ليلة تحت منعطف القمر

2 0 0
                                    

            ليلة تحت منعطف القمر

حنين "عندما خيم الليل ،  كان حسام نائم على الأريكة والعم مازن على الارض . لم استطع النوم في الغرفة التي كنت فيها . فقررت أن اتسلل على رؤوس اصابع أقدامي  نحو الخارج قليلا  لأرى سكون ليل هذه الجنة . خرجت واقفة على جذع شجرة عملاقة كانت تتشابك اغصانها لتحجب أجزاءً من  وجه القمر المنير . لم يكن سواد الليل حالك جداً .. بل كان ممزوجاً بزرقة خفيفة كأنها امواج محيط مرصعة  بنجوم لؤلؤية ،  يفوح عطر الرازقي وسياجات الآس التي زرعها العم مازن حول الكوخ ، مع رائحة ماء الساقية والطين ، ليعبق في الهواء مع كل هبة نسيم هادئ يلفني . يا له من منظر ساحر .. استندت بظهري الى جذع الشجرة وإرتكنت الى نفسي ، احاكي الطبيعة و انصت لوريف الاوراق من فوقي ، ما أجمل الليل ، في الليلِ سكون ، وفي السكون راحةٌ  مهما يكون، في الليل همسات  النسيم. وهواجسٌ شتى  تهيم  .فيه همسات البشر ، ومواويلُ ابيات الشعر وفي الليل . مجالسٌ للحائرين مع القمر لا صوتُ يصدح في الفضاء .. سوى .. نبضٌ لقلبٍ حالمٍ .. و وريف اوراقٍ الشجر ،  تتناغم  الآفاق في معزوفة النجم البعيدِ عن القمر  وكأنه احتفالٌ للطبيعة في سحر هذا السكون الأسود "

                          ***

حسام "   لم اكن نائماً بعمق ، شعرت بحركة حنين وهي تتسلل بالخروج فتبعتها . كنت انظر اليها وهي تنظر للسماء وللقمر  ، تتسابق نحوها  بعض نسمات ليل هادئة  لتداعب خصلات من  شعرها الدجّي  بأنامل رقيقة كأنامل طفلٍ صغير . تستقر بقربها  لوهلة ، تعانق روحها وسط الظلام و تطير مسرعة  الى الأفق البعيد ،  تقبّل الحياة بشفتيها الرقاقتين  وتقول للأغصان اصنعي أملاً جديد

تقدمت نحوها وأشعلت سيجارة ، استدارت بسرعة نحوي عندما سمعت صوت القداحة ، زفرت الدخان في الهواء وتقدمت نحوها .
حنين :" حسام  لقد افزعتني "
ابتسم حسام وقال :" الجو جميل اليس كذلك؟! "
حنين :" مناسب للشعر اليس كذلك ؟ لقد عرفت  بأنك تحب الشعر"

حسام :" من اين عرفتي ذلك ؟"

حنين :" لا اقول "

حسام :" لا يوجد  سوى ريم ، هي من اخبرتكِ "

اقترب زعتر  و نبح  بقوة خلف حنين قفزت حنين وتشبثت بذراع حسام بقوة دون أن تنتبه لنفسها .ابتسم حسام

قائلاً :" انه زعتر لا تخافي" امسكت حنين يده بقوة وهي ترتجف  كانت مذعورة . ثم
انتبهت  الى نفسها  سحبت يدها بسرعة و شعرت بالخجل الشديد ، تراجعت خطوتين الى الخلف و ركضت نحو الداخل حنين لم تستطع  ان تنام بقيت تتقلب في فراشها يمينا و يسارا ، تنظر الى كفها الذي تشبثت به في ذراع حسام وتفكر ماذا سيقول عنها ، كان يلتهب بداخلها صراع . حسام ايضا بقي يفكر بها  و قرر ان يخطبها فور رجوعهما ،  ثم يجد عملا مناسباً ويتزوجها .

جذبني شعرها البني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن