مرت الشهور تسابق الأيام مسرعة كأن أحد يطاردها ، وسرعان ما اكمل زيد دراسته الثانوية، فبعد رحيل ماهر اصرت نبيلة على ان يكرس زيد نفسه للدراسة، لذا قرر العم فريد ان يرسل زيد الى خارج العراق ليدرس في كلية الهندسة ، حزم زيد حقائبه وسلم على الجميع وغادر البيت وقد رافقه فريد الى المطار ، تلك اللحظة كان يتوجب على افراد العائلة تحمّل فراق آخر ، وهو فراق زيد.
***
حنين " كانت الأيام الاولى لرحيل زيد قاسيه جدا ، فقد كان السكون يعم المكان والصمت يطرق باب كل فرد منا ، كانت الدموع تنهمر من عمي فريد عند تناول كل وجبة طعام . بينما يكتم كل فرد منا دموعه بالكاد عندما يلتم شمل العائلة ويبقى مكان زيد فارغا على المائدة.
مرت الأيام مسرعة واعدتنا فراق زيد، فكلما أطمأننّا على حاله ومسكنه ، ارتاحت قلوبنا حتى التئم فراغه بيننا كما تلتئم الجروح تدريجياً ، فادركت بأن مرور الزمن هو العلاج الوحيد لكل شدة "
***
سلوى :" اهلا زيد كيف حالك ؟ نحن مشتاقون اليك "
زيد :" الحمد لله . كيف حالكِ وحال امي وابي وحنين؟ "
سلوى :" نحن بخير جميعاً"
زيد :" اين هي أمي ؟"
سلوى :" إنها في الغرفة تصلي"
دخلت نبيلة ..
سلوى :" ها هي أمي يا زيد "
تناولت نبيلة الجوال بسرعة وذهبت لتجلس قرب فريد :" كيف حالك يا زيد ؟"
زيد :" انا بخير يا أمي كيف حالكِ وحال ابي ؟"
فريد :" اهلاً زيد نحن جميعاً بخير كيف حال دراستك يا بني ؟"
زيد : " جيد يا ابي لقد نجحت في جميع الامتحانات"
فريد :" حمدا لله "
زيد " في الواقع ، لقد كانت الايام الاولى لسفري صعبة ، بعدها التقيت بصحبة طيبة لنسكن معاً . وبعد شهور دخلت الى حياتي جمانة.
جمانة طالبة عراقية وافدة ، طيبة وخلوقة ظهرت في طريقي لنكمل مشوارنا الدراسي معاً ونرتبط بعد التخرج ، فقد كانت تتكلم مع سلوى لتسلم عليها بين الحين والآخر "
***
في روسيا ..
على مصطبة تجلس جمانة وبان وجسيكا .
لوَّح زيد وسالم واحمد لهن من بعيد .