اللقاء الأبدي

6 1 0
                                    

في صباح اليوم التالي

لمياء :" هل تودعيه قبل رحيله ؟ "
نزلت دموع حنين رغما عنها هذه المرة .
حنين  :" أتمنى ذلك لكن "
لمياء :" امامنا ساعة فقط "
شهقت حنين :" ومن أين عرفتي موعد الرحلة ؟"
ابتسمت لمياء :" ليس لدينا وقت للكلام ، هيا غيري ملابسك بسرعه "
غيرت حنين ملابسها وانطلقت  مع لمياء بالسيارة وهي تسابق الريح ، وصلت الى المطار وهي تركض وتبحث عن حسام ، " هل لمياء متأكدة من الوقت ربما قد اقلع بطائرة اخرى "،   تلك الساعة هرولت حنين كالمجنونة ، تبحث عن ابرة في كومة قش وسط الزحام .
اقلعت أحدى الطائرات .. ربما حسام بداخلها ، بدأت دموعها المالحة تنسكب وهي تفتش في الوجوه ، لمحت من بعيد شخصا طويلاً  يبدو  شكله مألوف لديها ، توقفت ، و  اندلعت منها صرخة بلا وعي  وكأنها في فضاء  لا يوجد فيه سوى حسام  .
نادت بصوت عال :  " حسام .. "
التفت اليها وهي متقطعة الانفاس  ، اغرورقت عيناه و ارتسمت على وجهه ابتسامته العريضة ،  وصلت اليه مع لمياء   وطوق كتفها بذراعه  بقوة كي لا تضيع منه مرة أخرى وبدأت دموعه تنهمر .  بكى الاثنان سوياً

ثم حدق بعينيها  
قائلا :" أنا أحبكِ يا حنين"

ضحكت حنين بخجل ولم تتكلم  
التفت ورائه بسرعة ، انها لمياء لقد نسوها حقاً ، كانت سعيدة لأجلهم .
لمياء :" هيا يا حنين "
نظرت الى حسام وقالت  بصوت ذا حشرجة  :" لقد  جئت كي أودعك "
حسام رمى حقيبته ارضاً  وقال :" وأنا لن أرحل من دونك هذه المرة "
فرحت لمياء وصفقت 
حسام :" هل ترحلين معي ؟"
تسمّرت حنين بمكانها وهي  تطالع موقفها ، وتقول لنفسها :" هل انا أحلم ، قرصت يدي  ..  بل إنها حقيقة
اجابت والدموع  عادت في عينيها مجددا ،  لكنها دموع فرح هذه المرة   :" أجل  "

حسام " عند ما نادتني حنين ، لم  يكن صوتها وهماً هذه المرة ،  احسست  لوهلة كأننا في  فلم  ، أو أمنية هبطت لي من السماء "
أجل حسام موعد الرحلة  ، وتوقف لحظة ليجري اتصالا
حسام :" ألو .. أهلا امي أين ابي ؟ "
هدى :"  إنه موجود . خير ان شاء الله ، صوتك غريب هل حدث مكروه ؟"
حسام :" امي  لقد اجلت الرحلة، سأعود لكي أخطب واعقد قراني  ،  وأسافر مع خطيبتي واتزوج في الاسبوع القادم "
هدى :" ماذا تقول ؟! هل انت مصاب بالحمى يا ولدي ؟"
حسام ضحك وقال  :" كلا يا أمي فقط ليجهز ابي لأنه سيكون وكيل العروسة "
هدى :" أي عروس؟ وكيل من ؟ هل جننت؟ "
حسام :" سأخطب حنين يا أمي ونسافر معاً ، لقد اجلت رحلتي "
فرحت هدى كثيراً واخبرت وليد بالأمر.
 وفي اليوم التالي اخذ حسام والده ووالدته الى المحكمة وتم عقد القران  وتزوجا  ، وعاد شتاء النور الضائع الى حنين .
بعد ان تجلى خريف التغيير الذهبي لحنين ، وغير مسار حياتها ، واشرق لها نور الشتاء الذي ضاع منها برحيل والديها ،

بعدها،، تجلى لها ربيع امنيات  الأجيال  وأكملت  دراستها الجامعية  وتخرجت بتفوق من  كلية الصيدلة ،  واستمرت نجاحاتها  تشق الظلام من حولها.
                  
                 ***

جذبني شعرها البني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن