يجبُ أن أستمعَ بذهنٍ صافٍ إلى العزيزةِ Where we are للفرقةِ العزيزةِ One Direction..
يجبُ أن أنسى أينَ أنا الآن
يجبُ أن أعيشَ أجواءَ الأغنيةِ كما كنتُ أعيشُها مع أُمّي في عمرِنا السّابقِ الحلو.. أُمّي كانَتْ تحبُّهم أيضاً..
يا إلهي.. يا إلهي كم يفتقرُ إلى بسمتِكِ هذا العمرُ يا أُمّي..

.

.

.

🌃 يُتبَع 🌃

هوني هناا🥺🥺🖤
قبل أي شي بعرف إنو قصيير و بعد غيبة😭😭
و آسفة من قلبي.. بس جد كنت عم مر بفترة صعبة كتير و الحمد لله رح اطلع منها
و إن شاء الله رح تكون القصة عند حسن ظنكم..
شكراً من كل قلبي ، شكراً على كل شي..
بحبكم من كل قلبي ، و بتمنى لكم كل كل كل خير و كل شي حلو لأنكم فعلاً بتستاهلوا🥺🥺🖤🖤
أحبكمممم😭😭😭🖤🖤🖤

يومٌ مُقمِر ~ بارك جايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن