لم أحببك يوماً

1 0 0
                                    

حنين " لا ادري كيف خطرت لي فكرة الهروب  من زيد ونبيلة . زيد لا يحبني،  وأنا لا أحبه أيجدر بي أن اظل واقفة على هذا المسرح اللعين ؟  هل اكمل التمثيلية والسيناريو الذي كتبتهُ المبدعة نبيلة لتصفق لها سلوى ؟  نزلت من غرفتي فتحت الثلاجة لأطفئ لهيب جوانحي بأي شيء بارد ، وجدت علبة كولا وافرغتها في جوفي . ظهرت نبيلة من خلفي وقالت:" ماذا تفعلين عندك  ؟ ولم انت مستيقظة الى هذا الوقت "
اجبت :" لم استطع النوم "
نبيلة :" الا تعرفين قوانين البيت ؟ كل يوم تسهرين ثم تنهضي متأخرة على اعمال البيت ، الى متى ستبقين بهذا الكسل؟ "
حدقت بي وامتصتني بعينها .. اطبقت فمي وعدت الى غرفتي ، جالسة أتأمل نفسي وأتساءل عن الجدوى من وجودي في هذه الحياة .. إنني امكث في طاحونة أيام ،  تدور وتدور  وتكرر نفس اللعنة التي أصابتني لتطحن من عمري جزئاً كل يوم . ألا يجدر بي أن أغير حياتي بنفسي ؟ من سيعيشها غيري !! من سيموت في قبري هل أنا أم زيد ونبيلة ؟! بقيت أنتظر رجوع زيدا كي اصارحه بعدم حبي له . مرت ساعات دخل زيد الغرفة وارتمى بجسده على السرير المزدوج .
قائلاً :" لماذا لم تنامي ؟ "
قلت :" زيد .. اريد ان أكلمك بموضوع "
زيد :" ليس لي وقت للمواضيع اريد ان انام "
قلت وأنا اسحب الغطاء من فوق وجهه  :" بل يجب ان تسمعني "
زيد :" ما بك يا حنين ؟ هل اصابك جنون ؟"
قلت :"  نعم ، أنا مجنونة .. لأنني  .... ثم سكت "
زيد :" لأنك ماذا؟ اكملي "
نزلت من عيني دمعة

وقلت :" زيد انا اعرف بأنك لم تتزوجني برغبة منك ، واعرف  ايضا بأنك لازلت تحب جمانة ، زميلتك قبل أن تتخرج اتضن بأنك ستخبئها عني طوال عمرك ؟! " اتسع محيط عيني زيد وقال مرتبكا : " وما أدراكِ بموضوع جمانة "
نزلت من السرير وجلست أرضاً وانا استند بظهري الي اسفل السرير  :" كم مرة سمعتك تكلمها وتجر حسرتك ، وكم مرة يضيق صدرك وتحب الجلوس بمفردك عندما تراود ذهنك ، زيد لقد تربينا معاً انا اعرفك جيداً .. وأنا ابادلك نفس الشعور  "
اغرورقت عينا  زيد قائلا :"  كنت تعرفين طول تلك المدة ، وخبأت عني كيف ؟! كيف لمرأة تستطيع تحمل فكرة ان زوجها يحب غيرها ولم تبدي له شيء ؟! "                                                                      

  وضع كفه على كتفي وقال :"  هذا لأنك  حقا مثالية "
وضعت كفي فوق كفهُ وازحتها عني

وقلت :" بل لأنني لم احببك يوماً ، ولم أجرب شعور الغيرة عليك "                                                                                                       ثم اردفتُ قائله:" وانك لم تحببني يوما ، زيد زواجنا فاشل انا لا اريد ان ابقى معك ، لك حريتك ولي حريتي "     قبض بيده على ذراعي حدق بعيني  قائلاً  :"  ما هذا الكلام السخيف؟ لا أريد ان اسمع منك هذه الكلمة ثانيةً "                                                              

   قلت :" لماذا ؟ كلانا يدرك بأن زواجنا كان قراراً وليس اختيار، هل تنكر ذلك ؟
اشرت بأصبعي السبابة  بوجهه وانا اضم باقي اصابي الى باطن  كفي  وقلت: "سنحطم حياتنا نحن الاثنان إن بقينا معاً"
امسك بكفه سبابتي وابعدها عن وجهه قائلاً :" بل ستتحطم ان افترقنا "
قلت بغضب :" كيف تتحطم ان كنت ترغب الزواج من فتاة  وتنام وتجلس قرب غيرها! ؟ هل انت خائف من خالتي نبيلة لأن زواجنا كان امراً منها  "
رفع كفه الايمن وصفعني ثم شد شعري نحوه بقوةٍ ودفعني بكل ما اوتيت يمناه من قوة وهو يصرخ
قائلاً :" لا أحد يخيفني .. ولا أتلقى اوامراً من أحد  هل سمعتي ذلك ؟"
وضعت كفي على خدي المتألم وصرخت في وجهه :" منذ متى وأنت هكذا ؟  انظر الى نفسك .. وردود افعالك القبيحة انقلبت تصرفاتك بعد ان تزوجتني لأنك مجبر على الزواج  ولا تريد تصديق ذلك "
تعالت صرخاتنا في الليل وبعد الهدوء مثلت دور النائمة ريثما يبزغ فجر الصباح ..  لففت نفسي باللحاف مثل شرنقة وانا اسكب الدمع  بصمت  لكنني مصممة على ايقاف طاحونة حياتي عن الدوران في نفس هذه الدائرة

جذبني شعرها البني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن