نزيف الكلمات
ذاع خبر خطبة حنين وسرعان ما عرف حسام من هدى ولمياء .
حسام "تلقيت خبر خطبتها كالطعنات القاتلة .تركتني وحيدا اتجرع مرارة الفراق وكأنها رحلت بقلبي المعلق بخصلة من شعرها البني وعيناها البريئتان ، ربما ستمحوني من ذاكرتها ولا استطيع نسيانها ، صارعت مرارا قتل حبها في قلبي ولم استطع . حتى اصبحت عاجزا عن العيش بفراقها . رحَلت عني بعد ان سجنت قلبي خلف قضبان روحها . هنيئا لك يا زيد فوزك بها ، ومبارك عليك يا حنين ، سأرحل بعيداً مثل ما رحلت لعل حبك يعفو عني يوما واخرج من خلف قضبان العذاب "
هدى :" لم تذق شيئاً منذ أن سمعت الخبر يا حسام "
حسام :" لا اريد أن آكل يا أمي "
هدى :" لم اكن اعلم بأنك تحبها لم تخبرني من قبل؟ "
حسام :" وما الجدوى من الكلام الآن ؟" هدى :" كل شيء قسمة ونصيب " . ريم :" انا لا اضن انها تحب زيد " هدى :" وكيف عرفتي ذلك " حسام :" وانا ايضاً ، لا اضن " هدى :" لا ادري يا بني "
حسام "ضاقت بي الدنيا حتى اصبحت كخرم ابرة ، قضيت الايام والشهور وقد ذرعت الازقة والشوارع ، لا اهنئ بلقمة آكلها ولا نوما هانئاً مثل باقي البشر . حتى ادركت انني لم استطع نسيانها الا اذا غادرت بغداد . حزمت حقائبي وقررت السفر الى المانيا حيث يمكث صديقي محمد ، لكن ليس قبل ان ابعث رسالة تهنئة الى حنين "حنين " عاد زيد وقد تخرج من كلية الهندسة وانهى دراسته الجامعية ، اقتربت نهايتي .
غابت شمس الصيف محمرة غضبا من الظلم و الما على قلبي وانا واقفة اتأمل الغروب .
توهجت شاشة الجوال ، حسام " مبروك خطبتك لزيد "
قرأت الرسالة وانا اتقطع ألماً وابكي ، لا ادري ماذا اجيب ومن اين ابدأ حكايتي ".***
اصبحت القيود تشد نفسها بقوة على يدي حنين المربوطتان بقوانين نبيلة ، والدهر يلف حبل مشنقته حول عنقها ناطراً تحريك الكرسي من تحت اقدامها لتتأرجح في الهواء وتكون قد أُعدمت ظُلماً حتى الموت . ذنبها الوحيد هو أنها يتيمة ، حنين " هل يكتب الفرح لمثلي ؟ فأنا يتيمة الابوين والوطن معاً . قتل والداي مع مقتل بغداد حين أذن مؤذن الفجر للصلاة على جنازة امي وابي وبغداد ، وتُركت وحيدة كملايين الأيتام نسبح في الظلام تحت اقدام البشر "