حنين" في صباح اليوم التالي وبعد خروج زيد قررت الهروب الى بيت لمياء ، ولكي لا اورط لمياء معي لم اطلب منها المجيء لأخذي ، بل حملت حقيبتي التي فيها اغراضي المهمة وخرجت من الغرفة حاملة حقيبتي.
نبيلة جالسة على طاولة الطعام تتحدث مع سلوى .
نبيلة :" الى أين تحملين حقيبتك ؟ لم يخبرني زيد بانكما مسافرين اليوم "
سلوى وهي تطلي اظافرها :" زيد تغير بعد ان تزوج "
نبيلة :" لم يخبرنا خوف ان نذهب معهم "زفرت و خرجت دون أن اتفوه بكلمة فأنا لم اعد تلك الطفلة اليتيمة التي يلعبون بها مثل جندي الشطرنج ، سأرسم حياتي بيدي.
استأجرت تكسي وانطلقت الى بيت لمياء دون ان اخبر أحد ..
طرقت الباب وفتحت لمياء
شهقت و قالت :" حنين؟ ما الذي أتى بك وما هذه الحقيبة"
قلت :" الم ترحبي بي اولاً ؟ "
لمياء وقد فتحت الباب اكثر :" اوه بالتأكيد اهلا حبيبتي تفضلي "
قلت :" لقد هربت منهم "
نظرت الي لمياء ووضعت كفها على فمها وقالت :" هل فعلتي هذا حقا ؟ مجنونة !"
قلت :" بل كنت مجنونة ، وعقلت "
جلست على الأريكة وتناولت كوب فيه ماءِ قليل كان على الطاولة الخشبية التي امامي ، شربت منه ، ثم اعدته الى مكانه .مدت لمياء يدها بسرعه وسحبت الكوب قائلة :" سأحضر الماء " قبضت بكفي على ذراعها
وقلت :" لا داعي ، لقد شربت اجلسي"
لمياء :" وماذا ستفعلين ان اتصل بك زيد ؟"
حنين :" لن اعود يا لمياء ، سأكمل حياتي كما اريد لقد خسرت كل شيء لأجل عمي فريد ، وقد توفي عمي فريد الآن يجب أن ابني حياتي مجدداً "***
مرت ساعات وبدأ جوال حنين يرن
كان زيد يتصل ونبيلة تتصل والكل يتصل ،، حنين :"لمياء اجيبي انتِ، انا لا اريد ان اكلم أحد منهم"
اجابت لمياء :" اهلا "
زيد :" اهلا لمياء كيف حالك ، هل لي ان اكلم حنين ؟ "
لمياء :" بصراحه انها نائمة "
زيد :" حسنا اخبريها بأن تتصل بي عندما تستيقظ ، مع السلامة "
لمياء :" مع السلامة "
مرت ساعات اخرى ...
رن الجوال مجددا ، اغلقت حنين جوالها ، ثم رن جوال لمياء ، اجابت لمياء وجلست بقربها الصق اذني قرب اذن لمياء والجوال
زيد :" اهلا لمياء هل حنين بقربك ؟"
ابتعدت واشرت بيدي الى لمياء
لمياء :" اهلا زيد ، كلا انها نائمة "
صرخ زيد :" انا اعلم انها جالسة بقربك وهي تسمعني الان قولي لها ان تكف عن حركات الأطفال ، وترد على جوالها ، كل شيء سوف يتصلح " سحبتُ الجوال من لمياء بسرعة . وصرخت :" اهلا زيد ماذا تريد ؟"
زيد :" ارجعي يا حنين وبلا فضائح "
حنين :" لن ارجع لو نبتت في رأسك نخلة "
زيد :" لا تكلميني هكذا ، وان كانت بيني وبينك مشكلة نحلها بيننا لا داعي ان تدخلي اطراف "
حنين :" قلت اتركني وشأني يا زيد لن اعود مجدداً ، طلقني "
زيد :" قلت لن اطلق "
حنين :" أ يعجبك ان تستمر التمثيلية ؟ هل يعجبك ان تعيش مع انسانة لا انت تحبها ولاهي تحبك ؟ ستظلمني واظلمك يا زيد "
سكت زيد قليلا
بدأت ابكي .
زيد :" حسناً سأطلق وسأفعل ما تريدين "
قلت :" عش حياتك يا زيد ، تزوج جمانة التي اختارها قلبك ، لا تضعف لأجل أحد ، فلا أحد يعيش حياتك بدلاً عنك "
زيد بصوت محشرك :" انت عزيزة على قلبي "قلت وكنت انتزع الكلمات بجهد :" وانت عزيز عليَّ ايضاُ ، لقد تربينا سويه ، وكبرنا معاً .. لكننا لم نفكر يوما أن نتزوج "
زيد :" سؤال "
قلت :" جواب "
زيد بصوت مرهق :" ان طلقتك هل .. اكون قد ظلمتك ؟"
قلت وأنا ابكي :" كلا يا زيد ، ستكون اطلقتني للحياة مجددا ، زيد كنت اعرف بأنك ستقول ذلك ، اعرف بأن مكانتي عزيزة بداخلك ، وانك تغيرت بعد زواجنا فقط لأنني لم أكن الفتاة التي حلمت بها .. كيف تسطيع تكون امامي رجل واكون امامك انثى وقد كبرنا ونحن نضرب بعضنا بعضاً يا زيد ! هل الانثى تضرب زوجها ؟" بدا لي صوت ضحكة وقال:" كفي عن البكاء الآن سأطلقك غداً "
اغمضت عيني وتنفست بعمق ، وكأن الدنيا فتحت لي باباً الأمل . قلت وقد ازدردت ريقي بصعوبة :" اشكرك يا زيد كثيراً "
قال :" حظاً موفقاً ، وحياةً سعيدة "
قلت :" ولك ايضاً ، مع السلامة "
اغلقت الجوال ، ذهب زيد ، كانت الدموع التي ذرفتها اضعاف تلك التي ذرفها زيد .. كيف انسى رفيق طفولتي بسهولة ؟"***
تقدم ياسر الصغير نحوي حاملا ً دميته :" خالتي لماذا تبكين ؟"
اجبت وقد مسحت ادمعي :" كلا يا حبيبتي ، انا لا أبكي "
ياسر :" عينك حمراء وانفك احمر "
اجبت :" مصابة بالزكام حبيبي "
ركض نحو علبة المناديل الورقية وانتزع منديلا ثم ركض عائداً به نحوي وقال :" تفضلي "
اجبت :" شكراً لك "
ياسر :" هل اكلتي ايس كريم كثيراً "
قلت :" نعم يا ايها المحقق ، لنذهب الى المطبخ "
ذهبت الى المطبخ جلست قرب طاولة الطعام وانا احتضن جوالي بين كفيّ بينما لمياء تقف قرب الطباخ تنتظر فوران القهوة . لمياء وهي تطفئ الطباخ وتحمل القهوة :" هل ستعودين ؟"
سكبت لمياء القهوة لي و لها وجلست في الكرسي الذي يقابلني
احتضنت كوبي ببين اصابي وقلت مبتهجة :" غداً نكمل اجراءات الطلاق ان شاء الله "
لمياء :" اوه ،، مبروك "
قلت وانا انظر الى البخار الذي يتصاعد من الكوب :" سأكمل دراستي يا لمياء ، وسيكون لي صديقات من جديد "
ياسر : " لماذا ليس لديك صديقات يا خاله ؟ "نظرت الى لمياء لا ادري بماذا أجيبه ، نظرت لمياء اليّ وقلت له :" نبيلة"
انفجرت لمياء بالضحك وقالت :" كف عن الاسئلة يا ياسر واذهب للعب هناك "
![](https://img.wattpad.com/cover/343078773-288-k536330.jpg)